“توحيد المعايير” كان بمنزلة “اللغم الصامت” الذي فجر امكانية إعلان الحكومة عشية عيد الجيش وفتح ثغرة عبرت منها رياح التعطيل، فـ”توحيد المعايير” يتطلب توحيد الفرقاء الممسكين بموازين اللعبة اللبنانية، وهذا ما ليس قائما.
لكن رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل ، الذي رفع شعار “توحيد المعايير” ومقابله سيف حكومة الأكثرية والمعارضة مع التأكيد بأن تشكيل الحكومة مسؤولية الرئيس المكلف وليست مسؤوليته، لم يلتق حتى الآن الرئيس سعد الحريري .
و”القوات اللبنانية” تستغرب تردد الوزير باسيل في لقاء رئيس الحكومة، لمعرفة ما يمكن ان يعطيه او يطلبه من الرئيس المكلف.
وتقول المصادر المتابعة لصحيفة “الراي” الكويتية، ان “التيار الوطني الحر” يطالب بـ”توحيد المعايير”، ولكنه عند احتساب المحصلة يستكثر على “القوات اللبنانية” الحصول على ثلث المقاعد الوزارية المسيحية ، اي خمسة وزراء، انسجاما مع حيازتها 15 مقعدا نيابيا، في حين يُصر على 11 وزيرا لـ”التيار”، بما فيهم حصة الرئيس ميشال عون ، بينما حسبة المقاعد على اساس حجم الكتلة النيابية لتكتله وهي 27 نائبا لا تسمح بمثل هذا العدد من الوزراء.
والشعور السائد لدى الأوساط الحكومية، ان من سلم بأحادية تأليف الحكومة من جانب الرئيس المكلف سعد الحريري ، احتفظ لنفسه بامكانية تعطيله، وواضح ان الحريري مكلف من مجلس النواب ، بينما الوزير باسيل مكلف من الرئيس عون – بحسب المصادر.