خبر

الحريري يرفض التطبيع مع النظام السوري ويتمسك بـ”النأي بالنفس”

شكلت تغريدة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري عبر “تويتر” أمس، محاولة لفرملة “الهجمة” السياسية تجاه دمشق من جانب حلفائها، في محاولة لتطبيع العلاقات بين البلدين.

وقال الحريري: “بعض السياسيين بلبنان راكضين يروحوا ع سوريا قبل النازحين… يا سبحان الله! مدري ليش”.

ويأتي هذا الكلام، في ظل تصاعد محاولات التطبيع مع النظام السوري، وآخرها ما ورد من معلومات عن دعوة قد توجهها الكنيسة الأرثوذكسيّة في سورية الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لزيارة دمشق.

ويحاول الحريري، من خلال موقفه، الوقوف في وجه “الفريق الممانع”، الذي تجلى خلال الأيام الماضية، بعد تأكيد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل علنا ان “الطرق بين لبنان وسوريا، سوراة والعراق ، وسوريا والأردن ستفتح، وسيعود لبنان إلى التنفس من خلال هذه الشرايين البرية، كما ستعود الحياة السياسية بين سوريا ولبنان”.

كما باشر “حزب الله” العمل، قولا وفعلا، لتحقيق التطبيع، وكانت أبرز تجليات هذه المساعي في الزيارة التي قام بها وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن، قبل ايام، الى سورية، إضافة إلى موقف رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، الذي رأى ان “من أولى مهام الحكومة اللبنانية المقبلة أن تشرع في التأسيس لعودة العلاقات الدافئة مع سوريا ، من أجل حل الكثير من المشاكل والتخفيف من الاعباء على لبنان، ومن اجل فتح الابواب امام مساهمات اللبنانيين واستثماراتهم في اعمار سوريا وإعادة البناء فيه”.

وأكدت مصادر سياسية متابعة لصحيفة “الجريدة” الكويتية، أن “الحريري يرفض ذلك، وهو متمسك بسياسة “النأي بالنفس”، خصوصاً بعد الكلام الأميركي الذي سمعه الوزير باسيل في واشنطن تجاه هذا الموضوع، من جهة، وبمبدأ الابتعاد عن كل القضايا الخلافية الذي اعتُمد في الفترة السابقة، من جهة ثانية، ولعل أبرز هذه الملفات الشائكة العلاقات مع دمشق”.

وأضافت المصادر: “ثمة إصرار من فريق “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” وحركة “أمل” على إعادة وصل ما انقطع بين بيروت ودمشق في السنوات المنصرمة”، معتبرة أن “كل هذه المستجدات تصب في خانة الضغط على الحريري لدفعه الى التسليم ببقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد في السلطة، وهضم الأمر الواقع هذا”. كما أنّ مقرّبين من دمشق ينقلون عن النظام السوري عدم استعداده لاستقبال الحريري وغيره من السياسيّين اللبنانيّين الذين وقفوا ضدها خلال السنوات الماضية.