خبر

“المستقبل”: أبعاد التأليف داخلية ومكامن العقد باتت في متناول اللبنانيين

ترأس رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عصر اليوم الثلثاء في “بيت الوسط” اجتماعا لكتلة “المستقبل” النيابية جرى خلاله استعراض الأوضاع العامة وآخر المستجدات.

وفي نهاية الاجتماع أصدرت الكتلة بيانا تلاه النائب نزيه نجم في ما يلي نصه:

أولاً: اطلعت الكتلة على مجريات تأليف الحكومة، وما يرافقها من مواقف وتسريبات إعلامية، تتكشف من خلالها مكامن العقد وأسبابها التي باتت في متناول كل اللبنانيين، وليس هناك بالتالي من حاجة للإضاءة عليها أو صب الزيت على سجالات الاطراف المعنية بها. وأكبرت الكتلة للمناسبة بالرئيس سعد الحريري صبره الذي لن ينفذ، وحكمته في مقاربة هذا الاستحقاق الدستوري، وتعاليه فوق العديد من حملات التجني والتشويه والافتراء التي تستهدفه.

ولاحظت الكتلة أن شيئاً لن يضير الرئيس المكلف بأي إعلان عن رمي كرة التأليف الى ملعبه، لأن الكرة موجودة في ملعبه أصلاً وفقاً للأصول والدستور، ووفقاً لمبادئ اتفاق الطائف التي يتمسك بها الرئيس الحريري، ولن يرضى عنها بديلاً مهما تعددت وجوه البحث عن أعرافٍ جديدة.

وإذ تؤكد الكتلة على الأبعاد الداخلية لمعوقات التأليف، وترفض حرف الأنظار عنها لمصلحة الادعاءات عن وجود إيحاءات خارجية، تلاحظ في الوقت ذاته تطوع البعض بحمل رسائل مباشرة تعلقُ تأليف الحكومة على الموافقة المسبقة للنظام السوري، الأمر الذي يعتبره الرئيس المكلف مجرد كلام للاستهلاك الخارجي الذي يصنف في خانة أحلام إبليس بالجنة.

وتشدد الكتلة على ان التوافق الداخلي هو السبيل الوحيد لولادة الحكومة وانتظام عمل المؤسسات الدستورية، وهو ما يعمل له الرئيس المكلف بالتعاون مع فخامة رئيس الجمهورية، ومن خلال التواصل مع القيادات كافةً، التي لن ينقطع الرئيس الحريري عن التشاور معها واستنفاد كل أشكال الحوار للخروج من دوامة العقد، وإطلاق عجلة العمل الحكومي.

فالرئيس المكلف سيبادر حيث تقتضي المصلحة الوطنية ان يبادر، ولن يتراجع عن السعي لتشكيل حكومة وفاق وطني تراعي موجبات الثقة التي منحه إياها المجلس النيابي وضرورات التوصل الى صيغة ائتلافية تطلق عجلة النهوض الاقتصادي والإصلاح الذي يتطلع إليه اللبنانيون ويترقبه الأشقاء والأصدقاء، ليكون القاعدة الصلبة لترجمة مؤتمرات دعم لبنان.

ثانياً: أسفت الكتلة للحملات السياسية والإعلامية والردح الطائفي الذي واكب انتقال باخرة توليد الكهرباء على مواقع التواصل الاجتماعي، ورأت في ذلك كله سبباً موجباً لضرورة وعي الحساسيات الكامنة في المجتمع اللبناني، وتجنب تحويل كل صغيرة أو كبيرة من عناوين الخلاف والتباين في وجهات النظر الى مسألة تنكأُ جراح الماضي وتتلاعب بعواطف المواطنين الأبرياء.

إن أزمة الكهرباء لن تجد حلولاً لها على مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال تبادل الاصطفاف الطائفي. فلقد ملَّ الشعب اللبناني هذا النوع من المطاردات السياسية، وهو يبحث منذ سنوات عن مخرج جدي ودائم من نفق العتمة الذي لا يميز بين المناطق والطوائف. والحل الوحيد يكون على طاولة مجلس الوزراء وبتحول الحكومة الى ورشة عمل تستنبط الحلول وتضع حداً لمهزلة ابتزاز المولدات الخاصة والهدر الناشئ عن العجز المزمن في الكهرباء، وانقطاع التيار الذي لا يميز بين اللبنانيين.

ولقد استمعت الكتلة في هذا الشأن، لتقرير من نواب الشمال حول معاناة المنطقة من انقطاع الكهرباء وعدم احترام جدول التقنين. وطالبت الكتلة بالإسراع في حل ينظم ساعات التقنين بشكل عادل بين كل المناطق اللبنانية. وفي النهاية، يبقى الحل كما في كل المناطق هو بالإسراع في الحل النهائي للمشكلة المزمنة في الإنتاج بشكل يؤمن حاجات كل لبنان، ويضع حدا للعجز الذي يكبد خزينة الدولة مليارات الدولارات.

ثالثاً: تؤكد الكتلة تضامنها الكامل مع المملكة العربية السعودية ومع الموقف الصادر عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، من جراء التدخل في شؤونها الداخلية والمواقف التي أعلنتها الدولة الكندية في هذا الشأن.

وهي تدعو كندا الى مراجعة موقفها بما يخدم عودة العلاقات الى طبيعتها وتخطي هذا الخلاف بين دولتين لطالما جمعت الصداقة والمصالح المشتركة بين حكومتيهما وشعبيهما.