كل المؤشرات لا تزال تدل على ان طريق تأليف الحكومة لا يزال محفوفا بالعقد والمطبات، الا ان اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري برئيس المجلس النيابي نبيه بري واللقاء الذي سيجمعه لاحقا مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، خرقا الاجواء السلبية المحيطة بمسار التأليف، وفتحا كوة ولو ضيقة في جدار الأزمة.
وكان الحريري زار عين التينة حيث استقبله بري واستبقاه الى الغداء، في حضور الوزيرين علي حسن خليل وغطاس خوري والنائب السابق باسم السبع. وكان بحث في الملف الحكومي. وبعد اللقاء، أكد الحريري ان “لقائي بالرئيس ري كان ايجابيا جدا وهو مستعد للمساعدة، وسأعقد لقاءات أخرى ونأمل بلورة شيء ما في الايام المقبلة”، مضيفا ان “لا احد يتدخل من الخارج في التأليف والمشكلة داخلية وتعنى بالحصص وأتمنى تعاون الجميع”. وكشف انه سيزور قصر بعبدا “عندما أصبح جاهزا لتقديم تركيبة”، معلنا ان “البلد لا يقوم الا بالشراكة واذا أرادوا تحميلي مسؤولية التأخير فليفعلوا ذلك ولكني أكبر المسهّلين وإذا رأوا ان الحل بتحريك الشارع فليكن”. واذ أكد “أنني طلبت المساعدة من الرئيس بري وآمل تليين الامور”. وكشف “أنني سألتقي الوزير جبران باسيل وان شاء الله ستكون النتائج ايجابية”.
وردا على سؤال عن الحقيبة السيادية التي تطالب بها “القوات”، قال الحريري: “ندرس الصيغ لنرى الحل الأفضل، فكل فريق يسعى للحصول على حصة إنما علينا التنبه لأهمية الشراكة، وعملنا أن نقنع الأفرقاء بهذا المبدأ”.
وتجدر الاشارة الى ان زيارة الحريري لبري تأتي بعد فترة قصيرة على زيارة باسيل له، علما ان الاتصال كان مقطوعا بين الحريري وباسيل في ظل مناخ متشنج اعلاميا بينهما، لم يخفف وطأته كلام باسيل لـ”ألنهار” قبل ايام عن انه في تصرف الرئيس المكلف وفي خدمته عندما يطلبه.
وأتى اللقاء المسائي بين الحريري وباسيل بناء على طلب الاول، فيما علمت “النهار” ان الرئيس بري الذي يقوم بدور تسهيلي على خط التأليف يتريث قبل اعلان اي موقف او خطوة في انتظار ما سيرشح عن اللقاء المسائي لتحديد ما اذا كان سيعتزم القيام بمبادرة او وساطة يمكن ان تحتاج اليها البلاد لتخفيف حدة التشنج القائم وتسهيل تشكيل الحكومة.
وكان بري اوضح في هذا السياق لـ”النهار” ان اجواء اللقاء مع الرئيس المكلف قابلة للوصول الى تفاهم، معربا عن ارتياحه الى ان العقد لا تزال ذات طابع داخلي وبالتالي يمكن معالجتها داخليا.