صلّت أبرشيّة بيروت المارونيّة مع راعيها وكهنتها وأبنائها على نيّة فرنسا في عيد العذراء مريم في ذكرى انتقالها إلى السماء بالنفس والجسد، في تقليد يعود إلى حوالي قرن ونصف القرن. وفي المناسبة احتفل رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر يحيط به نائبه العام المونسنيور جوزف مرهج وكاهن الرعيّة الخوري شربل مسعد ولفيف من الكهنة، بالذبيحة الإلهيّة على نيّة فرنسا دولة وشعبًا ، في كنيسة السيدة في الكرسي الأسقفي الصيفي لمطرانيّة بيروت في عين سعادة. وقد شارك في القدّاس إلى القائم بأعمال السفارة الفرنسيّة في لبنان السيد أرنو بيشو و السيدة كريستيان كامرمان وأركان السفارة، وزير الشؤون الإجتماعيّة في حكومة تصريف الأعمال الأستاذ بيار بو عاصي والنواب السادة: ماريو عون وإلياس حنكش وإدي أبي اللمع والوزراء السابقون ،رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق الشيخ وديع الخازن والشيخ ميشال الخوري وسليم الصايغ وروجيه ديب وإبراهيم الضاهر والنائب السابق غسّان مخيبر ورئيس الرابطة المارونيّة النقيب أنطوان قليموس والأمين العام للجنة الحوار المسيحي الإسلامي الأمير حارث شهاب وشخصيات قضائيّة ونقابيّة وثقافيّة.
وبعد الإنجيل المقدّس ألقى المطران مطر عظة تحدّث فيها عن العذراء وفضائلها وعن العلاقة التي تربط الكنيسة المارونيّة وأبرسيّة بيروت بفرنسا، وقال:
يُسعدني، بدايةً، أن أتوجَّه إلى شخصكم الكريم، حضرة القائم بأعمال السفارة في لبنان، لشكركم على حضوركم معنا الآن، تمثِّلون فرنسا في عيد الانتقال هذا، وأنتم على أهبة الاستعداد للمغادرة، بعد سنوات قضيتموها في ربوعنا، وقد شاركتمونا فيها، لمرات، فرح هذا اللقاء السنوي، حيث نحتفل في هذا الكرسيِّ الأسقفيِّ بالقداس التقليديِّ على نيَّة فرنسا.
وإنَّها لمناسبة أضمُّ فيها صوتي إلى أصوات مواطنيَّ لشكركم على خدمات قدَّمتموها لهذا الوطن طوال فترة خدمتكم فيه، متمنِّيًا لكم نجاحًا باهرًا في المهام الجديدة الَّتي ستسندها إليكم حكومة بلادكم العزيزة.
إنَّ أبرشيَّة بيروت الَّتي تأسَّست منذ القرون الأولى للمسيحيَّة تضمُّ العاصمة وجزءًا من الجبل المحيط بها، وتحتضن قبابًا وأجراسًا كثيرة. وإنَّ من بين رعاياها الَّتي تتَّخذ العذراء مريم شفيعة لها، واحدة ناشطة عرفت باسم «سيِّدة العطايا»، وقد أشيدَتْ كنيستها في جوار مسجد، لأنَّ مريم تؤثر السكن إلى جانب كلِّ أولادها، ولأنَّ شعبنا كلَّه يتطلَّع إلى مريم في كلِّ حال وعند كلِّ حاجة.
وبالفعل فإنَّ كلَّنا يقرع أبواب العذراء مريم كلَّما حملتنا إلى ذلك حاجة مادِّيَّة أو معنويَّة أو روحيَّة.
هذه الميداليَّة العجائبيَّة الَّتي تمثِّل مريم محاطة باثنتي عشرة نجمة «أوليست هي مَن أَوحَت بالعَلم الأوروبيِّ لمخترعه آرسين هايتز، وقد كان كاثوليكيًّا ملتزمًا؟ أوليس في ذلك، أيضًا إشارة إلى ما وصف به سفر الرؤيا مريم وهي السيِّدة الملتحفة بالشمس وتحت قدميها القمر وعلى رأسها تاج باثنتي عشرة نجمة»؟ أمَّا الأزرق اللاَّزورديُّ الَّذي يلازم الأيقونَة المريميَّة فهو الَّذي طبع صورة مريم لدى المؤمنين من الكاثوليك والأرثوذكس الَّذين يحيطون السيِّدة بتكريمٍ خاصٍّ.
أمَّا الأرزة الَّتي تتصدَّر علمنا اللبنانيَّ، بمهابة ورمزيَّة، فهي أيضًا لقب للعذراء مريم ونحن نذكرها في طلبتنا المريميَّة قائلين: «يا أرزة لبنان تضرَّعي لأجلنا».
إنَّنا، بروحيَّة قداسة البابا فرنسيس، الَّذي يضع كلَّ زياراته الرسوليَّة في حماية مريم، كما يضع باقات الزهور باستمرار أمام أيقونة مَن تحمي شعبه الرُّومانيَّ – ندعوكم، سعادة القائم بالأعمال إلى توحيد نوايانا سائلين مريم، ينبوع النِّعم، أن تمنح فرنسا الَّتي تحبُّ، ولبنان الَّذي يعتبرها سلطانته، نِعَمَ السَّلام والوفاق والانسجام واحترام القِيَمِ واعتقادات الأفراد. آمين.