خبر

إتفاق معراب يعود الى الحياة مجددًا… وهذا ما دفع باسيل الى إعلان التمسك به


على الرغم من السجال الذي احتد الخميس، تتجه العلاقة بين “القوات اللبنانية” والتيار “الوطني الحر” الى اعادة احياء “اتفاق معراب”، وذلك انطلاقا من معطيات عديدة سجلت في الفترة الاخيرة.

سجال بروباغندا

وقد كشفت مصادر مطلعة ان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل زار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الساعات الماضية، اي قبل حصول الهجوم المبرح من قبل باسيل ونواب في تكتل “لبنان القوي” ضد الدكتور سمير جعجع على خلفية مطالبة الاخير بان تكون حصة الرئيس من ضمن حصة التكتل، وخلال اللقاء ابلغ عون باسيل ضرورة التشديد والتأكيد على “تفاهم معراب”، وبالتالي سجال الخميس يندرج في اطار البروباغندا قبل العودة الى تأكيد الاتفاق.

وقالت المصادر: “كل مسار السجال من الهجوم الى الانتقاد يتضمن جملة وحيدة مفيدة وهي تأكيد باسيل ولاول مرة، على “تفاهم معراب” حين قال في تغريدته: “امّا نحن فعلى المصالحة والعهد باقون”، وهذا ما يعتبر منطلقا لاعادة الاتفاق الى الحياة مجددا”.

ولماذا اكد عون على هذا الاتفاق، فقد حددت المصادر 3 اسباب:

– يعتبر رئيس الجمهورية ان المصالحة مهمة جدا للبيت المسيحي الداخلي، وبالتالي اللعب فيها يؤثر سلبا على الفريق المنسحب.

– لا يمكن تخطي القوات اللبنانية التي باتت لديها كتلة من 15 نائبا، اضافة الى التحالف بينها وبين الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل، وان كان بشكل غير مباشر، وهو تحالف يضم نحو 40 نائبا الذين يستطعون تغيير الكثير من المسارات في اللعبة الداخلية والتأثير على العهد .

– الضغوطات الخارجية او الحصار الذي يتعرض له التيار الوطني الحر، وقد تجلى ذلك من خلال زيارة الوزيلا باسيل الى واشنطن حيث لم يعقد لقاءات على مستوى رفيع، ويقال ان واشنطن نظرت بعين من الاستياء والامتعاض الى واقعة انتظار وزير الخارجية الأميركي (السابق) ريكس تيلرسون في قصر بعبدا لدقائق قبل ان يتم استقباله، فلم يأت رد الادارة الاميركية بالمثل لكن تم تحجيم مستوى لقاءات باسيل الرسمية الى مساعدي وزير الخارجية.

واضافت المصادر: “يعلمون ان اي خلاف مع الرئيس المكلف سعد الحريري وجعجع سيرتد سلبا على العلاقات مع الغرب والسعودية، الامر الذي ينعكس على الوضع الداخلي ككل”.

زيارة عين التينة

ومن المعطيات التي دفعت ايضا الى احياء اتفاق معراب، هي نتائج زيارة الوزير باسيل الى عين التينة، وقد كشفت المصادر في هذا السياق ايضا، ان باسيل كان قد حاول القيام بعملية التفاف على “القوات”، فهو قدم الى رئيس مجلس النواب نبيه بري عرضا مفصلا حول امكانية الذهاب الى حكومة “امر واقع”، من يقبل بما يعرض عليه يشارك ومن لا يقبل يبقى خارجها، لكن جواب بري كان موضوعيا لجهة عدم امكانية تخطي كتلة تضم 15 نائبا”.

وفي تفاصيل اللقاء، طلب باسيل من بري التواصل مع النائب السابق سليمان فرنجية من اجل زيادة حصة تيار “المردة” وحلفائه، على ان يتواصل “التيار” مع “الكتائب”، وبذلك يتم تأمين فريق مسيحي وزان يشارك في الحكومة.

فقد رفض بري هذا الطرح، ورأى انه غير قابل لا للتطبيق العملي ولا حتى للنقاش، لان حجم “المردة” و”الكتائب” معروف بغض النظر عن الصداقات والعلاقات الشخصية، فلا يجوزالبحث عن كتل من 3 او 4 نواب، من اجل تغطية غياب كتلة من 15 نائبا.

وقالت المصادر عينها: “موقف بري هذا قلب كل المعادلات لدى باسيل، ودفع باسيل الى ان يكون اكثر عقلانية تجاه اتفاق معراب، وبالتالي العودة الى تأكيده”.

العونيون فقط
وخلصت المصادر الى التأكيد انه على الرغم من الخلافات والسجالات في الاعلام او عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من الواضح ان الطرفين بحاجة الى هذا الاتفاق، يتمسكان به اكثر فاكثر.
وختمت المصادر مسجلة ان في كل مرة يتجدد السجال بين “التيار” و”القوات”، يقوم النواب “العونيون” بالحملة دون ان يشارك فيها النواب الحلفاء في تكتل “لبنان القوي”، الامر الذي يدل ان “التيار” لم يجد من يلاقيه في منتصف الطريق من اجل سحب يده من اتفاق معراب.