خبر

لجنة الاشغال تبحث تلوث الليطاني… المسبب الأول لأمراض السرطان والأوبئة في لبنان

عقدت لجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه، اليوم الثلثاء، جلسة برئاسة النائب نزيه نجم وفي حضور النواب: جورج عدوان، جوزف اسحاق، نواف الموسوي، فيصل الصايغ، سليم عون، علي عمار، محمد خواجه، فريد الخازن، اسامة سعد، حسين جشي، محمد الحجار، علي فياض، جهاد الصمد، عاصم عراجي، شامل روكز، هنري شديد، عثمان علم الدين، طارق المرعبي، قاسم هاشم، بكر الحجيري، مصطفى الحسيني، ديما الجمالي، علي المقداد ومحمد الفرعاوي.

كما حضر الوزراء في حكومة تصريف الاعمال: الطاقة والمياه سيزار ابي خليل، الصناعة حسين الحاج حسن والاتصالات جمال الجراح، العميد الياس خوري ممثلا وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، المدير العام لوزارة المالية آلان بيفاني، مستشار رئيس الحكومة فادي فواز وزينة مجلاني، مدير عام المصلحة الوطنية لنهر الليطاني سامي علوية.

وحضر ممثلون وزارة الطاقة والمياه: مدير عام الموارد المائية والكهربائية فادي قمير، مستشار وزير الطاقة خالد نخلة، رئيس مصلحة حماية المحيط مفيد دهيني، رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر، ومن المجلس ابراهيم شحرور ويوسف كرم ومارون ضاهر، ممثلة وزارة البيئة منال مسلم، ممثلة وزارة الزراعة الدكتورة مايا مهنا، رئيس اتحاد نقابات النقل البري عضو اللجنة الوطنية لمتابعة موضوع تلوث نهر الليطاني سليم طليس.

اثر الجلسة، قال النائب نجم: “اجتمعت لجنة الاشغال والطاقة والمياه والنقل وتدراسنا بشكل جدي كل المسببات التي تلوث نهر الليطاني، فهذا الموضوع يشغل بالنا جميعًا كمواطنين قبل ان نكون مسؤولين، واليوم كنت مفوضًا من الرئيس المكلف سعد الحريري لكي نتابع بشكل دقيق هذا الموضوع، وكان يعطينا الدعم الكامل، وطبعًا رئيس مجلس النواب نبيه بري منذ اسبوعين اعطانا ايضًا كل الدعم ورئيس الجمهورية ميشال عون”.

نجم

اضاف: ” ستبقى اجتماعاتنا مفتوحة، وعند الساعة العاشرة من قبل ظهر الاربعاء المقبل سيكون لدينا لقاء موسع مع اكثرية الوزراء، أعدكم اننا لن نخرج من هذه الاجتماعات الا ولدينا لجنة عليا لادارة مشكلة التلوث، وهيئة لادارة الاحواض، لتكون لدينا مراقبة حقيقية.

وختم: “نحن كلجنة اشغال لن نتوقف ابدًا عن متابعة ملف الليطاني وبشكل يومي ودقيق، لان هذا الملف هو المسبب الاول لامراض السرطان والاوبئة في لبنان”.

سئل: شكلتم لجنة، فهل مأساة مثل الليطاني تحتمل تشكيل لجان؟

اجاب: “هذا موضوع آخر له علاقة بوزارة الصناعة، فالوزير شكّل لجنة، وهذا من ضمن صلاحياته وليس من ضمن صلاحياتنا. اللجنة تضم ممثلين عن مصلحة الليطاني ومجلس الانماء والاعمار ووزارة الداخلية ومندوب من رئاسة الحكومة، ليشرحوا وكي لا يقال ان وزير الصناعة لا ينفذ التعليمات اولا تنفذ تعليماته. اللجنة تضم الجميع، ومن وزارة الداخلية مندوبين لمتابعة قضية المعامل غير المرخصة لاقفالها، واقفال المعامل الباقية التي تتسبب بتلوث البيئة، فنحن لا نستطيع اقفال المصانع التي لديها رخص مئة في المئة، انما تقفل الى حين امتثالها للقوانين”.

واكد نجم ان الامور مرتبطة بوزارات البيئة والطاقة والصناعة والداخلية والمالية والزراعة ومصلحة الليطاني ومجلس الانماء والاعمار ومصلحة البحوث العلمية ونواب المنطقة، الذين تم جمعهم. وقال: “الحلول نضعها على الطاولة وهذه الجلسة من الجلسات المفيدة وسنستكملها بجلسة ثانية واذا اضطر الامر بجلسة ثالثة”.

وأضاف: “اذا فرض كل وزير قراره، من سينفذ؟ من اجل ذلك نطلب في توصيتنا تشكيل لجنة عليا. اليوم كان وزير الصناعة يعترض لان قرارته لا تنفذ، هناك 117 معملًا، من اجل ذلك سنكمل البحث الاربعاء المقبل، والمفروض ان نخرج بنتيجة، وسنطلب حضور كل الوزراء المعنيين”.

شديد

وقال النائب شديد: “لقاء اللجنة اليوم كان من اهم اللقاءات التي حضرتها، هناك زميل اختصر موضوع الليطاني بكلمة واحدة، هذه المصيبة الوحيدة التي تجمعنا كلنا ولا توجد فيها طائفية، هي مصيبة تلوث الليطاني، والمصيبة المهمة ايضا هي طريقة معالجة هذه المصيبة.

أضاف: “اقترحت ان تشكل هيئة عليا مكونة من اخصائيين ومهندسين وخبراء بكل المشاكل الموجودة في تلوث الليطاني، تكون لديها السلطة النهائية للبت بكل التوصيف الذي قدم في هذا الموضوع، تشرف وتنسق مع كل الاطراف المعنية، وتكون لديها السلطة النهائية ايضا لتشرف وتنفذ كل المشاريع الضرورية لنتخلص من مصيبة تلوث نهر الليطاني”.

فياض

وأوضح النائب فياض عقب الاجتماع، انه سيتم تشكيل لجنة تضم وزير الصناعة وممثلين عن وزارتي البيئة والداخلية ومصلحة الليطاني، ستجتمع خلال اليومين المقبلين ومن ثم تباشر النزول على الارض فتجول على كل المصانع في البقاع، وكل مصنع ملوث لليطاني سيتم اتخاذ اجراءات مباشرة بحقه.

وقال: “آن الاوان للانتقال من المقاربات الانشائية والنظرية والمطولات التي نسمعها في كل اجتماع الى اتخاذ الاجراءات العملية، باقفال المصانع موقتا وبحسب القانون، لم ينته الاجتماع فهناك الكثير من القضايا التي لم تبحث، لذلك تم الاتفاق على متابعة هذا الموضوع يوم الاربعاء المقبل”.

وتابع: “آن الاوان كي يتدخل رئيس الحكومة مباشرةً، ومن المتوقع ان أجتمع معه في غضون الايام المقبلة بحسب ما فهمت، ليكون هناك قرار سياسي كبير على مستوى رئاسة الحكومة لتفعيل كل الاجراءات التي بدأوا باتخاذها في العام 2014، ونراجع منذ اتخاذ القرارات بخصوص الليطاني في ايار 2014، حيث شكلت لجنة، وفي مرحلة لاحقة أعيد تشكيل لجنة موسعة تمثل كل الوزارات، كما بحث مجلس الوزراء هذا الموضوع اكثر من مرة وصدر القانون 63/2016”.

اضاف: “لم نعد نريد قرارات وقوانين وما الى هنالك، المطلوب ان تكون هناك اجراءات محددة لا تحتمل ان نتعاطى معها بوتيرة متباطئة، فالمشكلة متفاقمة وخطيرة، اليوم هناك فحوص جديدة تتعلق بالنهر سنعلن عنها في مرحلة لاحقة لكنها لا تبشر بالخير بل تؤشر الى مزيد من الخطورة في وضعية النهر، على اي حال الموضوع سوف يتابع ويجب ان يتابع”.

وردًا على سؤال، قال فياض: “مشكلة الليطاني هي صورة مطابقة تماما لفشل الدولة وتعثرها، فكل جهة تلقي المسؤولية على الاخرى، هناك 8 جهات في الدولة اللبنانية معنية بالليطاني. وبرأيي، لو ان الدولة قامت في بدورها منذ البداية لما كنا وصلنا الى هنا”.

وأردف: “في البقاع كل القرى لديها شبكات صرف صحي تصب في النهر، فمن انشأ هذه الشبكات؟ وزارة الطاقة في فترة من الفترات انشأت هذه الشبكات وكذلك البلديات. اليوم هناك مشكلة جديدة تلقي بظلالها على النهر وهي تراجع كمية المياه في حوض النهر من 700 مليون متر مكعب الى 300 مليون متر مكعب. يبدو ان المشكلة الاساس في ذلك ليس فقط التغير المناخي انما الحفر العشوائي للابار الارتوازية التي تمنح بأذونات غير خاضعة للقوانين وغير مطابقة لها”، مشيرًا الى ان عدم توفر مصادر ري للزراعة لا يبرر ان تعالج المشكلة بطريقة عشوائية فتستبيح حوض النهر وتستبيح البقاع وتمنح لاي كان فرصة ان يحفر بئرا ارتوازيا دون ان يكون مطابقا للقانون.

وعن عمل اللجنة التي تشكلت، قال: “في مرحلة من المراحل كانت هناك لجنة وزارية برئاسة رئيس الحكومة ثم كانت لجنة وزارية، ولجنة من ممثلين للوزارات تلتقي مرة في الشهر. لكن عمليًا، النتاج الفعلي لهذه الحركة غير ملموس ووضعية النهر من سيء الى اسوأ. وحتى لا اظلم فان المشاريع وفق القانون 63 تنفذ في البقاع، ولكن برأيي الوتيرة متباطئة، نحن لا نستطيع ان ننتظر خمس سنوات لنرى الآثار الايجابية للمعالجة، فهذا الموضوع يجب ان ينجز بأسرع وقت”.