خبر

كشف أحجام القوى السياسية.. بالتفاصيل: هذه نتائج انتخابات 2018

كتب عبد الكافي الصمد في "سفير الشمال": إستبعد الخبير الإنتخابي كمال فغالي أن تشهد الإنتخابات النيابية المقبلة "مفاجآت كبيرة في النتائج"، لكنه رأى بالمقابل أنها "ستكشف أحجام القوى السياسية على حقيقتها، وهذا سرّ جمالها"، مستعرضاً النتائج التي يمكن أن تفرزها في ضوء التحالفات التي ستشكل وفق شروط القانون الإنتخابي الجديد.

كلام فغالي جاء في حديث لـ "سفير الشمال"، إستهله بالقول رداً على سؤال إن "تقسيم الدوائر الإنتخابية في لبنان ليس عادلاً، ويوجد فيه جانب طائفي، لكن هذا ورثناه من القانون السابق، وليس من القانون الجديد. فإذا أخذنا الشمال مثلاً، نجد أن عكار من أكثر المناطق المغبونة تمثيلياً، فكل 40 ألف ناخب تقريباً لديهم مقعدا نيابيا، وإذا تعمقنا طائفياً، نجد أن السنّة في عكار مصابين بظلم نوعي، ففي بعلبك ـ الهرمل السنّة بحدود 43 ألف ناخب وعندهم مقعدين، بينما كل 62 ألف ناخب سنّي في عكار عندهم نائب واحد فقط، كما نجد أن قرابة 22 ألف ناخب سنّي في دائرة الشمال الثالثة ليس لديهم نائبا. هذا التوزيع سوريالي، وتركيبة وتقسيم الدوائر تأخذ طابعاً طائفياً، لكن هذا هو البلد".

وفي قراءته للنتائج التي يمكن أن تفرزها صناديق الإقتراع في دوائر الشمال الثلاث، أوضح فغالي أنه "في عكار ووفق آخر إستطلاع رأي أجريناه منذ شهر تقريباً، تبين أن تيار المستقبل قادر أن يأخذ لوحده مقعدين وأن يقترب من مقعد ثالث، أما التيار الوطني الحر فيستطيع أن يربح مقعداً واحداً إذا تحالف مع بعض المستقلين. بينما النائب السابق وجيه البعريني وقوى 8 آذار فقادرون على الفوز بمقعدين، ويبقى هناك مقعد ضائع، لأن الوزير السابق أشرف ريفي والنائب خالد ضاهر والقوات اللبنانية والكتائب ليس عندهم حاصل إنتخابي، مع إشكالية أن ضاهر يأخذ على إسمه ما يعادل 16 ألف صوت تقريباً، بينهم قرابة 7 آلاف معه إينما كان، لكن البقية يؤيدون ضاهر والمستقبل معاً، وفي يوم الإنتخابات إذا كانت الموجة معه، فسيأخذ هذا الحلف مقعداً، وإذا كانت الموجة ضده فإن المقعد السابع سيذهب إما لتيار المستقبل أو للائحة 8 آذار".

وبما يتعلق بدائرة الشمال الثانية التي تضم طرابلس والضنية والمنية، أوضح فغالي أنه "يتوقع أن ينال تيار المستقبل ثلاثة مقاعد فيها من أصل 11 مقعداً، وقد يرتفع العدد إلى أربعة نواب إذا تحالف المستقبل مع النائب محمد الصفدي، أما الرئيس نجيب ميقاتي فسيحصل على مقعدين أو ثلاثة، والوزير السابق أشرف ريفي على مقعد واحد، أما بقية القوى فليست قادرة على أن تؤمن الحاصل الإنتخابي، إلا النائب السابق جهاد الصمد القريب من الحاصل لكنه بحاجة لتحالفات، وإذا تحالف ميقاتي مع الوزير السابق فيصل كرامي والصمد والعلويين فإن هذه اللائحة تستطيع تأمين فوز 4 الى 5 نواب".

ورأى فغالي أنه "يوجد خصوصية في طرابلس، هي أنه يوجد 3 مقاعد ليس معروفاً مصيرها. فعندما أجرينا إستطلاعلات تبين أن هناك ناخبين عندهم إزدواجية ولاء، مثلاً هناك من ينتخبون ميقاتي والصفدي، او النائب سمير الجسر وريفي، اليوم غير ممكن ذلك وعليهم الاختيار، إذ هناك 50 ألف صوت في هذه الدائرة لم يحسموا خيارهم بعد، وهم ينتظرون ماكينة إنتخابية تستميلهم أو المال الإنتخابي".

وتوقع فغالي أن "ترتفع نسبة الإقتراع عما كانت عليه عام 2009 ويمكن أن تغير في النتيجة المتوقعة، ولكن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يغير النتائج وفي إرتفاع نسبة الإقتراع هو مجيء ناخبين من خارج لبنان، لأن إرتفاع نسبة الإقتراع في الداخل سيتستفيد منه الجميع".

ورأى فغالي أنه "لم يعد هناك إمكان لحدوث مفاجآت كما كان يحصل من قبل، لأنه في السابق كان يأتي حزب ويدفع مبلغاً مالياً كبيراً ويجلب إلى دائرة زحلة، مثلاً، 15 ألف ناخب من الخارج، من حزبه، فيغيّروا المعادلة ويأخذوا الدائرة كلها. لكن هذا الوضع تغير اليوم بفعل النسبية والصوت التفضيلي، وبالتالي لن تحدث مفاجأة كبيرة".

ورداً على سؤال قال فغالي: "الإنتخابات حلوة لأنها تكشف الحجم الفعلي لكل شخص وفريق سياسي، وجماليتها أن كل طرف يأخذ حجمه الحقيقي".

وحول الدائرة الثالثة التي تضم أقضية زغرتا والكورة والبترون وبشري، توقع فغالي أن "تحصل القوات اللبنانية على 3 مقاعد، وقد يربحون مقعداً رابعاً في حال تحالفوا مع حليف قوي، وتيار المردة سيفوز بمقعدين، ورفع العدد إلى ثلاثة مقاعد سهل إذا تحالف مع النائب بطرس حرب، أما التيار الوطني الحر فسيفوز بمقعد واحد، بينما تيار المستقبل والحزب السوري القومي الإجتماعي، فليس لديهما منفردين القدرة على تأمين الحاصل الإنتخابي، وعليهما التحالف مع طرف آخر لتحسين وضعهما، وبعدهما يأتي رئيس حركة الإستقلال ميشال معوض، الذي إذا تحالف مع التيار الوطني الحر فهناك إحتمال حصدهما مقعدين، وإذا تحالف معهما تيار المستقبل فقد يرتفع عدد نواب هذا التحالف إلى ثلاثة، وفي النهاية التحالفات هي التي ستقرر النتيجة في هذه الدائرة".

وخلص فغالي إلى أن "هذه الإنتخابات جعلت القوى السياسية ضائعة ولم تضع إستراتيجيات. الكل فهم طريقة إحتساب الأصوات، ولكن لم يضعوا بعد إستراتيجيات. مثلاً حديث البعض عن حلف خماسي أو سداسي هو “حكي بلا طعمة”، لأنه إذا عند أي طرف 20 ألف صوت فسيربح مقعداً مهما فعلوا ضده، ويبدو أنهم ما يزالون يفكرون ويتكلموا ثقافة النظام الأكثري وليس النسبي، لأن التحالف حسابياً بين الكبار يضرهم، وهذا يؤكد أنه سنصل إلى موعد الإنتخابات وقد إرتكبوا أخطاء كثيرة، وهذا ما ألاحظه في تصريحات سياسييين وخبراء وصحافيين، لم يستوعبوا بعد القانون كفلسفة، لا يكفي أن يفهموا طريقة إحتساب الأصوات، عليهم أن يعرفوا كيف يعملوا تكتيك وإستراتيجية، والوقت يضيق عليهم وإن تحسّن الأداء".

(سفير الشمال)

أخبار متعلقة :