إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم السبت، في الصرح البطريركي في بكركي، النائب في البرلمان الألماني والمدير التنفيذي لمؤسسة “كونراد أديناور” مالتي غايخ والنائب تورسون فراي، يرافقهما مدير المشاريع في مجلس التعاون الأوروبي والدولي خليل طوبيا، في زيارة تم فيها عرض وضع المسيحيين الراهن في لبنان والمنطقة، وتأثر حضورهم في بلدانهم الأصيلة بالحروب التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
وأشار غايخ بعد اللقاء إلى أهمية لقاء صاحب الغبطة، الذي يمثل الكنيسة المارونية في لبنان والشرق الأوسط.
وقال: “لقد كانت مناسبة تطرقنا في خلالها إلى الوضع السياسي في البلد، ولا سيما بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، التي شهدها، والصعوبات الحالية التي تشهدها مسألة تشكيل الحكومة. وكان توافق على أن لبنان يتأثر بمشاكل المنطقة، وهو يشكل مرساة استقرار، لكونه بلدا فريدا من حيث اعتماده النظام الديمقراطي، وتطبيقه لصيغة العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين في بلد واحد”.
أضاف: “وتطرقنا إلى التأثير، الذي أحدثته مسألة نزوح السوريين إلى لبنان هذا البلد الصغير، الذي استقبل نحو مليون ونصف المليون نازح سوري، الأمر الذي كان له انعكاسات سلبية، ليس على الصعيد الاقتصادي وحسب، إنما أيضا على الصعيد الاجتماعي، لناحية التوازن بين الطوائف في لبنان. وفي هذا الإطار توافقت الآراء مع دعوة غبطته إلى ضرورة تأمين عودة هؤلاء النازحين، إلى بلدهم سوريا، بمساعدة الأسرة الدولية التي عليها تأمين هذه العودة، مع إيجاد حل سياسي للحرب في سوريا”.
وتابع: “أضف إلى النازحين السوريين، فإن لبنان يستقبل عددا كبيرا من اللاجئين الفلسطينيين منذ سنوات، والوضع في لبنان كما يقول غبطته، يحتاج إلى حل بأسرع وقت ممكن”.
وأردف: “لقد استمعت إلى رأي البطريرك الراعي ووجهة نظره حيال الوضع في المنطقة، وفي لبنان، وهو شخصية هامة جدًا على الصعيدين المحلي والإقليمي، نظرا للدور الذي يقوم به على صعيد الدعوة الدائمة والمطالبة بضرورة احترام حق الإنسان في عيش كريم في وطنه”.
وختم: “عرضنا مع البطريرك وضع المسيحيين في سوريا والعراق، لا سيما في الموصل ونينوى، وأعتقد أنه من المهم جدا أن نبذل كل الجهود لدعم الوجود المسيحي في المنطقة، لكي يستمر ويبقى”.