يبدأ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يوم الجمعة المقبل زيارته الرعوية الى كندا حيث يلتقي ابناء الجالية اللبنانية وعددا من المسؤولين الرسميين في كندا ويترأس الاجتماع السنوي للاساقفة الموارنة في بلاد الاغتراب، اضافة الى برنامج حافل من النشاطات واللقاءات وتستمر الزيارة حتى الاول من تشرين الاول المقبل حيث ينتقل بعدها الراعي الى روما للمشاركة في عدد من الاجتماعات.
تابت
وأشار راعي ابرشية كندا المارونية المطران بول مروان تابت الى ان البطريرك الراعي يبدأ زيارته الراعوية من مدينة هاليفاكس في 21 الجاري حيث يدشن مع القنصل الفخري وديع فارس تمثال المهاجر اللبناني بمبادرة فريدة من فارس ، الذي يرمز الى بداية وصول أول مهاجر لبناني الى كندا ، وتستمرالزيارة حتى مساء الاحد على ان ينتقل بعدها الى مونتريال.
وقال تابت: “هذه الزيارة لها رمزية خاصة حيث ان ابناء الجالية هنا هم من الرعيل الاول الذين غادروا لبنان، مرتبطون ببلدهم ويتابعون اخباره ويزورونه باستمرار ، لان لبنان ما زال ينبض في قلبهم ووجدانهم وهذا الصيف لم نستطيع القيام باي نشاط في مونتريال لان الاغلبية من ابناء الجالية كانوا في زيارة وطنهم الام ، اما الرمزية على الصعيد الوطني هي ان غبطة البطريرك سيلتقي مع العديد من المسؤولين الكنديين” .
أضاف: “البطريرك الماروني هو الركن الاساسي الذي تدور حوله الكنيسة وهو حسب القانون الكنسي يزور رعاياه كل خمس سنوات ، ومهم جدا ان يلتقي رأس الكنيسة ابنائه عن قرب ويستمع الى همومهم وشجونهم، وحيث البطريرك هنالك الكنيسة”.
وأكد تابت ان “الجميع في كندا من انباء الجالية ، تواقون الى لقاء صاحب الغبطة ويعملون على انجاح الزيارة من مختلف الطوائف والاحزاب اللبنانية”.
ونوه “بالدور الذي تقوم به كل من السفارة اللبنانية في اوتاوا والقنصلية العامة في مونتريال والقنصلية الفخرية في هاليفاكس وتورنتو لاعطاء هذه الزيارة حقها”.
وقال : “لبنان بحاجة الى كل واحد منا من اجل دعم بقاء هذا الوطن وتحصين لبنان من الاوضاع التي يمر بها في هذه الايام، وهنا لا بد من توجيه دعوة ابوية صادقة لكل السياسيين في لبنان من اجل التفاهم والالتقاء على مصلحة لبنان فقط لا غير، والعمل على تشكيل حكومة جديدة في اقرب وقت قادرة على مساعدة اللبنانيين للخروج من المحن والصعاب التي يعيشونها. التحديات كبيرة ولم يعد باستطاعة لبنان تحملها لاسيما موضوع النازحين السوريين واليد العاملة السورية التي تؤثر على اللبنانيين في عملهم، لذا علينا كلبنانيين جميعا ان نكون يدا واحدة من اجل بقاء لبنان واللبنانيين فيه، وهذا اذا ما حصل له ارتدادات ايجابية لا سلبية على المغترب اللبناني” .
وجدد تابت “الشكر لدولة كندا على ما تقدمه للبنان دولة وشعبا من مساعدات للكثير من المشاريع ، ولما تقدمه لابناء الجالية اللبنانية”.
وختم: ” عبر الكنيسة المارونية في كندا من 21 ايلول لغاية الاول من تشرين وأدعو اللبنانيين لمتابعة هذه الزيارة عبر وسائل الاعلام التي ستنقل وقائعها”.
فارس
وشكر القنصل الفخري في هاليفاكس وديع فارس “البلد الذي حضن اللبنانيين وقدم لهم فرص العمل دون ان ننسى الظروف التي اوصلتنا الى الغربة بعد القرار الذي اتخذه اجدادنا للابتعاد عن وطنهم والذهاب الى المجهول متكبدين الصعوبات والمشقات، فهؤلاء هم الابطال الذين عملوا واسسوا لنا من اجل تحقيق ما حققناه في بلاد الاغتراب ، لذا علينا الا ننسى هذه الوقائع التي هي مهمة جدا في حياتنا كمغتربين، لذا ان تمثال المغترب الذي سيدشنه البطريرك الراعي هو تكريم وتأكيد على دور من سبقنا ولكي تبقى ذكراهم راسخة في قلوب الاجيال، بأن هناك ابطالا تركوا وطنهم قسرا لكنهم حققوا الانجازات الكبيرة اينما حلوا”.
واشار الى ان “زيارة البطريرك الماروني لاي بلد او رعية مميزة ومهمة دائما ، لاسيما في بلاد الانتشار حيث تعكس صورة الراعي الصالح لابنائه”.
وكشف ان “الاحتفال الذي سيقام في هاليفاكس سواء مباركة الكنيسة سيدة لبنان الجديدة حيث شارف العمل على نهايته فيها وتكريس تمثال المغترب اللبناني سيشارك فيه عدد كبير من المسؤولين السياسيين الرسميين في كندا اضافة الى ابناء الجالية اللبنانية على الاختلاف طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم الحزبية والسياسية”.
واعتبر أن “هذا التمثال في هاليفاكس له رمزية تاريخية وطنية كبيرة بالنسبة للبنانيين”، مؤكدا أن الجالية اللبنانية في هاليفاكس مميزة بمحبتها ووحدتها لبعضها البعض لا تفرقة لا سياسية ولا حزبية انتمائهم واحد للبنان وهم يدا واحدة في كل ما يقدمون به”.
وقال: “المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي تؤثر سلبا على الاغتراب اللبناني الذي يشعر مع اهله واقاربه بما يمرون به ، كما يؤثر على ما نقوم به كبعثات ديبلوماسية في حض المغتربين على تسجيل زيجاتهم في وطنهم الام للحصول على الجنسية اللبنانية. لذا نأمل ان تتحسن الامور ويعود لبنان الى مكان له راحة وامان وسلام وبحبوحة في هذا الشرق”.
وختم: “نتمنى على جميع السياسيين في لبنان ان يضعوا مصلحة لبنان فوق اي مصلحة اخرى شخصية او ذاتية من اجل نهضة وطنهم ليبقى ايماننا راسخا وقويا وكبيرا بهذا الوطن الذي نحب ونعشق”.
قاصوف
واعلن منسق “القوات اللبنانية” في كندا ميشال قاصوف ان القوات بناء لتوصية رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع ستشارك بفعالية بكل النشاطات والاحتفالات واللقاءات التي ستقام خلال زيارة البطريرك الراعي.
ووصف الزيارة بالمهمة “لأنها تحيي التواصل بين ابناء الجالية اللبنانية عموما لا سيما الجالية المارونية الاكبر في كندا”، معلنا أن “منسقية القوات في مونتريال ستضع باصات وسيارات في تصرف من يرغب من ابناء الجالية لنقلهم للمشاركة في الاحتفالات التي ستقام”، منوها ب “جهود المطران تابت من اجل الوحدة بين جميع ابناء الابرشية”، كاشفا أن “وفد منسقية القوات في كندا سيسلم البطريرك الراعي مذكرة بالهواجس التي يعيشها الاغتراب اللبناني”، آملا ان يكون “لدى المسؤولين اللبنانيين آذان صاغية”.