ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسًا احتفاليًا في كنيسة سيدة لبنان في مدينة هاليفاكس، عاونه فيه المطارنة بولس صياح وبول مروان تابت وسيمون فضول، مطران هاليفاكس للاتين الكاردينال انتني مانسيني، كاهن الرعية النائب الابرشي المونسنيور بيار قزي ولفيف من الاباء والكهنة، وخدمته جوقة الرعية بقيادة منير دعبول، تم خلاله مباركة مبنى الكنيسة الجديد التي شارفت الاعمال فيه على الانتهاء.
وحضر القداس وزيرة الهجرة والثقافة لينا دياب والوزيرة باتريسيا عرب، القنصل الفخري في هاليفاكس وديع فارس، رئيس البلدية مايكل سافنج، وممثلون عن الاحزاب اللبنانية في هاليفاكس وحشد من المؤمنين.
في بداية القداس، القى المونسنيور رزق كلمة رحب فيها بالبطريرك الراعي والوفد المرافق في زيارته الثانية الى هاليفاكس، وسلمه هدية باسم ابناء الرعية عبارة عن عصا مصنوعة من الخشب، مذكرا انه “عندما تهز عصا بكركي يرتجف الجميع”.
العظة
وبعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة، نوه فيها بالجهود والتضحيات التي يبذلها ابناء الرعية من اجل بناء كنيسة سيدة لبنان في هاليفاكس، وشدد على “اهمية التعلق بايماننا المسيحي حيث لا خلاص من دون ايمان”.
وبعد القداس اقيم احتفال في صالة الكنيسة، وبعد كلمة ترحيبية لكاهن الرعية وقصيدة للشاعر فضول فضول، القت الوزيرة دياب كلمة اعربت فيها عن سرورها بزيارة البطريرك الى هاليفاكس، معربة عن اعتزازها بتشييد هذه الكنيسة التي كانت حلم والدها، واكدت على الدور الذي يقوم به البطريرك الراعي على الصعد كافة.
كما نوهت بالانجازات التي حققها اللبنانيون في كندا عامة وهاليفاكس خاصة.
الراعي
ورد البطريرك الراعي بكلمة اعرب فيها عن سروره بأبناء الجالية اللبنانية وبالانجازات التي حققوها في الانتشار، مشيرا الى ان الشعب اللبناني زرع اينما حل الفرح والتقدم والحداثة.
واعرب عن اسفه كيف ان “هذا الشعب العظيم لا يقابل عمله ودوره من قبل الجماعة السياسية في لبنان”، مؤكدا ان “هناك هوة كبيرة بين المجتمع المدني اللبناني والمجتمع السياسي”.
واعلن انه “بفضل المنتشرين اللبنانيين عقدت الاسرة الدولية ثلاثة مؤتمرات لدعم لبنان بجيشه واقتصاده وموضوع النازحين، وهذا يدل ان هذه الدول تحب لبنان وشعبه”.
واكد ان “الوضع الاقتصادي في لبنان يمر بمرحلة خطرة جدا جدا”، لافتا الى ان “المجتمعين في مؤتمر سيدر التزموا بتأمين القروض الميسرة لمساعدة لبنان اقتصاديا شرط البدء بالاصلاحات في الهيكليات”.
وقال: “حصلت الانتخابات النيابية منذ اربعة اشهر، وكلف الرئيس الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة، وحتى اليوم لا حكومة والمجلس النيابي غير قادر على القيام بأي شيء والدول الخارجية تتفرج علينا وتتساءل اي نوع من السياسيين في لبنان، وهذا الامر محزن جدا بالنسبة الينا”.
وأضاف: “اتساءل معكم ماذا تقول عنا هذه الدول حيث كل واحد من السياسيين عندنا متشبث بموقفه ومطالبه، لا حكومة فيه والبلد معطل والشعب يفتقر والخطر يكبر اقتصاديا وماليا وخيرة شبابنا تهاجر لعدم تأمين فرص العمل، ونخسر كل قوانا الحية، ولا احد من المجموعات السياسية يتنازل او يتراجع عن موقفه”.
وسأل: هل من المعقول ان يتشبث كل واحد بحصته ولا يسأل عن حصة الوطن، وكأن هذا الوطن غير موجود، او ليس لهم ولاء للبنان وللدولة بل فقط للشخصانية والذاتية؟” مؤكدا ان “هذا الامر مرفوض منا ومن كل المخلصين من ابناء الوطن رفضا قاطعا”، وسأل: “أولا يوجد احد ليقول ان ام الصبي الذي اسمه لبنان وعلي ان اضحي لكي ينهض هذا الوطن”، معلنا انه “حتى اليوم لم نجد من هو أم الصبي في لبنان “.
وقال: “طرحنا فكرة حكومة طوارئ من شخصيات لبنانية معترف فيها من الكل غير حزبية ولا تنتمي الى تكتل سياسي، بعدما شعرنا ان لا احد ام الصبي في لبنان، وهم كثر الشخصيات في لبنان، تتحمل هذه الحكومة المسؤولية من اجل الاصلاحات المطلوبة لمؤتمر سيدر للاستفادة من 11 مليار دولار التي أقرت هناك وثانيا اقامة الوحدة الوطنية بين الافرقاء الذين يسيئون الى بعضهم كل يوم، لانه لا يمكن ان يجلسوا مع بعضهم البعض ولو سموا الحكومة حكومة وحدة وطنية ، لانه بحاجة الى من يصالحهم مع بعضهم البعض وهذا هو دور المطلوب من حكومة الطوارئ ، وانا لا ارى حلا غير ذلك طالما لا احد مستعد للتضحية بأي شيء ليكون ام الصبي ، وعندها يربح الجميع ، وقد سمعنا البعض يعتبر ان هذا الطرح جيد ، ولكن باسمكم وباسم اللبنانيين ولراحة الضمير يمكن القول اننا قدمنا مشروعا يمكن ان يكون هو الحل”.
وفي الختام، منح الراعي القنصل الفخري في هاليفاكس وديع فارس وسام البطريركية للقديس مارون، تقديرا لعطاءاته الانسانية والاجتماعية وخدماته للبنان والاغتراب اللبناني.
البطريرك الراعي ينتقل مساء اليوم من هاليفاكس الى مونتريال المحطة الثانية في زيارته الى كندا.
الراعي للسياسيين: اخرجوا من تقوقعكم وحساباتكم الرخيصة