أكّد رئيس الجمهورية ميشال عون انّه وضع في اولى اولوياته، منذ انتخابه رئيسًا للجمهورية، تأمين سلامة المواطنين اللبنانيين واستعادة هيبة الدولة، مشيرًا الى أن حزب الله لا يملك حق الفيتو على كل القرارات الاستراتيجية، “ففي لبنان النظام توافقي، وابداء الرأي لا يعني استخدام حق فيتو”.
كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال مقابلة اجرتها معه صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية نُشِرت اليوم الإثنين، إذ تناول اهم الانجازات التي تحققت حتى اليوم منذ وصوله الى سدة الرئاسة، اضافةً الى نظرته الى مستقبل لبنان في محيطه والعالم، والوضع في الشرق الاوسط وخصوصا في سوريا والجوار.
وفال عون: “ان الضغوط الدولية ضد حزب الله ليست جديدة، وبعض الاطراف يفتش عن تصفية حساباته السياسية معه بعدما فشل في تصفية حساباته العسكرية مع الحزب، على الرغم من ان القاعدة الشعبية لحزب الله تشكّل اكثر من ثلث الشعب اللبناني لا أن بعض الرأي العام الاجنبي مصّمم على جعله عدوًا.”
ونفى عون إمكانية استخدام الجنوب اللبناني في المواجهة بين ايران واسرائيل، لافتًا الى أنه اذا لم يتعرّض لبنان لأي اعتداء اسرائيلي، فما من طلقة واحدة ستُطلق من الاراضي اللبنانية، ولكن اذا ما حصل اي اعتداء ضد لبنان، فله الحق في الدفاع عن النفس.”
ولفت عون الى أن دمج مقاتلي حزب الله بالجيش اللبناني قد يشكّل الامر مخرجًا، مضيفًا: “لكن في الوقت الراهن فإن البعض يدين تدخله في الحرب ضد داعش والنصرة في سوريا. غير ان الوقائع هنا هي ان الارهابيين كانوا يهاجمون اراضينا، وحزب الله كان يدافع عنها. والحزب لا يلعب اي دور عسكري في الداخل اللبناني ولا يقوم بأي عمل على الحدود مع اسرائيل. لقد بات وضع الحزب مرتبطا بمسألة الشرق الاوسط وبحلّ النزاع في سوريا.”
واشار الى أن لبنان يرفض التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، “ونحن نعتمد سياسة النأي بالنفس تجاه النزاعات التي تهز المنطقة وتحديدًا النزاع في سوريا. وسفارتنا في سوريا كما السفارة السورية في لبنان لا تزالان مفتوحتان.”
وتابع: “الجميع يعرف مسيرتي، وحدها مصلحة لبنان تحدد عملي، ان المسيحيين في لبنان يدعمون انفسهم بأنفسهم، وقد تغلبنا على انقساماتنا، وبعض الاختلافات باقية حول سوريا وبعض الملفات السياسية لكنها لم تؤدِ الى اي انزلاقات”.
واوضح رئيس الجمهورية انه ينتظر منهما دعم لبنان في مسالة العودة التدريجية والآمنة للنازحين السوريين الى المناطق الآمنة في بلادهم، ومضاعفة مساهمتهم في موازنة الاونروا، والمساهمة في مشاريع الاستثمار المقدمة في مؤتمر “سيدر”، خاتمًا بالقول: “نحن نتشارك معا المصدر، والتاريخ والقيم والمستقبل.”