في الوقت الذي تبلغ التجاذبات حول تشكيل الحكومة اللبنانية ذروتها، وفي ظل انسداد الأفق السياسي الداخلي، يواصل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تحركه الخارجي الذي بدأه قبل أسابيع بزيارة تركيا والإمارات.
وقام الحريري، أمس، بزيارة للقاهرة، حيث أجرى لقاءات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ومسؤولين مصريين، الى جانب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط.
وكشفت مصادر سياسية لـ “الجريدة”، أمس، أن “الحريري يحاول من خلال لقاءاته الدولية تصوير نفسه على أنه المنقذ للانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشه لبنان، بعدما أصبح لبنان محاصراً عربياً ودولياً”، مشيرة إلى أن “الرئيس الحريري يحاول توفير غطاء سنّي وازن له يمكنه من تقوية موقفه في المفاوضات الحكومية الجارية في بيروت”. وقالت إن “صورة زعيم سياسي لبناني يلتقي رؤساء دول كبرى في المنطقة يجعل من الصعب على القوى السياسية المناوئة له في الداخل تجاوزه وفرض الشروط عليه”، لافتة إلى أنه “يسعى ليكون صلة وصل لبنان بالمجتمعين العربي والدولي”.
وقال مساعد وزير الخارجية المصري السابق، السفير حسين هريدي لـ “الجريدة”، أمس، إن “استقبال الرئيس السيسي لرئيس الحكومة المكلف تضمنت عدة ملفات ورسائل، أولها تقديم الدعم المصري على كل الصُّعد للدولة اللبنانية، وثانيها تبادل وجهات النظر حول تأثر لبنان بالأوضاع الإقليمية الحالية والمتوقعة بعد تولي الرئيس الأميركي جو بايدن”. وتابع هريدي: “الاستقبال رسالة واضحة بأن مصر تقف بجانب لبنان وتدعمه إلى آخر الخط، ولا يعني هذا أنه تدخّل في الشؤون الداخلية للبنان، أو أنه انحياز لمصلحة طرف أو شخص بعينه على حساب بقية الأطراف، بل هو في إطار السياسة المصرية القائمة على تقديم الدعم للبنان حكومة وشعبا”.