خبر

لقاءات الراعي في مصر: تفاعل الموارنة مع المحيط العربي

جاء في “المركزية”: 

لبنان مريض ونحن بحاجة إلى علاج مرضه وهو عدم تطبيق إتفاق الطائف والحلّ هو إعلان الحياد”، بهذه الكلمات، ومن مصر التي يزورها، اختصر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي معاناة لبنان.

هذه الزيارة، بحسب ما تؤكد مصادر مطلعة لـ”المركزية” تدخل في إطار زيارة رعوية وتقليدية للكنائس والمدارس والأبرشية المارونية يقوم بها بطريرك الموارنة الى مصر. وأحبّت السلطات المصرية أن ترحب به خارج إطار زيارته الرعوية فكان تحديد موعد له مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمين جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط والإمام الاكبر أحمد الطيب شيخ الجامع الازهر ومسؤولين آخرين.

وتشير المصادر الى ان اللقاء مع السيسي اتسم بالتوافق الكلي في وجهات النظر بين الرئيس المصري والبطريرك الراعي بالنسبة لفهم الوضع اللبناني والمشاكل التي يعاني منها، وتوافق على ان تعود الدولة الى لعب دورها وضرورة إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية، وان لبنان لا ينقذه الا الحياد والبعد عن الصراعات وان المجتمع الدولي يلعب دورا في ضمان وجود لبنان. وكان السيسي مؤيداً ايضا لحياد لبنان خاصة وانه سبق للسفير المصري في لبنان ياسر علوي أن أعلن تأييده له عندما طرح البطريرك المشروع.

واكتسب اللقاء مع السيسي أهمية خاصة، بحسب المصادر، حيث أكد السيسي دعمه للبنان وأيّد المبادرات التي يقوم بها الراعي وقال له بأنه تصلنا أصداء عن دورك وتأثيرك اليوم في المجتمع اللبناني وقيادتك للشعب وطروحاتك الوطنية والتي لا تتعلق بالمسيحيين او الموارنة فقط.

كما تناول البحث موضوع سلاح حزب الله الذي اعتبره البطريرك الراعي “موضوعاً اقليمياً ودولياً”، لافتاً إلى أنّ “الحديث في لبنان كان حول استراتيجية دفاعية، لو أقرت لربما كان الوضع أفضل”.

كما أعرب الراعي عن أسفه لأنّ لبنان أصبح منعزلاً عن العالم وأكد أن الرئيس المصري مستعدّ لدعم القضيّة اللبنانية وقد أكّد هذا الأمر وقال له إنّ الحلول ليست في يد اللبنانيين وحدهم لتطبيقها إنّما هناك دور للعرب والمجتمع الدولي. وتمّ الاتفاق على أن يحرّك الرئيس السيسي الاوضاع من خلال الاتصالات مع الدول الصديقة لمصر من أجل دعم لبنان.

وتضيف المصادر أن البطريرك، وخلال لقائه أبو الغيط، شكره لأن الجامعة العربية كانت اول مرجعية دولية تؤيد حياد لبنان وقال له: “يجب ان يكون لكم دور أكبر في لبنان كجامعة عربية نظرا الى ان لبنان عضو فيها ومؤسس، ونشعر بغياب وضعف هذا الدور”، مضيفاً “إننا نفهم ظروفكم بحكم الصراعات العربية لكن نتمنى ان يكون لكم دور أكبر في الوضع اللبناني لأنكم جامعة تحتضن الجميع تحت جناحيها”.

أما مع شيخ الازهر فتطرق الحديث، بحسب المصادر، إلى موضوع العلاقات الاسلامية -المسيحية والحوار الاسلامي -المسيحي والذي تمّ وضع اسسه في وثيقة “الاخوة الانسانية من أجل السلام” التي حصلت في ابو ظبي منذ سنتين.

من جهته، قارن النائب السابق فارس سعيد بين زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الفاتيكان التي اعتبرها “مهمّة رغم توقيتها الذي يستخدمه الرئيس لاسباب انتخابيّة”، وبين زيارة البطريرك الراعي الى الجامعة العربية والازهر والرئيس المصري والتي اعتبرها “اهمّ لأنها تؤكد ان خيار الموارنة كان وسيبقى خيار العيش المشترك والتفاعل مع المحيط العربي الذي ساهم الموارنة في بلورته”.

وقال سعيد لـ”المركزية”: “أهمية هذه الزيارة تكمن في مواجهة كلام الرئيس عون في الفاتيكان، فهو يقول ان حزب الله ليس ارهابيا فيما البطريرك الراعي الذي يمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين يعتبر من الجامعة العربية، ان “حزب الله” إرهابياً. الرئيس عون يدافع عن تحالف الاقليات في روما في حين ان البطريرك الراعي يتحدث عن عيش مشترك. الرئيس يقول مشرقية وعلاقة مع ايران وروسيا والصين، والبطريرك يقول في الجامعة العربية، ان لبنان بلد مؤسس في الجامعة. على الاقل هذا الانطباع المعطى في الفروقات بين هذه الزيارة وتلك”.

ويضيف سعيد: “هناك من يقول بأن مصلحة المسيحيين في لبنان بالتحالف مع حزب الله واعتباره غير ارهابي، والبعض الآخر يرى أن مصلحتهم في لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، عربي الهوية والانتماء”.

ويختم: “هذا هو الفرق الكبير بين خيارين، خيار يذهب باعتبار حزب الله حليفا وليس حزبا ارهابيا وفريق مسيحي لبناني يمثله البطريرك يقول بأن الخلاص هو بعودة لبنان الى حضن الجامعة العربية وبمساعدة الاخوة العرب للتخلص او لتحرير الدولة اللبنانية من قبضة حزب الله”.