خبر

بعد انقراضه… “وعل الجبل” يعود إلى جبال لبنان

كتبت إكرام صعب في “سكاي نيوز عربية”:

يستعد القيمون على محمية أرز الشوف الطبيعية في لبنان، لإعادة حيوان “وعل الجبل” (الماعز الجبلي – إيبيكس) إلى أحد مواطنه الأساسية في قمم جبال لبنان، بعد أكثر من 100 عام على انقراضه منها بسبب الصيد الجائر والحروب وعوامل الطبيعة وقطع أشجار الغابات خلال القرن الماضي.

وتهدف خطة إعادة توطين هذا الحيوان النادر في المناطق المرتفعة إلى إعادة التوازن البيئي (الأيكولوجي) للمناطق الجبلية، والإشراف على تكاثره، بالتعاون مع إحدى الجمعيات الإيطالية المتخصصة التي نجحت في إعادة هذا الحيوان إلى بيئته الأصلية في جبال الألب بين فرنسا وسويسرا.

وقال مدير محمية أرز الشوف، نزار هاني، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “إنها تجربة واعدة على صعيد لبنان والمنطقة وحوض البحر الأبيض المتوسط، فقد قمنا بإحضار قطيع صغير بلغ عدده 12 حيوانا من وعل الجبل، من الجمعية الملكية الأردنية – وادي رم، في عام 2017”.

وأضاف: “قمنا بتربية القطيع داخل محميتين نموذجيتين منفصلتين في المكان ومسيجتين، لتأمين ظروف مراقبة صحية لمساعدته على التكيف مع المناخ الجبلي البارد مجددا”.

واستطرد: “نستعد خلال فصل الصيف المقبل لإطلاق أول قطيع من وعل الجبل في محمية أرز الشوف الجبلية، مع مراقبة دائمة عبر مؤشر مراقبة سيثبت في رقبة الحيوان، لمتابعة أماكن وجوده ودراستها، لاستكمال المشروع في السنوات المقبلة، ورصد طريقة تفاعل هذا الحيوان مع الحيوانات الأخرى الموجودة في المحمية وبيئتها الجبلية الفريدة، وتهيئة الأجواء لتعريف المواطنين بجوار المحمية وهواة الصيد، بمنع صيد هذا الحيوان”.

وأوضح هاني أن موطن هذا الحيوان سيكون “فوق خط الشجر الحالي، أي في الأماكن البيئية القاسية طبيعيا، التي تقع على ارتفاع 1800 متر فوق سطح البحر”، مضيفا: “نحاول إعادة التوازن البيئي إلى تلك المناطق وإعادة تشجيرها بالأشجار المناسبة ومنع تصحرها، وإعادة تكوين البيئة الجبلية كما كانت عليه سابقا”.

كما أشار إلى أن هذه الخطة “تندرج ضمن برنامج دولي واعد للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، وهدفها إعادة توطين الحيوانات البرية التي انقرضت إلى مواطنها الأصلية في العالم”، منوها إلى أن للأمر “بعد سياحي لجذب هواة السياحة البيئية في العالم، وتوعية الأجيال الناشئة بحب الحياة البرية والبيئة الطبيعية البكر”.

يذكر أن محمية أرز الشوف الطبيعية تحظى برعاية وزارة البيئة اللبنانية، وتقع ضمن عدة محميات طبيعية في لبنان، وهي من أهم المحميات الطبيعية في حوض البحر المتوسط. وتبلغ مساحتها حوالي 500 كلم، وأنشئت عام 1996، في منطقة الشوف على السلسلة الغربية من قمم جبال لبنان (الباروك ونيحا)، وصولا إلى البقاع الغربي شرقا.

وفي عام 2005، أعلنتها منظمة “اليونيسكو” مع 22 محمية في لبنان، ضمن برنامج “الإنسان والمحيط الحيوي”.

وتعد المحمية من أكبر المحميات في لبنان وأغناها، وقد أدرجت على القائمة الخضراء عام 2018 من قبل “الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة”. وتضم 1054 نوعا من النباتات و290 نوعا من الطيور بين محلية ومهاجرة.

وتحتوي كذلك على ثلث غابات الأرز المتبقية في لبنان، وتضم العديد من الأشجار المعمرة التي يصل عمر بعضها إلى 3 آلاف عام.