خبر

أبو الحسن: من له تاريخكم لا يرهبه سلاح

ذكر أمين سر كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب هادي أبو الحسن بمشروع “المعلم الشهيد كمال جنبلاط ورفاقه في الحركة الوطنية اللبنانية الذي تجسد ببرنامج إصلاحي اجتماعي سياسي هو الأهم والأرقى بتاريخ لبنان”.

وقال أبو الحسن خلال كلمة ألقاها في المهرجان الحزبي الذي أقيم في ذكرى تأسيس الحزب التقدمي الاشتراكي وعيد العمال، في ساحة المعلم الشهيد كمال جنبلاط، في بلدة رأس المتن، أمام حشد شعبي: “في هيبة المكان وأمام خلوة المشايخ الأعيان ونصب المعلم الشهيد نصير الحق والانسان، أقف احتراما، أستمد من طاقة العقل والنور قوة، أمضي معكم برأس مرفوع لا أحني جبيني أبدا إلا خشوعا وإجلالا لله الواحد ولوطني لبنان”.

أضاف: “مشايخنا الأجلاء، السادة الوزراء، رؤساء البلديات والمخاتير العزيزة الغالية داليا وليد جنبلاط، الفاعليات والأندية والروابط والجمعيات، أيها الأهل والرفاق والاصدقاء، يا جمهور الوفاء، يا أصحاب الهمة والعنفوان والإباء، يا أرباب العلم والعمل والعطاء، يا من رويتم الارض بعرق الجبين وأزكى الدماء، يا من زينتم المتن بتاج لعزة والكرامة ووشاح الشرفاء، لكم منا عربون تقدير ووفاء، لكم من المختارة سلام وتحية من إبن عمود السماء. التحية لكم جميعا، التحية الى هذه المنطقة الأبية، والى رأس المتن الوفية، تحية الى القلعة الصامدة الوطنية والى الواحة الواحدة الغنية بسيرتها ومسيرتها ووحدتها، المؤتمنة على تاريخها وتراثها وتضحيات شهدائها، وتحية الى معقل العقال الأتقياء، ومهد الأسلاف الأنقياء، تحية الى مقلع الرجال الرجال، الى منبت الابطال رموز النضال، وهنيئا لكم هذا الرصيد الغني، هنيئا لكم ثبات الالتزام والنهج النقي، وهنيئا لكم ولنا عيد العمال العالمي وعيد تأسيس الحزب التقدمي الاشتراكي حزب العمال والكادحين، حزب النضال والمناضلين، حزب الإصلاح والإصلاحيين، حزب الثوار الحقيقيين”.

وتابع: “في الأول من أيار نعود الى هنا الى دوحة الأشراف الأخيار، الى حيث انطلقت منذ سبعة عقود ونيف كوكبة من الشباب الطامحين التواقين للتحرر والتغيير، الذين شكلوا قافلة الثوار ورفعوا عاليا بيارق الأحرار، ومضوا بقيادة الثائر الأول المعلم الشهيد كمال جنبلاط في مسيرة نضالية ثورية بأبعادها الإنسانية، فأوقدوا جذوة الثورة في النفوس، وإقتلعوا رموز الفساد واللصوص، أسقطوا عهودا، كسروا قيودا، هزوا عروشا، ومضوا من ثورة الى ثورة رغم الصعوبات وقسوة التحديات، ورغم العوائق والمطبات الداخلية والخارجية، فانتفضوا على الظلم والتبعية، وأيقظوا وعيا مقرونا بالحرية، وحطموا قيود الصنمية التي ارهقت البلاد وأذلت العباد، وتمردوا على أنظمة الفساد وقوى الشر والاستبداد، فشخصوا الداء ووصفوا الدواء، فتوجت مسيرتهم بمشروع المعلم الشهيد ورفاقه في الحركة الوطنية اللبنانية الذي تجسد ببرنامج إصلاحي اجتماعي سياسي هو الأهم والأرقى بتاريخ لبنان، لكن رصاصات التآمر والخيانة والغدر نالت من جسد المعلم فقضى شهيدا على مذبح الوطن في سبيل قناعاته ومبادئه وفي سبيل القرار الوطني المستقل وعروبته، فانتفض حزب كمال جنبلاط وهب بإندفاعة إستثنائية حاملا الأمانة والإرث والقضية، وتنقل من ميدان الى ميدان من أجل الهوية ولبنان، ومن أجل عزة وكرامة الإنسان، ومضت مسيرة النضال بقيادة الوليد الحكيمة العصية وحزب الاقوياء في نفوسهم والجماهير الوفية، فشكلوا بتضحياتهم حالة سيادية وطنية لا مكان في قاموسها للخضوع والإنهزام، لا مكان في نضالها لليأس والاستسلام”.

وقال: “فيا جماهير آذار، يا من زينتم ساحة الحرية واستعدتم القرار، يا جماهير السابع عشر من تشرين، يا من أوقدتم جذوة الثورة في نفوس المنتفضين، يا من أطلقتم الصرخة الأولى في وجه رموز الفساد والفاسدين، يا من حفزتم الشباب اللبناني للتمرد على الظلم والظلامية والتابعين، ويا شباب الحاضر، يا أمل الغد، يا من خذلتم من ممارسات سماسرة المنصات وأزلام السفارات، وقوى الظلام والمؤامرات، يا من سئمتم من المتسلقين والوصوليين والانتهازيين، من هنا من رأس المتن، وفي هذا اليوم التاريخي نناديكم ونشد على أياديكم وندعوكم بألا تيأسوا ولا تخضعوا ولا تهابوا. تعالوا نكمل الدرب معا، تعالوا نصنع الحلم معا، تعالوا الى حيث الخبرة والقدرة، تعالوا الى حيث الجد والكد، تعالوا الى حيث صوت العقل وإرادة الغد، تعالوا نزرع الأمل اليوم لنجني معا حصاد الغد.

أضاف: “خذوا من الماضي خبرة، ومن الحاضر عبرة واشحنوا من الطاقة الخلاقة قوة. فلتتلاق الهمم والإرادات لنواجه معا المحن والتحديات، وثقوا بأننا سنعبر الجسر الأصعب في تاريخنا مهما قست الظروف ومهما حاولوا تفريق الصفوف. فلنتسلح بالإرادة والصلابة والايمان، فلنمض برؤوس مرفوعة وسواعد مشدودة نحيي الأمل دون كلل  لنصنع مستقبل لبنان”.

وتابع: “هيهات منا التردد، هيهات منا الخنوع، هيهات منا التراجع، هيهات منا الخضوع، أسمعوا صرخاتكم، إرفعوا قبضاتكم، هللوا للخير هللوا للأمل، هللوا للغد وهبوا للعمل. فمن له تاريخكم، من يحمل تراثكم، من يملك جرأتكم، من له خبرتكم لا تذله وصاية ولا تهزه رياح، لا تثنيه عصابة ولا يرهبه سلاح، سلاحكم وحدتكم، إيمانكم قوتكم، قراركم دولتكم، العقل مرجعكم، والله ناصركم. فأبشروا لنعبر الجسر ونمضي، نشق الدرب لفجر جديد، بعزم الشباب وصوت العقل معك نعبر يا وليد، وتخفق الراية وتخفق معها، قلوب الرجال حماة الثغور، وكتلة صلبة شعارها معول، وريشة الفكر مع تيمور، تشرع تراقب للفاسد، تحاسب، عيونها ثاقبة كالصقور. حلقوا عاليا كالشواهق، شقوا السماء كالنسور، ليكن ردكم كسهم خارق، يأبى الحواجز والصعاب، لتكن اصواتكم كالصواعق تدوي يوم الإنتخاب. لتسقط أتباع الوصاية، لتقصي أخصام السيادة، وتقصي معهم عهد جهنم عهد الذل والخراب”.

وختم أبو الحسن: “عشتم عاشت السيادة والقرار، وعاش لبنان وطنا حرا سيدا موحدا مستقلا وعاش الأول من أيار، والى اللقاء في يوم العز  والإنتصار. شكرا  لكم على حضوركم شكرا لكم على إلتزامكم شكرا لكم على وفائكم، وسدد الله خطانا وخطاكم ونصرنا لإستعادة لبنان وحفظ كرامة الإنسان، والسلام”.