يصنّف بعض المطّلعين الحراك السياسي للنائب جبران باسيل بأنه حراك شكلي لا اكثر، إذ من الواضح أنه يريد الظهور بمظهر المنفتح الراغب بإعادة رسم سياسته واستراتيجيه على الساحة اللبنانية، وهذا الامر من شأنه أن يؤمن لباسيل بعض الاتصالات السياسية التي لم يكن يحلم بها قبل ستة أشهر.
لا احد يملك دليلاً قاطعاً على أن رئيس "التيار الوطني الحر" يرغب فعلاً بتبديل سياسته وترتيب علاقاته المأزومة مع سائر القوى المحلية، إذ يرى البعض ان الرجل يسعى الى تغيير صورته ليس إلا ومدّ جسور التواصل مع الخصوم لإعادة فرض تياره في الواقع السياسي اللبناني بعد أن أدرك أنه تسبّب بتهميشه لا بل ونبذه سياسياً وشعبياً.
وتقول المصادر أن جولات باسيل لم تحقق حتى اللحظة أي مكسب حقيقي يمكّنه من البناء عليه، لكنه في الوقت نفسه قد لا يكون طامحاً لتحقيق مكاسب آنية وإنما يضع بين أهدافه من وراء هذه الجولات البحث في كيفية فكّ الحصار عن نفسه على المدى الطويل أو ربما المتوسط.
فكّ الحصار الذي يأمل باسيل تحقيقه لا بدّ ان يسير بالتوازي مع انفتاحه العربي والدولي المحدود، الامر الذي لن يكون ممكناً الا في حال شعرت القوى السياسية بأنّه لا يناور للوصول الى نوع من الصور الاعلامية التي يستطيع تسويقها أمام الجمهور "العوني" الممتعض أولاً، والجمهور المسيحي ثانياً.
لم يقرر باسيل حتى الان إذا كان سيتموضع في موقع المعارضة الفعلية والجدية للسلطة او انه لن يستطيع التخلي عن مكاسبه في المرحلة المقبلة، لذلك فهو يحاول دراسة الواقع السياسي العام من جديد ومعرفة مدى التقبّل له من قبل بعض القادة السياسيين وكيفية تعاطيهم معه في حال قرر الذهاب بعيداً في الخلاف مع "حزب الله"، غير انه من المرجح، وفق المصادر، ان باسيل وبحسب التجربة الاخيرة ليس جاهزاً لكسر الجرة تماما مع "الحزب".
أخبار متعلقة :