خبر

اللبنانيون يستقبلون 2023 بفائض الآمال بتبدّل أحوالهم المأسوية

احتفل اللبنانيون والعالم بعيد رأس السنة وكلهم أمل بإن يحمل العام الجديد الخير والسلام والطمأنينة، واتخذ الجيش والقوى الامنية اجراءات لحفظ الأمن وتأمين سلامة المواطنين في رأس السنة.

وقبل أن يستقبل اللبنانيون منتصف الليل الفائت السنة 2023 بفائض الآمال بتبدّل أحوالهم المأسوية، كان حادث إنقاذ 232 شخصاً واجهوا خطر الموت غرقاً هو الحادث الأبرز التي ختم السنة الآفلة. وقد تمكّنت دورية من ثلاثة مراكب عسكرية تابعة للقوات البحرية في الجيش يرافقها مركب تابع لليونيفيل من إنقاذ مركب كان يغرق قبالة شاطئ سلعاتا في الشمال، وعلى متنه 232 شخصاً معظم اللبنانيين من بينهم من هم من مناطق التبانة والقبة في طرابلس، كما أن بينهم سوريين كانوا يحاولون مغادرة المياه الإقليمية اللبنانية بطريقة غير شرعية، بحسب ما أعلنت قيادة الجيش. وأشار الجيش عبر "تويتر" إلى وصول 3 مراكب من القوات البحرية يرافقها مركب من اليونيفيل إلى موقع المركب الذي كان يغرق قبالة شاطئ سلعاتا، وباشر العناصر إنقاذ الأشخاص من المركب المذكور.

وافادت المعلومات لاحقاً بأنّ الناجين من غرق المركب وصلوا إلى مرفأ طرابلس وتحديداً القاعدة البحريّة بعدما قام الجيش بعمليّات الإنقاذ بانتشال الناجين من المياه.

وفي هذا السياق كتبت" النهار": قد يكون حادث إنقاذ مراكب الجيش لنحو 232 شخصاً كادوا يلاقون حتفهم جميعاً غرقاً في محاولة هروب غير شرعية على مركب هائم تعطّل قبالة شاطئ سلعاتا، في آخر يوم من السنة 2022، النموذج الأكثر تعبيراً من الناحية الرمزية لمأساة تخبّط اللبنانيين في شتّى الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي تدفع بيأس الكثيرين إلى المغامرة والانتحار عبر مراكب ورحلات الموت غير الشرعية. هذا الحادث، وإن كان الجيش قد نجح في استدراك تحوله إلى كارثة مفجعة ليلة رأس السنة عبر نجاحه في إنقاذ الـ232 شخصاً من الغرق باستثناء امرأة وطفلتها من الجنسية السورية، يُعيد على مستوى رمزية غرق لبنان في كارثته الوطنية التشبيه الشهير الذي أطلقه وزير الخارجية الفرنسي السابق جان إيف لودريان، حين شبّه لبنان بأشهر باخرة في التاريخ تعرّضت للغرق، "تايتانيك"، وراح لودريان لمدّة طويلة، إبان إطلاق باريس والرئيس إيمانويل ماكرون المبادرة تلو الأخرى، يطلق التحذيرات من "غرق لبنان واضمحلاله" أسوة بمصير "التايتانيك". وها هو لبنان يستقبل السنة 2023 وهو على درجات عالية بل فائقة من الخطورة سواء لجهة الغموض والقتامة في مسار أزمة الفراغ الرئاسي أو لجهة الانزلاق الخطير في متاهات الانهيار المالي والاقتصادي وتداعياته الاجتماعية الفادحة، ولا يملك أحد أيّ تصوّر أو تقديرات موضوعية دقيقة متى ومن وكيف يمكن أن ينقذ لبنان من المصير المحتوم المفجع إذا لم يبدأ هذا الإنقاذ بأسرع وقت بانتخاب رئيس للجمهورية يمثل عنوان الشروع في عملية إعادة الثقة بالدولة والنظام طريقاً إلى وقف الانهيار ونزف الهجرة وبدء الخروج من "جهنم" الذي قاد العهد السابق لبنان إليها قولاً وفعلاً.

مواقف

وقال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب نزيه متى، ان القوى السيادية وعلى رأسها القوات اللبنانية، ستمنع بكل ما اوتيت من قوة، وضمن السبل المشروعة قانونا وديمقراطيا، انتخاب رئيس للجمهورية من معجن الممانعة، يبقي البلاد ومعها اللبنانيين في انفاق جهنم، مؤكدا بالتالي ان أي محاولة لفرض تسوية رئاسية لغير الصالح السيادي العام، لن تبصر النور، وذلك على قاعدة «الشغور افضل من انتخاب رئيس يعيد انتاج سوداوية التجربة العونية في الحكم».وفي تصريح لـ «الأنباء» الكويتية قال : ان القوى السيادية لم تقفل أبوابها امام التوافق على رئيس للجمهورية، شرط ان يكون التوافق حول شخصية تؤمن بسيادة لبنان، وبالعمق العربي انتماء والتزاما، وتحمل مشروعا انقاذيا يخرج اللبنانيين من النفق الاقتصادي المظلم الذي بناه الحكم العوني بالتكافل والتضامن مع حزب الله، ما يعني من وجهة نظر متى ان كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن رئيس توافقي يحمي ظهر المقاومة، لن يتجاوز في ظل المعادلة النيابية الراهنة، وفي ظل قدرة المعارضة على المواجهة، عتبة السعي والتمنيات، سيما وان لبنان يدفع اليوم ثمن الاخلال في تطبيق اتفاق الطائف، نتيجة انتخاب رؤساء تمنطقوا بحماية ظهر المقاومة.وردا على سؤال، اكد متى ان «المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين»، وما على النائب جبران باسيل بالتالي سوى وضع حد لآماله بإنتاج رئيس «صناعة برتقالية»، ما يعني ان المبادرة التي سيطلقها باسيل خلال الايام القليلة المقبلة، لن تلقى آذانا صاغية لا من قبل فريق المعارضة، ولا من قبل الشعب اللبناني، ولن تحصد بالتالي سوى الريح، «ومين جرب المجرب كان عقله مخرب»، مؤكدا في سياق رده، انه «واهم من يعتقد ان حزب الله والتيار الوطني الحر يقفان عند أبواب الطلاق وانهيار تفاهم مار مخايل، نتيجة خلافهما حول الانتخابات الرئاسية»، وذلك لاعتبار متى ان كلا منهما بحاجة للآخر على قاعدة «حكلي تحكلك»، فلا حزب الله سيتخلى تحت أي ظرف كان عن الغطاء «المسيحي العوني» لسلاحه وأجندته الإيرانية، ولا التيار الوطني الحر سيتخلى عن حزب الله كرافعة انتخابية له، والاهم كورقة ضاغطة لحصد الحقائب الوزارية في الحكومات، ولنيل حصة الأسد في التعيينات على المستويات كافة، وقال «كفى توزيعا لأدوار مكشوفة، وكفى استخفافا بعقول اللبنانيين».

سكاف

 

 واشار النائب غسان سكاف إلى أنّ التحدي الأبرز الذي يواجه اللبنانيين في 2023 يكمن بالدرجة الأولى في انتخاب رئيس الجمهورية.

وقال في حديثٍ لجريدة "الأنباء" الإلكترونية: "إذا تمكنّا من انتخاب الرئيس مطلع السنة الجديدة نكون بدأنا نتلّمس الطريق لحل كل مشاكلنا. فمع إنجاز الاستحقاق الرئاسي تصبح الأمور كلّها على الخط المستقيم"، مبدياً تفاؤله بأنّه من خلال الجهود التي يقوم بها يمكن التوصّل إلى الحل المنشود. أمّا في حال فشل المساعي فهذا يعني الدخول في المجهول، وتفاقم الأزمة أكثر مما هي عليه بكثير.

وكشف سكاف عن تكثيف الاتصالات واللقاءات بعيداً عن الإعلام بهدف الوصول إلى حل، مضيفاً: "إذا استطعنا انتخاب الرئيس، ودخلنا بعملية تشكيل حكومة فاعلة لن تكون هناك صعوبة في معالجة الأزمة الاقتصادية لأنّه يستحيل معالجة الوضع الاقتصادي بحكومة تصريف أعمال، وخاصة إذا استمرينا من دون رئيس للجمهورية"، منتقداً التركيز على الدعم الخارجي قائلاً: "صحيح أنّنا بحاجة لهذا الدعم، ومدّ يد المساعدة للخروج من هذه الأزمة، لكنّنا لا يمكن أن نعوّل عليه قبل أن نساعد أنفسنا، فلا يجوز أن نبقى مكتوفي الأيدي ولا نفعل شيئاً بانتظار الخارج".

 

أخبار متعلقة :