خبر

نصرالله لا يلاقي المسار الاقليمي والدولي في ترشيح عون.. ومتمسك بتسويق فرنجية رئيساً

لا شك أن الترقب كان سيد المشهد لاطلالة الامين العام العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اليوم، في الذكرى الثالثة لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإسلامي ‎قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، بعد الشائعات والمزاعم الاسرائيلية حول حالته الصحية الحرجة. فطمأن السيد نصر الله مناصريه على صحّته بعد إلغاء خطابه الذي كان مقرراً الجمعة الفائت بسبب إصابته بـالإنفلونزا.


لقد تضمن كلام الامين العام لحزب الله اربعة عناوين اساسية:

العنوان الاول تضمن تحذيرا للحكومة الاسرائيلية الجديدة من اي تغيير في قواعد الاشتباك.

العنوان الثاني حمل رسائل تحذيرية في ما يتعلق بالقدس والاقصى على خلفية اقتحام وزير الأمن القوميّ الإسرائيلي المتطرّف، إيتمار بن غفير المسجد الاقصى صباح امس، حيث حذر السيد نصر الله ان مس المقدسات لن يفجر الوضع على مستوى الداخل الفلسطيني فحسب، انما على مستوى كل المنطقة، فلا أحد سيتحمل اي اعتداء على المقدسات.


العنوان الثالث فيتعلق بالخلاف مع التيار الوطني الحر، حيث اعاد السيد نصر الله تمسكه بالتفاهم مع التيار الوطني الحر، لافتا إلى لقاءات ستعقد قريبا بهدف تقويمه ومراجعته، تاركا الحرية للتيار البرتقالي البقاء في التفاهم او الانسحاب منه.

العنوان الرابع يتصل بالاستحقاق الرئاسي، حيث أعاد الامين العام لحزب الله التأكيد على لبننة الاستحقاق ورافضاً بصورة مطلقة الرهان على أي مسارات خارجية في معالجة الاستحقاق او توفير مخارج له معتبرا أن ما يربط بين إنجاز الاستحقاق وملف المفاوضات النووية الاميركية- الإيرانية بأنه ينم عن جهل كما ان الرهان على حوار سعودي - إيراني هو رهان بلا طائل لأن طهران ترفض البحث في الملف اللبناني في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي وغيره مع واشنطن ومع الرياض، منبها إلى أن اولوية المملكة هي الملف اليمني وليس الملف اللبناني، ومشيرا بالاضافة إلى ذلك إلى مبالغات في الكلام عن دور قطري، كما انه انتقد تحريف مواقفه السابقة تجاه مواصفات الرئيس، مشددا على أنه لم يذكر سابقا البتة أنه يريد رئيسا يحمي المقاومة ويدافع عنها بل يريد رئيسا لا يطعن بها لانها لا تحتاج إلى حماية من أحد، ولأن هذا الموقف بحد ذاته هو حماية للبنان.


يفهم من هذا السياق، أن السيد نصر الله لا يزال متمسكا بالمواقف الأساسية التي أطلقها حزب الله تجاه الاستحقاق الرئاسي والتي تستدعي حواراً وتوافقاً بين اللبنانيين وعدم الرهان على أية ضغوطات وأدوار خارجية. ومن حيث الترجمة العملية، يمكن القول إن الأمين العام لحزب الله يقفل الباب على ملاقاة المسار الاقليمي والدولي( الفرنسي، القطري، الاميركي) الذي يسوق لقائد الجيش العماد جوزاف عون مرشحا رئاسيا أساسيا ، مما يعني أن السيد نصر الله لا يزال عند موقفه بامكانية تسويق رئيس تيار المرده الوزير السابق سليمان فرنجية رئيساً.

الثابت حتى الساعة، ان الشوط الرئاسي لا يزال في بدايته، وأن ليس ثمة من معطيات جديدة وازنة يمكن أن تؤشر على تحولات في مسار المعالجة. وبالتالي تتساقط كل التوقعات التي سادت في الأونة الاخيرة التي ذهبت لوضع محطات زمنية للانفراج الرئاسي ربطا باستحقاقات إقليمية أو دولية، وكذلك الأمر في ما يتعلق بالتقديرات التي أشارت إلى زخم ما ستشهده بداية العام الجديد في تحريك هذا الملف.

وسط ما تقدم، هل يمكن إطلاق الاطر المناسبة داخليا لاحداث اختراقات في الملف الرئاسي ما دامت مبادرات الرئيس نبيه بري الحوارية جرى اجهاضها وما دامت جلسات المجلس النيابي تحولت إلى فولكلور ممل؟ وهل يمكن لزيارة الوفد القيادي لحزب الله برئاسة رئيس المجلس السياسي ابراهيم امين السيد إلى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن تشكل نقلة تجاه تنشيط اللقاءات الثنائية التي تبحث عن إبرة الاستحقاق الرئاسي في كومة قش التعقيدات السياسية المحلية؟ الجواب رهن الأيام والأسابيع المقبلة علما أن السيد نصر الله دعا إلى ضرورة التركيز على الحوار الداخلي، وإن كان ذلك بناءً على حوارات ثنائية أو ثلاثية كما حصل في الأسابيع الماضية.

أخبار متعلقة :