تنتهي عطلة الأعياد مختَتَمَةً بعيدي الغطاس، والميلاد المجيد لدى الطائفة الأرمنية الأرثوذكية والطوائف المتّبعة هذا التقويمَ لتعودَ الحركة السياسية الداخلية بأبعادها المنقوصة بفعل عدم وجود رئيس للجمهورية اللبنانية وعدم وجود تقاطع بين الأفرقاء السياسيين على أرضيةٍ-ما تؤدي الى انتخاب رئيس وإنهاء الشغور في الكرسي والمستمر منذ سبعين يوما وحتى الآن خصوصا أن الحوار الجدي بين هؤلاء غيرُ متوافر بعد هذا من جهة.
ومن جهة ثانية لم تظهر حتى الآن ملامحُ أو بوادر لنتائج اتصالات خارجية لا سيما منها عبر الرئيس الفرنسي تساهم في تسهيل الانتخاب علماً أن الرئيس ماكرون أعلن بنفسه عشيةَ رأس السنة الجديدة أنه سيضطلع في الأسابيع التالية باتصالات اقليمية وحتى مع الداخل اللبناني من أجل بلورة أجواء ايجابية على مسار الاستحقاق الرئاسي اللبناني.. وهنا كررت أوساط سياسية معنيّة نصيحتَها بوجوب الإسراع نحو اغتنام أي لحظة سياسية، بُغْيَةَ انتخاب رئيس وذلك نظراً الى أن الخارج بعد هذه الاتصالات لن يهتمّ كثيراً، بفعل تراكم وتلبّد الملفات الساخنة الاقليمية والدولية المعروفة.
في الغضون تناول تقريرٌ دوليٌ الآثار الكارثية للانحدار الاستثنائي بأرقامه وسرعته في قياس نوعية الحياة في لبنان ليخلص إلى تصنيف بيروت في المرتبة 240، أي ما قبل الأخيرة بمرتبتين فقط ضمن صفوف المدن «الأسوأ» بفعل نتائج متعلّقة بالقدرة الشرائية وكلفة المعيشة ومعدل سعر المنزل كنسبةٍ من الدخل وذلك ربطاً بالانهيارات المتواصلة للعملة الوطنية ناهيك بمؤشر تضخم الأسعار مئتين بالمئة عن نهاية شهر (تشرين الثاني) الماضي لترتفع بذلك النسبة التراكمية للغلاء إلى ألفين في المئة بحصيلة ثلاثة أعوام من الأزمات المالية والنقدية المتواصلة.
كل ذلك ومع وضوح في هذه التشخيصات السلبية لا بوادر بتغيير الستاتيكو الداخلي حتى على الصعيد الحكومي إذْ ليس من توجهٍ حتى الآن بنيّة للدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء على رغم أن مثلَ هذا الأمر واردٌ في أي وقتٍ تبرز فيه الحاجة الماسة لعقدها بهدف تسيير شؤون الناس الملحة وفقاً للوزير جورج بوشكيان الذي أكد أنه سيؤمّن من جديد نصاب أي جلسة تعقد تحت هذا العنوان.
إنما البارز الآن قضائيٌ: فلبنان على موعد مع استحقاق ذي طابع دولي يتمثّل بوصول وفد قضائي اوروبي مؤلّف من قضاة ألمان وفرنسيين بشكل أساسي بعد غد الإثنين للاطّلاع على سير عمل القضاء اللبناني من بوّابة ملفّات قضائية لبنانية تتعلّق بدولهم ولقد أفيد أن رياض سلامة ليس ضمن المستجوبين من الوفد.
عدد من الافرقاء اللبنانيين يؤيد خطوة او مهمة الوفد الاوروبي فيما عددٌ آخر ضمنَه الرئيس ميشال عون يرى فيها سقوطاً للقضاء اللبناني وبما يسفر عن تدخل قضاء أجنبي..
ومن هنا نبدأ تفاصيل النشرة وتحديدا" من الذي كشفه النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات لـ" لبنان 24" في ما يتعلق بزيارة الوفد القضائي الأوروبي وأبرزه أن حاكم البنك المركزي رياض سلامة ليس بين المُستجوبين.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
هو "أصعب فُراق".. عندما تَخسر روحَ الروح.. فكيفَ إذا كانَ دمعةَ العين؟ "الطبيب الجرّاح" الذي داوى قلوبَ الناس بالحب.. "أطبّا الكون" لم يُداووا ابنَه فاتحةَ مسيرتِه العائلية أبو وديع، عَرِفناه، واليوم يَنكسرُ الاسمُ على آهاتِه.. و"يحلف القمر" مئةَ ألفِ يمين أنّ صاحبَ هذه النغمة ومصدرَها "نِسمة".. قد أُصيبَ بينَ قلبٍ وكبِد.. و"راحت النسمة" هذه المرة "عند الحبايب" الذين سيَحضُنهم ترابُ كفرون كانوا يَحسِدُونه.. إلا في هذه اللحظات ومُصابِها الجارح فالآن تنحني حُنجرةُ السلطان وتُنكِّسُ أوتارَها حزناً على وديعِها ورفيقِ مسيرتِها ومِن عرشِ حزنِه يُردّد الوسوف أمامَ المعزّين "شو بدن ينادوني بعد.. فأنا كنت أبو وديع "، لكنْ "كلام الناس" هذه المرة سيُقدّم ويؤخّر.. الكلامُ معَ الوسوف وله.. ولأمٍ احتَرفتِ الصمتَ وعاشت وراءَ شمسٍ ونجوم، لشاليمار سيدةِ الأحزان التي جَثَتْ أرضاً لتُخفِيَ دموعَها وتودِعَها بين أيدي الوسوف.. والسلطان "صابر وراضي بالنصيب"، لا كلامَ يعلو على لوعةِ فُقْدِ الأهلِ للأبناء.. وهو ما تجلّى في كنيسة مار نقولا الأشرفية.. ومنها غداً إلى كفرون السورية.. حيث الترابُ الأول والنظرةُ الأخيرة.
وإذا كان "الموت حقّ" ولا ردَّ فيه لقضاءِ الله وقَدَرِه.. فإنّ عدالةَ الأرض لها موازينُها الخاصة وعلى مَسافةِ ساعاتٍ من وصولِ الوفدِ القضائي الأوروبي إلى بيروت، انطلقت حملةُ تنظيفِ قصرِ العدل، من بابِه إلى مِحرابِه، لإزالةِ غُبارِ الاعتكاف والنُفاياتِ التي خلّفها الإضرابُ عن العمل و"نوّرت" غُرفُ المحاكم بعدما كانّ القضاةُ يَستخدِمُون "تلفون أبو لمبة" لتلمُّسِ طريقِ مِلفاتِهم وبعدَ البحث والتدقيق في تغريدةِ رئيسِ الجُمهورية السابق ميشال عون عن أنّ سقوطَ القضاء اللبناني دَفَعَ بالقضاءِ الخارجي إلى التدخّل تبيّنَ وبحسَبِ معلوماتِ الجديد أنّ مَن رَسَمَ حدودَ هذا التدخّل كانت وزيرةَ العدلِ السابقة ماري كلود نجم المحسوبة على عون نفسِه.. والتي شرّعت عامَ ألفين وعشرين أبوابَ المِلفاتِ اللبنانية أمامَ المحافلِ السويسرية، وفَتحت بابَ التعاونِ القضائي معَها.. قبلَ أن يَرسُمَ وزيرا العدل الحالي هنري خوري والخارجية عبدالله بو حبيب خطَّ التدخّلِ الأزرق لهذه المراسلات وبحسَبِ المعلومات أيضاً فإنّ المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات وَضعَ الطفافات عندَ حدودِ التدخّلِ القضائي الخارجي عَبْرَ إدخالِ التعديلات لتَتِمَّ عمليةُ الاستماع إلى الأشخاصِ الذين جرى تبليغُهم بواسطةِ قُضاةٍ لبنانيين. مصادرُ "الجديد" أكدت أن اسمَ حاكمِ مصرِف لبنان رياض سلامة لم يَرِدْ ضِمْنَ الأشخاص الذين سيَتِمُ الاستماعُ إليهم، وأنّ لائحةَ الجولةِ الأولى تَضُمُّ رؤساءَ مجالسِ إداراتِ بعضِ المصارف، وذلكَ بصفةِ شهود. وأضافتِ المصادر إنه لن يَتِمَ توقيفُ أحدٍ من المطلوبين للشهادة.. لكنّ حضورَهم واجب، وغيابَ أيٍ منهم سوفَ يؤدّي إلى ضربِ مصالحِهم في الخارج.. على أن تكونَ مُهمةُ الوفدِ القضائي الأوروبي الثلاثي محصورةً في المصارف، والأسئلة تتمحورُ حولَ النظامِ المصرِفي والتحويلاتِ المصرِفية ومن هنا سيَتِمُ سؤالُ المصرِفيين عن مدى تسهيلاتٍ قدّموها لشخصياتٍ من فئاتٍ تسمّى الـpeps، أي الشخصياتِ المعرّضة سياسياً.. والتي يُشتبهُ في تحويلِها أموالاً إلى الخارج والخارج نفسُه يَملِكُ مفاتيحَ اللغزِ وتحويلاتِه.. أما القضاءُ اللبناني وبدلاً من أن "يَشطف" أرضَ العدلية، وَجَبَ عليه تنظيفُ نفسِه من شوائبِ السياسة وتدخّلاتِها، والوقوفُ على مصالحِ هذا الزعيم أو ذاك.. وعندها يحيا العدل.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
عنوانان يختصران المشهد اللبناني في الاسبوع الطالع: الاول سياسي والثاني قضائي. سياسيا، معركة رئاسة الجمهورية ستعود الى الواجهة، مع الجلسة النيابية الحادية عشرة. والابرز فيها الى الان ان التيار الوطني الحر قد يكرس انفصاله عن محور الممانعة عبر عدم التصويت بورقة بيضاء. ووفق المعلومات فان التكتل سيحسم في اجتماعه الثلثاء مسألة التسمية، لكن الامر لن يكون سهلا. اذ ان عددا من اعضاء التكتل يبدون امتعاضهم كيف ان رئيس التكتل جبران باسيل يريد تسمية شخص من خارج التكتل، في حين ان هناك عددا من الاسماء داخله مؤهلة لرئاسة الجمهورية. لذلك غير مستغرب ان يظهر اجتماع الثلثاء نوعا من الخلاف بالرأي بين اعضاء التكتل، ما قد يؤدي اما الى عدم تبني اسم، او تبني اسم من دون تحقيق اجماع نواب التكتل حوله.
في السياق برزت الزيارة التي قام بها النائب نعمت افرام الى معراب. وقد اثارت الزيارة في توقيتها اسئلة كثيرة، وخصوصا انها اتت بعد حديث القوات اللبنانية عن الخطة "ب" في المعركة الرئاسية. لكن النائب رازي الحاج حسم اللغط مؤكدا انه لا يمكن الحديث عن الخطة "ب" الا عندما تجد القوات مرشحا يستطيع تأمين ستين صوتا. كل هذه الوقائع تؤكد ان مرحلة جس النبض مستمرة رئاسيا، وان ساعة الحسم لم تأت بعد.
في العنوان القضائي حدثان. الاول مرور سنة على كف يد المحقق العدلي طارق البيطار في جريمة تفجير المرفأ. والواضح ان كف اليد مستمر، لذا تسعى المراجع القضائية والنيابية الى البحث عن بدائل تخرج التحقيق من دارة المراوحة. وتفاصيل البدائل ترد في تقرير ضمن النشرة. اما الحدث القضائي الثاني فيتعلق بوصول وفد من المحققين الاروبيين الى لبنان للتحقيق في جرائم مالية. ووفق مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات فان التحقيقات ستشمل نحو خمسة عشر شخصا ليس من بينهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. فهل ينجح الوفد المشكل من ثلاث دول هي: فرنسا والمانيا واللوكسمورغ في احداث اختراق في ملف الفساد في لبنان، ام ان المنظومة السياسية ستكون اقوى؟ بتعبير اخر: هل تتمكن المنظومة الفاسدة والمفسدة من عرقلة التحقيق الدولي في الجرائم المالية، تماما كما عرقلت التحقيق في موضوعي الفساد والمرفأ؟
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"
وكأن أبو وديع يتمتم في عزاء وديع كلمات أغنيته المؤثِّرة: "
ليلة وداعك بكيت النايات. وغنت معي ع لحن يا ويلي .
ليلة وكانت آخر السهرات. اديش فيها قلت يا ليلي
خدلي ليالي كل عمري وهات . بعد ليلة متل ها الليلة"
السلطان قهرَه سلطانُ الموت فخطَف منه الأعزَّ لديه: وديع... ولأن جورج وسوف ليس شخصًا عاديًا ولا فنانًا عاديًا، فإن دمعته لم تحرق قلبَه بل أحرقت قلوب الملايين ممن عشِقوا أغنياته وجعلوه متربعًا على سلطنة الغناء.
في الشؤون السياسية والقضائية، فجَّر مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات قنبلة تتعلق بالوفد القضائي الأوروبي، فكشف لموقع لبنان 24 أن الاشخاص المطلوب استجوابهم عددهم 15 شخصا وليس بينهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
وأوضح عويدات أن مهمة الوفد القضائي الاوروبي الذي سيصل الى لبنان الاثنين المقبل هي استجوابُ اشخاص ٍ تم استجوابهم سابقا لدى القضاء اللبناني بصفة شهود باستثناء شخص واحد سيتم استجوابه بصفة مشتبه فيه ، والاستجوابات ستتم في قصر العدل".
دوليًا، انتُخِب الجمهوري كيفن مكارثي رئيسًا لمجلس النواب الأميركي ليل امس، ما ينهي خمس عشرة جلسة شهدت توترات شديدة ًفي صفوف الحزب الجمهوري. وهنّأ الرئيس جو بايدن السبت مكارثي ودعاه إلى "الحُكم بشكل مسؤول ولصالح الأميركيين".
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
إنَّها العتمةْ.. الـ”آهْ” اللبنانيةُ اليوميةُ التي تَلهجُ بها قلوبُ وعقولُ الموجوعين، وعنها تُصَمُّ آذانُ المسؤولين..
فساعةٌ كهربائيةٌ اليومَ باتت بالنسبةِ للمواطنِ اللبناني أهمَّ من كلِ اجتهاداتِكم الدستوريةْ ومناكفاتِكم السياسيةْ .. وإنَّ بها ومنها تكونُ الميثاقيةُ واحترامُ الدستورِ واتفاقِ الطائف وكلِ المسمياتِ الموضوعةِ زوراً كحاجزٍ بين المواطنِ وبعضِ حقِّهِ من الكهرباءِ والماءِ وكلِ عجلةِ الحياةْ، وكفى لعباً على خطوطِ توترِها العالي كمصارعي السومو وتَحتَكُمْ انقاضُ المستشفياتِ ومرضاها والمدارسُ وطلابُها والاسواقُ وما تبقَّى من روَّادِها..
فهلْ من يستفيقُ لحالِ الناسِ ويكفُّ عن التذرعِ بمئةِ حُجَّةٍ من هنا وهناك؟ وهل من يَنبضُ ضميرُهُ ولو لمرةٍ او يرفُ قلبُهُ ولو لبُرهةٍ فيشفقُ على البلدِ الذي رَضِيَ بالعتمةِ السياسيةِ لكنَّه لم يعدْ يتحمَّلُ العتمةَ الكهربائيةْ؟
ومن العتمةِ الى بصيصِ حلٍ على خطِ ازمةٍ اخرى، حيث وَعَدَ المديرُ العامْ للامنِ العامْ اللواء عباس ابراهيم أنَّ أزمةَ الجوازاتِ في طريقِها الى الحلْ قبلَ منتصفِ الشهرِ المقبلِ، لكنَّه لم يَرَ تأشيراتٍ سياسيةٍ للحلولِ الرئاسيةْ، ولم يرَ بصيصَ أملٍ قريبٍ حتى كذاكَ الذي كان يتحلَّى بهِ زَمنَ التفاوضِ مع الجماعاتِ الارهابيةِ لتحريرِ الرهائنْ، حيث أنَّ مهمةَ التفاوضِ بين متاريسِ الازمةِ السياسيةِ لتحريرِ اللبنانيين أشبهُ بالمُهمَّةِ الانتحاريةِ، بحسبِ اللواء ابراهيم ..
وبحسبِ المتوقَّعِ، فانَّ انتهاءَ عطلةِ الاعيادِ سيَفتَحُ البلادَ على اسبوعِ معاودةِ العَجَلَةِ السياسيةِ، لكنَّها قد لا تكونُ كما قبلَها من ناحيةَ الجلساتِ النيابيةِ لانتخابِ رئيسٍ للجمهوريةْ، حيث الوُجهةُ الى إدخالِ أسماءَ جديدةٍ الى الحلبةِ الرئاسيةِ، دونَ ايِ تغييرٍ في الحِسبةِ النهائيةِ التي لا يُغيّرُها إلاَّ خيارُ الحوار.. أمَّا حكومياً، فانَّ توتراً عالياً تَنتظرُهُ البلادُ مع الحديثِ عن النيةِ للدعوةِ الى جلسةٍ حكوميةٍ، بعنوانٍ كهربائي ..
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
لولا بشرى حلّ أزمة جوازات السفر التي زفَّها اللواء عباس ابراهيم الى اللبنانيين اليوم، وباستثناء خبر قدوم الوفد القضائي الأوروبي إلى لبنان غداً، ونافذة الأمل التي يفتحها في جدار محاربةِ الفساد السميك، لأمكن القول إن الحزنَ يلفُّ لبنان.
فعلى المستوى الرئاسي والحكومي، الحزنُ يلف لبنان، لأن الشغورَ مستمر، ولأن عجز الكتل النيابية عن انتخاب رئيس جديد، بات من الثوابت، تماماً كمحاولة رئيس حكومة تصريف الأعمال ومن وراءه، حذف الموقع الأول في الدولة اللبنانية من معادلة المراسيم، ومن خلال الإصرار على عقد جلسات مبتورة لمجلس الوزراء، بما يخالف الميثاق ويسقط الدستور.
وعلى المستوى التشريعي، الحزنُ يلفُّ لبنان، لأن إقرار القوانين الضرورية والإصلاحية دونَه مطبات كبيرة، تبدأ بالمصالح الشخصية والمالية، ولا تنتهي بالمصالح السياسية، وتمرُّ بلا أدنى الشك بثقافة الفساد، وبالزبائنية، وبغيرهما من العناوين التي باتت لصيقة بالحياة السياسية اللبنانية، في دولة الطائف بشكل خاص.
وعلى المستوى المعيشي والصحي والتربوي وسائر المتفرعات، الحزن يلفُّ لبنان، فلا نهوض بلا خطة نهوض، ولا خطة نهوض بلا تفاهم على توزيع الخسائر، ولا أموال للمودعين ولا اتفاق مع صندوق النقد الدولي بلا الخطة والتفاهم.
وحتى على المستوى الفني، الحزن يلفُّ لبنان، ومعه كلَّ بلدان الانتشار والعالم العربي. فالفاجعة التي حلَّت بعائلة جورج وسوف، ابو وديع، بوفاة ابنه وديع، آلمت كلَّ محبيه، وجمهورَه العريض، أينما كان، ومنها نبدأ نشرة الاخبار.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أن بي أن"
الأسبوع الأول من العام الجديد مضى وسط جمود سياسي لم تحركه عواصف الأزمات ولا تصنيف بيروت ضمن صفوف المدن الأسوأ بفعل النتائج المترتبة على تدهور في القدرة الشرائية وكلفة المعيشة وغيرها من غياب مقومات الحد الأدنى للعيش وفق ما رصد تقرير دولي الآثار الكارثية للإنحدار الإستثنائي بأرقامه وسرعته.
ومن العتمة التي فرضها تسجيل النقاط السياسية صدحت انوار قداديس منتصف الليل احياءً لعيد الميلاد لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي وتلاقت أجراس الكنائس من بيروت الى كنيسة المهد في بيت لحم فمصر وموسكو وإيران قُرعت الأجراس على نية الأمل والرجاء بالخلاص للإنسانية في هذا العالم المثقل والمتخم بالحروب والأزمات.
أخبار متعلقة :