خبر

أجنحة "التيار" تضغط على باسيل!

بدأت في الايام الماضية عملية التمهيد السياسي بين كل من "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" لإعادة العلاقة الى سابق عهدها أو أقله تخفيف حدّة التوترات التي نشأت في الاونة الاخيرة بين الطرفين والتي تبدو الاكبر منذ عقد "تفاهم مار مخايل" في 6 شباط من العام 2006.

 

الاتصالات التي انطلقت، وإن بوتيرة بطيئة،تحدّث عنها أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله بشكل شخصي في خطابه الاخير إذ قال أن الايام المقبلة ستشهد محاولة فتح قنوات التواصل بين الحليفين لحلّ الخلافات والبحث عن كيفية عدم الوقوع مرة اخرى في نفس الاختلافات حول وجهات النظر في المرحلة المقبلة.

 

لكن يبدو أن بعض الاجنحة في "الوطني الحر" تسعى بكل الطرق بهدف الاستفادة من هذه اللحظة الحساسة وزيادة المكاسب السياسية، بمعنى اخر فإن هناك توجّها داخل "التيار" يرى ان هذه الفرصة المتاحة يمكن استغلالها للحصول عل تنازلات سياسية من "الحزب" وجعله اكثر تعاوناً مع "التيار" في مختلف الملفات.

 

تقول المصادر ان هذه الاجنحة تضغط على قيادة "التيار" من اجل الحصول على تنازل حتى في الشكل، أي أنها تريد بياناً واضحاً يبيّن أن مشاركة وزراء "حزب الله" في اجتماع حكومة تصريف الاعمال التي يرأسها نجيب ميقاتي كانت سقطة سياسية او "خطيئة كبرى"، بحسب ما وصفت المصادر، ويجب تصحيحها. لكن بعيداً عن هذا التوجه المتشدد داخل "التيار" هناك توجه آخر يقوده رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الذي يرغب بطيّ صفحة الخلاف بشكل او بآخر.

 

يسعى باسيل إلى تمكين علاقته مع "حزب الله" من دون ان يتنازل عن مطالبه السياسية، إذ يريد صراحةً دعما من "الحزب" من دون التلويح بعصا الابتزاز السياسي، خصوصاً أن باسيل يعلم ان "الحزب" لن يساوم في القضايا الخلافية الكبرى بين الطرفين ولن يذهب الى حد الاعتذار او اصدار بيان يعلن فيه انه اخطأ في خطوة سياسية مهمة.

 

لذلك وبقياس المصالح يبدو ان "التيار الوطني الحر" لديه مصلحة اكبر في ردم هوّة الخلاف مع "حزب الله" سيّما مع انعدام امكان اعادة التموضع الداخلي، وحتى ان الواقع الخارجي للتيار لا يبدو سليماً بالقدر الكافي الذي يفسح له مجالاً للمناورة وفتح ابواب وخيارات اخرى تمكّنه من التخلي كلياً عن تفاهمه مع "الحزب" او المخاطرة بالطلاق النهائي مع حارة حريك.