تسعى فرنسا إلى الحصول على تفويض جديد بشأن لبنان من السعودية والولايات المتحدة، وتبدي تفاؤلا بذلك، لا سيما وأنها تمتلك بحسب مصادر فرنسية لـ"لبنان24" تفويضا إيرانياً في الملف اللبناني، رغم التوتر الذي تظهر بين باريس وطهران في الأشهر الماضية في أعقاب الاحتجاجات في إيران التي لاقت دعماً غربياً كبيراً.
تتضارب هذه المعلومات، مع ما أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قبل نحو اسبوع أنّ "إيران لا تفاوض إلّا على الملف النووي فقط"، وأن "الأميركيين هم من يريد إدخال ملفات المنطقة في المفاوضات النووية، واعتباره أن من يربط ملف الرئاسة في لبنان بالملف النووي هو جاهل"، مشدداً على أنّ إيران "لم تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي على مدى 40 عاماً".
المهم أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يسعى، بحسب المصادر نفسها، إلى اطلاق حراك جديد تجاه لبنان الأيام المقبلة، والاجتماع الفرنسي، السعودي، الاميركي على مستوى المستشارين الذي يفترض أن يعقد الاسبوع المقبل في باريس، من شأنه أن يحدد مسار الامور، فإذا نجح المجتمعون في التوصل إلى صيغة مشتركة لحل الأزمة اللبنانية، عندئذ ستحصل الاليزية مجدداً على ضوء أخضر من أجل إطلاق مبادرة جديدة من أجل لبنان قد يسبقها اجتماع على مستوى وزراء خارجية الدول الثلاث، مع الإشارة إلى أن زيارة السفير السعودي وليد البخاري في الأيام الماضية الى العاصمة الفرنسية تأتي في سياق التحضير للاجتماع الثلاثي في باريس والذي لا يزال احتمال أن يتحول إلى اجتماع رباعي مع مشاركة قطر غير مؤكد.
وبحسب أوساط سياسية مطلعة على الأجواء الدبلوماسية لـ"لبنان24"، فإن باريس تبدي تفاؤلا بالنتائج التي ستصدر عن الاجتماع، مراهنة اولاً على انشغال واشنطن بالعملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا وتداعياتها، وثانياً على استمرار المراوحة في الموقف السعودي في لبنان، وانكفاء المملكة عن الملف اللبناني، وبالتالي يمكن لفرنسا ان تُنشط دورها في بيروت عبر البوابتين الأميركية والسعودية لإطلاق مبادرة ما تجاه الاستحقاق الرئاسي.لكن الأوساط نفسها تشكك في احتمال عقد مؤتمر دولي حول لبنان في الوقت الراهن.
أمام كل ذلك، تقول الاوساط نفسها، ان اجتماع باريس المرتقب وربطا بما سيتم البناء عليه سياسيا تجاه لبنان سلبا او ايجابا، فإنه سيجدد استعداد الدول المشاركة فيه للعمل بشكل مشترك مع لبنان لدعم تنفيذ إجراءات الإصلاح الأساسية لخروجه من ازمته، فضلا عن استمرار المساعدات الإنسانية التي أنشئ لأجلها الصندوق الفرنسي السعودي، وهذا يعني ان هذا الاجتماع لن يدخل مطلقا في موضوع الاسماء الممكنة لرئاسة الجمهورية، بل سيكتفي البيان المقتضب الذي سيصدر عنه بالتركيز على ضرورة انتخاب رئيس وانجاز الاستحقاقات الدستورية وتنفيذ الاصلاحات وتجديد التأكيد على مساعدة الشعب اللبناني ودعم الجيش.
وعلى وقع الانتظار، فإن حزب الله لن يتراجع قيد أنملة عن قراره بدعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، والسفير المصري ياسر علوي سمع من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد خلال لقائهما دعما وتمسكا بترشيح فرنجية، وهذا يؤشر إلى أن حزب الله لا يكترث بالأسماء التي تطرح يميناً ويساراً ، فوق الطاولة أو تحتها من قبل رئيس "التيار الوطني الحر "جبران باسيل، والتي ليست إلا أسماء "الوقت الضائع"خاصة وأن المواصفات التي حددها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لرئيس البلاد واضحة لا لبس بها ، كما تقول مصادر في "الثنائي الشيعي".
أخبار متعلقة :