خبر

"بين البيع والمقايضة": هذه هي القصة الكاملة لعقارات الرهبانية الانطونية

من الطبيعي أن يثير كل حديث عن بيوعات عقارية تخص الكنيسة القلق والريبة، وخاصةً في زمنٍ لم يشهد له لبنان مثيلا بالإنحدار حتى في عز سنوات الحرب الأليمة، ناهيك عن التبدلات الديموغرافية المتسارعة التي شهدتها بعض المناطق اللبنانية وخاصةً ما كانت تُسمى بخطوط التماس منذ سنوات الحرب الماضية وحتى يومنا هذا.


قضيةٌ جديدة ظهرت الى الواجهة مؤخراً، وهي ليست تعدياً على أملاك أو إغتصابها بل بيع بالتراضي والإقتناع، أو بتعبيرأدق عملية تبادل عقاري أو مقايضة بين المطوّر العقاري سليمان سويدان والرهبانية الأنطونية المارونية.

ويمكن القول، بحسب مصدر أمني واكب وعاين وتقصى عما حصل، بأن المقايضة والبيع حصلا نزولاً عند حكم الأمر الواقع الحاصل على أرض الواقع.

وفي التفاصيل، فإنّ المشروع السكني الكبير قيد التداول، الذي أنشأته الرهبانية الأنطونية في منطقة ساقية الحدث منذ سنة 1996 ليسكن فيه الشباب المسيحي هو اليوم "ساقط عسكرياً " باللغة الأمنية بعدما سقط ديموغرافياً عندما باع معظم المسيحيين شققهم في هذا المشروع وإنتقلوا الى أماكن بعيدة عن منطقة الضاحية الجنوبية، ولم يتبقَ في المشروع سوى بعض العائلات المسيحية التي لا يتعدّى عددها الـ3، بحسب المصدر الأمنيّ.


ويؤكد المصدر أنّ عملية البيع الأولى حصلت قبل حوالى ثلاثة أشهر وشملت مبنيين مؤلفين من 20 مسكناً وعدداً من المحال التجارية ومخزنين، وهذا البيع الذي تمَ بهدوء تقاضت ثمنه الرهبانية الأنطونية مبلغاً وقدره /1,900,000/$ .

وقال المصدر إن "هذا المبنى لم يتفقده أحد من الرهبانية منذ 20 عاماً"، لافتاً إلى أنّ "الضجة الإعلامية والبلبلة داخل الرهبانية حصلت عند الاتفاق مع السيد سليمان سويدان على أن يشتري الأخير في المشروع ذاته في ساقية الحدث عقاراً مساحته تسعة آلاف متر مربع، عليه مبنى من حوالى 10 طبقات قيد الإنشاء وتم الاتفاق مع الشاري على إستكمال البناء بحيث تُحسم التكاليف من المبلغ الأساسي من ثمن العقار، هذا بالإضافة الى مستودعين كبيرين كان يشغلهما سوبرماركت أبو خليل سابقاً. كذلك، توجد على هذا العقار رخصتان لمبنيين ولكنهما غير مشيّدين".

واعتبر أن "هذا هو الوصف الحقيقي للعقار الذي سبَب الضجة داخل الرهبانية والأوساط الكنسية والإعلام".


ومع إستعار الحملة، كان لا بد للرهبانية الأنطونيّة، وبالتحديد الأب المدبر نادر نادر من أن يشرح ويوضح سبب هذا البيع من قبل الرّهبانيّة، فإتجه الى إعتبار البيع الأول عملية بيع طبيعية في مقابل /1,900,000/$. أما البيع الثاني المذكور فهو عملية مقايضة وتبديل بين هذه الأبنية والأرض في ساقية الحدث في مقابل 14 عقاراً ضمن إفراز محاذ لكنيسة مار أنطونيوس في الحدث، وأن ملكية هذه العقارات تعود لأبناء الطائفة الشيعية، والعقارات هي 3092- 3091- 3090-3089-3088-3087-64-3086-3116-3115-3114-3113-3112-3110 وتبلغ مجمل مساحة هذه العقارات 11000 متراً مربعاً، بحسب المصدر الأمني، الذي أكد أن هناك مبلغاً متبقياً كفارق سعر سيدفعه سليمان سويدان الى الرهبانية.

وأكد المصدر أنّ رئيس بلدية الحدث جورج عون هو من إستحصل قبل 48 ساعة، من مالكي هذه العقارات، على الموافقات النهائية لعملية المقايضة أو التبادل .

بعد كل هذا السرد، تبقى أسئلة عديدة هي الأساس لاستضياح النوايا في هذه العملية وأن الأجوبة عليها تحتاج إلى التوضيحات التاليّة:
أولاً: لماذا لم يتم طلب إذن جديد من الفاتيكان للتصرف بالأرض وتم الإعتماد على الإذن القديم العائد لسنة 1996 ؟
ثانيا: لماذا تأخر الحديث عن المقايضة أو تبادل العقارات الى الأيام القليلة الماضية بعدما كشفت القضية في الإعلام !
ثالثا: لماذا هناك فارق كبير في المبالغ والسعر بين البيع الأول الذي حصل قبل شهرين ، أي /1,900,000/$ والبيع الثاني أي المقايضة ب /8000,000/$ مع أن الأرض والمباني في منطقة واحدة ومشروع واحد هو ساقية الحدث ؟

كل هذه الأسئلة تنتظر أجوبة ، وإلا سيبقى الشك سيد الموقف، كما يقول مرجع مطلع.

 

أخبار متعلقة :