بعدما كان قد أقفل سابقًا كلّ أبواب الحوار مع رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل، رغم المحاولات المتكرّرة من الأخير لفتح قنوات التواصل، من أجل الاتفاق على مقاربة موحّدة لاستحقاق رئاسة الجمهورية، أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنّه "مستعدّ لاستقبال" باسيل، ولكن بشرط اعتبره كثيرون "تعجيزيًا" في هذه المرحلة بالحدّ الأدنى، ألا وهو إيجاد "شيء مشترك" يجمع بينهما.
وإذا كان رفض جعجع لتلقّف "دعوات" باسيل الدائمة للحوار معه، منذ بدء "بازار" الانتخابات الرئاسية، مردّة برأي كثيرين رفضه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، بما يتيح الذهاب إلى اتفاق جديد يشبه في مضمونه ربما "تفاهم معراب" الذي ندمت عليه "القوات"، بعدما أسهمت بموجبه في إيصال الرئيس السابق ميشال عون إلى بعبدا، فإنّ موقفه المستجدّ رسم علامات استفهام عن مآلات "التغيير" في المقاربة "القواتية"، إن وُجِد.
ورغم اعتبار الشرط الذي وضعه جعجع لأيّ لقاء مع باسيل "تعجيزيًا"، توقف كثيرون عند "مفارقة أخرى" في مواقف "الحكيم" الأخيرة، تكمن في رفضه مبدأ أنّ أيّ اسم يطرحه رئيس "التيار الوطني الحر" لرئاسة الجمهورية مرفوض حكمًا، فقط لأنه آتٍ منه، فما الذي يعنيه ذلك؟ وهل يمكن أن يُفهَم فعلاً على أنّه "ليونة ومرونة" من جانب "القوات"، بعدما ثبُت بالتجربة أن أيّ رئيس لن يُنتخَب "أحاديًا"، مهما طال الزمن؟!
"التيار" يرحّب بحذر
لا يتردّد المحسوبون على "التيار الوطني الحر" في "الترحيب"، ولو بحذر، بكلام رئيس حزب "القوات" الأخير، رغم إدراكهم، كما يقولون، أنّه ليس "بريئًا"، وأنه يحمل في الكثير من جوانبه "بعض التذاكي واللعب على الكلام"، إلا أنّهم يعتبرون أنّ المهمّ أنّ ثمة "تغييرًا جوهريًا" في الموقف "المبدئي"، وهذا الأمر بحدّ ذاته يمكن أن يشكّل "خطوة أولى" في مسار لا بدّ أن ينتهي بقناعة أنّ "الحوار" بين ركني "الثنائي المسيحي" ضروريّ ولا غنى عنه.
يذكّر المحسوبون على "التيار" بأنّ الوزير السابق جبران باسيل طرح فكرة "الحوار" مع جعجع منذ اليوم، ومن دون شروط، باعتبار أنّ الحوار يجب أن يحصل مع "مختلفين" بالدرجة الأولى، وإلا يصبح بلا قيمة، ولكن أيضًا باعتبار أنّ "التفاهم" بين "التيار" و"القوات"، اللذان يمتلكان الكتلتين المسيحيتين الأكبر في البرلمان، يمكن أن يضمن تمرير استحقاق الرئاسة بسلاسة، وينهي بالتالي "أزمة" الفراغ الرئاسي القاتل.
وفيما يلفت هؤلاء إلى أنّه أصبح واضحًا بأنّ أيّ رئيس لا يمكن أن يُنتخَب من دون مباركة تكتلي "لبنان القوي" و"الجمهورية القوية"، أو أحدهما على الأقلّ، يؤكدان أنّ "التيار" سيتعامل مع تصريحات جعجع الأخيرة بإيجابية، بمعزل عن المضمون الذي يمكن أن يُناقَش لاحقًا مع المعنيّين، علمًا أنّ باسيل الذي يجول على مختلف الفرقاء، لن يتأخّر أبدًا عن الاجتماع بجعجع، رغم الخلاف الكبير معه، متى وجد استعدادًا من الأخير للحوار الصادق والصريح.
هل من لقاء قريب؟
لا يعني ما تقدّم أنّ اللقاء بين جعجع وباسيل بات قريبًا، بحسب ما يؤكد العارفون، الذين يعتقدون أنّ "عقبات عدّة" لا تزال تحول دون عقد مثل هذا الاجتماع، إذ إنّ "مقوّماته" لم تنضج بعد، فكلام جعجع "ضُخّم" برأي هؤلاء، خصوصًا من جانب "التيار الوطني الحر"، لأنّ الأخير أراد أن يتحدّث عن "تراجع" في مقاربة "القوات"، بما يشكّل "اعترافًا ضمنيًا" بإخفاق الاستراتيجية التي اتبعها في الفترة الماضية.
ومن "العقبات" التي تحول دون عقد هذا اللقاء أيضًا، أنّ "القوات" لا تريد أن تترك انطباعًا في أيّ لحظة من اللحظات، أنّها "في وارد" الذهاب إلى "تفاهم معراب" آخر، خصوصًا أنّها تخوض اليوم استحقاق الرئاسة على طريقة "معركة كسر العظم"، بعدما تلت "فعل الندامة" على "التسوية" التي أبرمتها قبل سنوات، ولم تحصّل منها شيئًا، بل تحوّلت إلى "مصدر إدانة" لها من جانب العديد من القوى والجهات التي تدور في فلكها "افتراضيًا".
مع ذلك، ثمّة من يعتقد أنّ الحوار بين الجانبين لا بدّ أن يحصل في نهاية المطاف، باعتبار أنّ "تحرير" استحقاق الرئاسة قد يتطلب في مكان ما التوصل إلى "تسوية" بينهما، من دون أن تكون بالضرورة "نسخة طبق الأصل" عن تفاهم معراب، خصوصًا بعدما أظهرت المعطيات عجز "القوات" عن إيصال رئيس بقدرتها الذاتية فقط، وهو عجز يصل إلى "التيار"، خصوصًا في ضوء خلافه مع حليفه الأساسيّ، "حزب الله"، على الخيار الرئاسي تحديدًا.
قد لا يكون في كلام رئيس حزب "القوات اللبنانية" حول استعداده للقاء رئيس "التيار الوطني الحر"، ما هو "جديد" بالمعنى الواسع للكلمة، بعيدًا عن بعض "الزوايا" التي اختار البعض أن يقاربه من خلالها. إلا أنّ الأكيد، كما يعتبر كثيرون، أنّه يفتح الباب على مصراعيه، أمام ليونة ومرونة قد تكون مطلوبة، إذا كان هناك من يسعى فعلاً إلى إحداث "خرق" على خط انتخابات الرئاسة "الجامدة".
وإذا كان رفض جعجع لتلقّف "دعوات" باسيل الدائمة للحوار معه، منذ بدء "بازار" الانتخابات الرئاسية، مردّة برأي كثيرين رفضه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، بما يتيح الذهاب إلى اتفاق جديد يشبه في مضمونه ربما "تفاهم معراب" الذي ندمت عليه "القوات"، بعدما أسهمت بموجبه في إيصال الرئيس السابق ميشال عون إلى بعبدا، فإنّ موقفه المستجدّ رسم علامات استفهام عن مآلات "التغيير" في المقاربة "القواتية"، إن وُجِد.
ورغم اعتبار الشرط الذي وضعه جعجع لأيّ لقاء مع باسيل "تعجيزيًا"، توقف كثيرون عند "مفارقة أخرى" في مواقف "الحكيم" الأخيرة، تكمن في رفضه مبدأ أنّ أيّ اسم يطرحه رئيس "التيار الوطني الحر" لرئاسة الجمهورية مرفوض حكمًا، فقط لأنه آتٍ منه، فما الذي يعنيه ذلك؟ وهل يمكن أن يُفهَم فعلاً على أنّه "ليونة ومرونة" من جانب "القوات"، بعدما ثبُت بالتجربة أن أيّ رئيس لن يُنتخَب "أحاديًا"، مهما طال الزمن؟!
"التيار" يرحّب بحذر
لا يتردّد المحسوبون على "التيار الوطني الحر" في "الترحيب"، ولو بحذر، بكلام رئيس حزب "القوات" الأخير، رغم إدراكهم، كما يقولون، أنّه ليس "بريئًا"، وأنه يحمل في الكثير من جوانبه "بعض التذاكي واللعب على الكلام"، إلا أنّهم يعتبرون أنّ المهمّ أنّ ثمة "تغييرًا جوهريًا" في الموقف "المبدئي"، وهذا الأمر بحدّ ذاته يمكن أن يشكّل "خطوة أولى" في مسار لا بدّ أن ينتهي بقناعة أنّ "الحوار" بين ركني "الثنائي المسيحي" ضروريّ ولا غنى عنه.
يذكّر المحسوبون على "التيار" بأنّ الوزير السابق جبران باسيل طرح فكرة "الحوار" مع جعجع منذ اليوم، ومن دون شروط، باعتبار أنّ الحوار يجب أن يحصل مع "مختلفين" بالدرجة الأولى، وإلا يصبح بلا قيمة، ولكن أيضًا باعتبار أنّ "التفاهم" بين "التيار" و"القوات"، اللذان يمتلكان الكتلتين المسيحيتين الأكبر في البرلمان، يمكن أن يضمن تمرير استحقاق الرئاسة بسلاسة، وينهي بالتالي "أزمة" الفراغ الرئاسي القاتل.
وفيما يلفت هؤلاء إلى أنّه أصبح واضحًا بأنّ أيّ رئيس لا يمكن أن يُنتخَب من دون مباركة تكتلي "لبنان القوي" و"الجمهورية القوية"، أو أحدهما على الأقلّ، يؤكدان أنّ "التيار" سيتعامل مع تصريحات جعجع الأخيرة بإيجابية، بمعزل عن المضمون الذي يمكن أن يُناقَش لاحقًا مع المعنيّين، علمًا أنّ باسيل الذي يجول على مختلف الفرقاء، لن يتأخّر أبدًا عن الاجتماع بجعجع، رغم الخلاف الكبير معه، متى وجد استعدادًا من الأخير للحوار الصادق والصريح.
هل من لقاء قريب؟
لا يعني ما تقدّم أنّ اللقاء بين جعجع وباسيل بات قريبًا، بحسب ما يؤكد العارفون، الذين يعتقدون أنّ "عقبات عدّة" لا تزال تحول دون عقد مثل هذا الاجتماع، إذ إنّ "مقوّماته" لم تنضج بعد، فكلام جعجع "ضُخّم" برأي هؤلاء، خصوصًا من جانب "التيار الوطني الحر"، لأنّ الأخير أراد أن يتحدّث عن "تراجع" في مقاربة "القوات"، بما يشكّل "اعترافًا ضمنيًا" بإخفاق الاستراتيجية التي اتبعها في الفترة الماضية.
ومن "العقبات" التي تحول دون عقد هذا اللقاء أيضًا، أنّ "القوات" لا تريد أن تترك انطباعًا في أيّ لحظة من اللحظات، أنّها "في وارد" الذهاب إلى "تفاهم معراب" آخر، خصوصًا أنّها تخوض اليوم استحقاق الرئاسة على طريقة "معركة كسر العظم"، بعدما تلت "فعل الندامة" على "التسوية" التي أبرمتها قبل سنوات، ولم تحصّل منها شيئًا، بل تحوّلت إلى "مصدر إدانة" لها من جانب العديد من القوى والجهات التي تدور في فلكها "افتراضيًا".
مع ذلك، ثمّة من يعتقد أنّ الحوار بين الجانبين لا بدّ أن يحصل في نهاية المطاف، باعتبار أنّ "تحرير" استحقاق الرئاسة قد يتطلب في مكان ما التوصل إلى "تسوية" بينهما، من دون أن تكون بالضرورة "نسخة طبق الأصل" عن تفاهم معراب، خصوصًا بعدما أظهرت المعطيات عجز "القوات" عن إيصال رئيس بقدرتها الذاتية فقط، وهو عجز يصل إلى "التيار"، خصوصًا في ضوء خلافه مع حليفه الأساسيّ، "حزب الله"، على الخيار الرئاسي تحديدًا.
قد لا يكون في كلام رئيس حزب "القوات اللبنانية" حول استعداده للقاء رئيس "التيار الوطني الحر"، ما هو "جديد" بالمعنى الواسع للكلمة، بعيدًا عن بعض "الزوايا" التي اختار البعض أن يقاربه من خلالها. إلا أنّ الأكيد، كما يعتبر كثيرون، أنّه يفتح الباب على مصراعيه، أمام ليونة ومرونة قد تكون مطلوبة، إذا كان هناك من يسعى فعلاً إلى إحداث "خرق" على خط انتخابات الرئاسة "الجامدة".
أخبار متعلقة :