خبر

تخوّف من سخّانات المياه على الغاز... والأزمة تصل إلى النظافة الشخصية

كتب فؤاد بزي في "الأخبار":

 

تدفع الأزمة الاقتصادية، المنعكسة على كلّ أوجه الحياة اليومية، اللبنانيين نحو المزيد من الابتكارات والحلول الفردية لأزمات جماعية، من ألواح الطاقة الشمسية التي أتت لتحلّ مكان الكهرباء، مروراً باستخدام الحطب للتدفئة، وصولاً إلى العودة نحو تركيب سخانات المياه التي تعمل على الغاز لتحلّ مكان السّخانات الكهربائية، إذ استورد اللبنانيون عام 2022 سخانات غاز بحوالي 4 ملايين دولار، فيما لم يتجاوز الرقم عام 2021 الـ47 ألف دولار، بحسب إحصاءات الجمارك. 


إلا أنّ الطاقة الشمسية لم تتسبّب في مقتل أحد حتى الآن، على عكس سخانات المياه العاملة على الغاز، التي أدّت حتى اللحظة إلى أكثر من 20 إصابة بالاختناق. وقد توفي من المصابين 4 أشخاص قضوا اختناقاً أثناء الاستحمام نتيجة استنشاقهم غاز "أحادي أوكسيد الكربون". 

 فهذه السّخانات تعمل على حرق الغاز لرفع حرارة المياه بفعالية عالية، ومصروف قليل، إذ تقوم بتسخين أنابيب نحاسية دقيقة، تمر داخلها المياه قبل خروجها من الصنابير (حنفيات)، بالتالي تعطي ماءً ساخناً خلال ثوانٍ فقط، من دون أن نحتاج إلى تسخين كميّة كبيرة من المياه. تقنية سخانات الغاز قديمة جداً في السّوق اللبناني، إذ يعود استعمالها في البيوت إلى ستينيات القرن الماضي، وبعضها لا يزال موجوداً، ولكن معظم اللبنانيين استغنوا عنها منذ نهاية التسعينيات، وتوجّهوا نحو السّخانات الكهربائية، ما أدّى إلى غياب اليد العاملة الماهرة القادرة على تركيب هذه الأدوات باحترافية وفعّالية.

 

الأزمة تصل إلى النظافة الشخصية، بحسب ما كتبت زينب حمود في "الأخبار"، إذ أن ما يمرّ به لبنان من عجز عن تأمين أبسط احتياجات الناس كالكهرباء والمياه النظيفة يجعل نظافة كلّ من يقيم على الأراضي اللبنانية على المحكّ، وقد انعكس ذلك أصلاً في سلسلة إصابات بالكوليرا واليرقان والتسمّم الغذائي، فهل ينتظر القمل والجرب دوره عند الباب؟ 

وكتبت: "إذا قرّرت عائلة أن تشغّل السخان على كهرباء الاشتراك، تحسب حساب كلّ دقيقة لأنها تترجمها دولارات تقتطع على الفاتورة. لذلك، يشغله البعض لوقت قصير فيكون الاستحمام على عجلة، أو يقنّنون في أيام الاستحمام بغية التوفير خاصة عندما تكون العائلة كبيرة. ما يعني أنه مهما كانت الحلول المجترحة، فإنها تقود إلى خطر قلة النظافة: القمل والجرب. وهذا الخطر لم يعد بعيدا."

وبعد استمرار الحكة الشديدة، بحثت سيدة في شعر ابنتها و"صعقت" عندما وجدت حشرات سوداء. لم يكن الاعتراف أنها قمل سهلاً خاصة أنها تعيش التجربة لأول مرة، وتخجل أن تطلب من الصيدلي دواء للقمل. تراجع نفسها وتدرك أنها "أخطأت عندما تقشفت في استحمام ابنتها ظناً منها أنه لا يوجد تعرّق في هذا الطقس:. ثم تتذكر أن الصابون الذي تشتريه "لا ينتج رغوة كافية لكنني طنّشت ذلك لأنه توفيري".

لا يمكن الحديث عن موجة قمل بعد، علماً أنه يصعب إحصاء الحالات المصابة بالقمل لأن الصورة النمطية ترتبط بالوسخ وقلة النظافة، علماً أن "رأساً مقملاً" واحداً قد ينشر العدوى إلى رؤوس صف بكامله. 

 

أما رامح حمية، فكتب في "الأخبار" أنه لا يمكن الحديث عن فارق كبير في السعر بين طن حطب السنديان وبرميل المازوت. فبعد رفع الدعم عن المازوت وارتفاع سعر البرميل (سعة 200 ليتر) إلى 210 دولارات، ويباع في غالبية محطات المنطقة بسعر 230 دولاراً كسوق سوداء (في ظل غياب الرقابة والمحاسبة)، سجّل سعر طن الحطب في المقابل ارتفاعاً لافتاً من 70 دولاراً إلى 200 دولار للطن الواحد المقطع، وهو سعر قابل للارتفاع كلّما زادت المسافة بين المصدر والمستهلك. على الرغم من ذلك، تفضل العائلات البقاعية الحطب.

ساهم ارتفاع سعر الحطب، مع ازدياد الطلب عليه منذ الصيف الفائت، في ارتفاع أسعار وجاقات الحطب، ما دفع بالعديد من العائلات إلى تحويل وجاقات المازوت إلى حطب، كما يؤكد محمد حمية صاحب محل حدادة إفرنجية. ويلفت إلى أنّ كلفة هذا التغيير "تُراوح بين 10 و30 دولاراً، فيما يكلّف شراء صوبيا جديدة ما لا يقل عن 150 دولاراً".

الأمر لم يقتصر على صوبيا التدفئة، بل امتدّ ليشمل قازان تسخين المياه حيث لجأ عدد كبير من الأهالي إلى اعتماد قازان بصوبيا حطب، بدلاً من المازوت، رغم عدم تقبّل بعض النسوة اعتماد الحطب كمادة للتدفئة.

 

أخبار متعلقة :