لا شك أن هناك مشكلة جدية بين حارة حريك وميرنا الشالوحي تتصل بمقاربتين مختلفتين تجاه دور حكومة تصريف الاعمال وملف الاستحقاق الرئاسي، فالامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله متمسك بدعم الحزب لترشيح النائب السابق سليمان فرنجية لاعتبارات لا تجد اي مبرر عند رئيس التيار الوطني الحر، مرورا بعدم مقاطعة حزب الله لجلسات مجلس الوزراء حيث سيحضر الوزيران علي حمية ومصطفى بيرم الى السراي يوم الجلسة كانا قد شاركا في الجلسة السابقة التي وصفها باسيل بأنها إعدام للدستور و تنتزع من صلاحيات رئيس الجمهورية.
العلاقة بين الحزب والتيار الوطني الحر معلقة على حبل رقيق. فقنوات التواصل شبه مقطوعة. والاتصال الذي اجراه مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا برئيس التيار الوطني الحر كان محصورا بواجب تقديم التهنئة بالاعياد، كذلك الامر بالنسبة للاتصال الذي اجراه باسيل قبل نحو عشرة ايام كان للاطمئنان الى صحة السيد نصر الله بعدما اعلن عن اصابته بالانفلونزا، واتصاله ايضا بمسؤول الاعلام في الحزب محمد عفيف للاطمئنان الى صحته بعد العملية الجراحية التي اجراها. وعليه تقول مصادر مقربة جدا من حزب الله ان لا لقاء قريبا بين صفا وباسيل ، وليس صحيحا ما تردد عن لقاء عقد بينهما الاسبوع الماضي.
قال الرئيس السابق العماد ميشال عون " إن التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله منوط بقيادة الحزبين، وهو ليس إطاراً جامداً، ويوم يشعر أحد الجانبين بالحاجة الى إعادة النظر ببعض بنوده فلا شك أنه سيفعل". ترك هذا الموقف أثرا ايجابيا عند حزب الله الذي يترقب مسار الامور، خاصة وان القصف العوني مستمر ضد الحزب من دون ان يحرك باسيل ساكنا، وبحسب ما تقول المصادر نفسها لـ"لبنان24"، ثمة اشخاص في التيار الوطني الحر يمثلون أبواقا لنائب البترون، لا يكفون عن انتقاد الحزب وتوجيه الاتهامات اليه وتحميله مسؤولية العقوبات على باسيل، على عكس شخصيات نيابية وحزبية اخرى تأخد دائما منحى التهدئة وتدعو للحوار. وبالتالي محاولة المقربين من باسيل تربيح الحزب جميلة بين الفينة والاخرى، لن تقدم او تؤخر وغير قابلة للصرف.
لا يريد باسيل تهدئة الجبهة التي افتعلها ضد حزب الله، الذي تقول المصادر مقربة منه، انه ماض في سياسة الالتزام بالصمت تجاه الحملة البرتقالية، فما قاله السيد حسن نصر الله كان كافيا ووافيا تجاه العلاقة مع التيار الوطني الحر، مشيرة إلى ان مصالح الناس وحاجاتها وحقوقها الاساسية تتقدم على التحالفات عند حزب الله الذي من المرجح انه أصبح اكثر اقتناعا انه لم يعد بمقدوره أن يقدم للتيار الوطني الحر اكثر مما قدمه إليه منذ العام 2005 حتى اليوم، فالأخير استفاد من التحالف كثيرا الذي ساهم في وصول الرئيس عون إلى قصر بعبدا وفي تحول باسيل إلى رقم صعب مع تعطيل الكثير من الحكومات من أجل توزيره في الوزارات التي أرادها.
إذن، تتحرك علاقة التيار- الحزب على التوتر العالي والخطورة تكمن إذا لم يذهب الطرفان إلى صيغة جديدة تنقذ الـ 17 عاما، لأن التفاهم لا يمكن احياؤه بصيغتة الحالية. الظروف اختلفت وقد حان الوقت ليعقد الطرفان خلوة طويلة يتفقان خلالها بعد مراجعة بناءة لكل ما سبق الاستمرار في التحالف او فكه.
أخبار متعلقة :