كتب طارق ابو زينب في “نداء الوطن”:
السلام، كلمة تتجاوز الحروف لتجسّد ما يحلم به اللبنانيون لوطن أنهكته الأزمات والحروب، وتعيد الأمل بأن السلام الاجتماعي والإنساني ممكن.
الزيارة البابوية ليست حدثًا عابرًا في روزنامة الوطن، بل محطة مفصلية تأتي في زمن بالغ الحساسية، مع تصاعد المخاوف اليومية بفعل الغارات الإسرائيلية على الجنوب ومرور عام على مواجهة تركت ندوبًا واضحة في الأمن والاقتصاد والذاكرة الجماعية.
الترحيب الشعبي يعكس الاعتدال
ورغم الاختلافات والانقسامات السياسية والمذهبية، برز الشارع السني بموقف يعكس روح الاعتدال والتسامح. فالترحيب الشعبي الواسع بالزيارة البابوية رسالة طمأنة وأمل، خصوصًا في ظل حساسية المرحلة التي تمرّ بها البلاد .
في الأسواق والمقاهي والساحات، أحاديث تُثني على الزيارة باعتبارها مؤشرًا على أن لبنان، رغم تحدياته، لا يزال قادرًا على جذب أنظار العالم بوجهه الحضاري والإنساني والديني المنفتح.
أضاءت زيارة البابا صيدا
وأشار رئيس غرفة التجارة العربية في البيرو، قنصل لبنان الفخري حامد أبو ظهر، في حديث لـ “نداء الوطن”، إلى أن الزيارة جاءت في زمن يعلوه القلق والاضطراب لتمنح لبنان لحظة طمأنينة نادرة.وقال إن صيدا، بتاريخها العريق وانفتاحها الدائم على العالم، تستقبل قدوم البابا بقلوب مطمئنة، وترى في حضوره رسالة مباشرة لإعادة ترميم الثقة بين اللبنانيين وبين أنفسهم، وبينهم وبين محيطهم العربي والدولي.
وأضاف أن أبناء المجتمع الصيداوي، بمختلف مكوّناتهم، لمسوا في هذه الزيارة دعوة لاحترام الجميع بلا تمييز ديني أو طائفي، مؤكدًا أن البابا يحمل رسالة تتخطّى الطوائف، وتفتح نافذة جديدة للحوار الضروري الذي يحتاجه الوطن للخروج من دائرة الأزمات نحو حلول تتجاوز التقليدي والمألوف.
زيارة البابا تعيد الأمل وتؤكد روح التعايش
كما عبّرت الإعلامية لينا دبسي،لـ “نداء الوطن” عن تقديرها العميق لهذه اللحظة التاريخية، مؤكدة أن زيارة البابا تتجاوز البروتوكول واللقاءات الرسمية. وأضافت أن اللبنانيين، بمن فيهم أهل بيروت والشارع السني، يستقبلون الزيارة كنافذة أمل تعيد إحياء فكرة الوطن الجامع، مشيرة إلى أن لبنان بتنوعه مساحة سلام وروحانية يمكن أن تُلهم المنطقة، وأن الحضور البابوي يعكس الاهتمام الدولي ويفتح بابًا نفسيًا قبل السياسي، ويعيد الضوء إلى وطن عاش طويلًا في العتمة.
طرابلس والرسالة الإنسانية
ومن الشمال، أكد المحامي أمين بشير لصحيفة “نداء الوطن” أن زيارة البابا تتجاوز الإطار البروتوكولي لتلبي الحاجة الوطنية للتهدئة وإعادة بناء الثقة بين مكوّنات المجتمع. وأضاف أن طرابلس ترى في الزيارة رمزًا للسلام العابر للطوائف، ورسالة بأن لبنان قادر على التعايش حين يسود الحوار على لغة الانقسام، مشددًا على أن العدالة والكرامة وحق الإنسان في الحياة الهادئة قيم مشتركة لا تحتاج إلى توقيع سياسي. وختم بالقول إن الزيارة قد تكون بداية لمرحلة عنوانها استعادة الإنسان قبل الدولة .
زيارة البابا فرصة لإحياء الأمل
كذلك، صرحت الناشطة رائدة الصلح، عضو لجنة أهالي الموقوفين في السجون اللبنانية، لـ “نداء الوطن”، بأن رسالتها من أهالي السجناء تأتي بمناسبة زيارة البابا لاوون إلى لبنان، داعية إلى إعلان لبنان أرض سلام.
وقالت الصلح: “باسمنا، وباسم جميع السجناء الذين يشاركوننا المعاناة ذاتها داخل السجون اللبنانية، نلتمس منكم أن تنقلوا صوتنا إلى فخامة رئيس الجمهورية، وإلى حضرة البطريرك الراعي، وإلى حكومتنا الموقرة، داعين إلى إصدار عفو عام شامل يطال جميع السجناء. نحن نتوق إلى مصالحة وطنية حقيقية في بلدنا، مصالحة تُغلق الصفحات المؤلمة من الماضي وتعيد لبنان إلى ما كان عليه دائمًا: أرض سلام وتعايش يعيش فيها جميع أبنائه بأمان وطمأنينة بين عائلاتهم وأحبائهم”.
زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان رسالة أمل لكل اللبنانيين، إنها لحظة تاريخية تؤكد أن الأمل لا يزال حاضرًا في وطن أنهكته الأزمات لكنه لا يزال ينبض بالحياة.
أخبار متعلقة :