شدّد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل، ضمن فعاليات الذكرى الخمسين لتأسيس بيت المستقبل، على “أهمية الدور الفكري والمؤسساتي الذي لعبه المركز منذ تأسيسه”، لافتًا إلى أنه “في ظل القصف والمعارك والتحديات الكبيرة، وفي وقت كان الجميع منشغلاً بالصراعات والحروب التي عاشها لبنان، كانت مجموعة بقيادة الرئيس أمين الجميّل تفكّر وتوثّق وتقترح الحلول بطريقة بنّاءة، بعيدًا عن العنف والانقسامات”.
وأضاف الجميّل: “بعد خمسين عامًا على تأسيس بيت المستقبل، نتعهّد بمزيد من العمل والنشاطات والمساهمة في كل مرحلة من تاريخ لبنان لوضع حجر الأساس للمستقبل”.
وتوقف عند قرار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بتعيين السفير سيمون كرم لترؤس الوفد اللبناني في المفاوضات مع إسرائيل، مذكّرًا بأن “الرئيس أمين الجميّل اتخذ قبل 43 عامًا، خلال الاحتلال الإسرائيلي، القرار نفسه بالذهاب إلى المفاوضات لتحرير الأرض”، مؤكدًا أن “ما يُسمّى “اتفاق 17 أيار” هو في جوهره اتفاق لجلاء الجيش الإسرائيلي عن لبنان”.
وأعرب عن “أسفه لأن البعض استخدم الاتفاق في مقاربات داخلية ضيّقة وحسابات سياسية صغيرة”، معتبرًا أن “الاتفاق آنذاك كان أفضل بكثير من اتفاق وقف إطلاق النار الحالي واتفاق ترسيم الحدود البحرية، رغم كل حملات التخوين والتشويه”.
وتابع: “لو واكب الجميع الاتفاق يومها وحافظوا عليه، لكانت انتهت المأساة منذ ذلك الحين، ولكان لبنان اليوم يواكب نهضة العالم العربي بدل التأخر عنها. للأسف أضعنا 43 عامًا للوصول إلى نفس الخطوات والكلمات والمفاوضات”.
وأكد الجميّل أن “اللحظة اليوم تتطلب شجاعة الذهاب إلى النهاية في استعادة الدولة وسيادتها وحصر السلاح ووقف وإقفال جبهة الجنوب”، مشيرًا إلى أن “اللبنانيين يعيشون الأزمات منذ العام 1969، وأولادهم يكبرون في ظل الحرب والاستقرار، وحان الوقت لوقف هذا المسار”.
وقال: “هدفنا بناء السلام. وأستعيد هنا قول الرئيس الجميّل في بداية عهده: اعطونا السلام وخذوا ما يدهش العالم. ونحن في العام 2025 نؤكد من بيت المستقبل أن لبنان، عندما يعمّه السلام، يملك كل الطاقات ليكون دولة اقتصادية متقدمة، فليس بين الدول الصغيرة من يملك قدراتنا وثرواتنا البشرية والطبيعية والمناخية”.
ولفت إلى أن “نجاح مسار رئيس الجمهورية يتطلب تعاون الجميع، وإرادة واضحة بـ حصر السلاح وحلّ الأزمة في الجنوب”، مؤكداً: “نحن قادرون على بناء أجمل بلد في العالم إذا وضعنا يدنا بيد بعضنا البعض، وهنا يأتي دور بيت المستقبل في التخطيط الاستراتيجي ورسم السياسات، ودور الجيل الجديد في التفكير للمستقبل”.
وختم الجميّل موجّهًا التحية إلى الرئيس أمين الجميّل، قائلاً: “هو من بدأ مسيرته بالدفاع عن لبنان من الخطوط الأمامية، وهو رجل مفكّر ومقدام وعنيد وثابت. يفكّر بلبنان دائمًا ويدافع عنه، وناضل طوال حياته وقدم التضحيات الكبرى، من صحته إلى عائلته ونجله الشهيد، في خدمة هذا الوطن”.
أخبار متعلقة :