وقال: “نحيي كذلك موقفكم ومطالبتكم المحافل الدولية بعودة النازحين السوريين الى وطنهم عودة سريعة ومشجعّة تواكبها المساعدات الدولية حفاظا على كرامتهم الانسانية. وتوقّفنا كذلك على مشاركة طائفتنا في الحكومة العتيدة. تعلمون يا فخامة الرئيس ان طائفتنا ليست من الطوائف المؤسِسة للبنان فقط بل قد لعبت على مدى تاريخه ادوارا رئيسة في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية والامنية وغيرها، وهي بفضل ذلك من العوامل الاساسية لتوفير الاستقرار والازدهار في لبنان ولخلق لغة الحوار والوسطية والانفتاح. نحن على يقين بأنكم اعطيتم طائفتنا في الحكومة ما تستحق وبأنكم تعطونها على قدر هذا التاريخ اللامع وعلى قدر حضورها الفعّال في الحياة اللبنانية.”
وختم بالقول: “فخامة الرئيس، نعود فنشكركم ونؤكد لفخامتكم ان كنيستنا من اجل لبنان قوي، ثابت، ناجح، وانها الى جنبكم في سعيكم الى ذلك. نحن نواكب عملكم بالصلاة ونهنئكم بعيد شفيعكم الملاك ميخائيل الذي احتفلنا بتذكاره اول من امس، وندعو لشخصكم الكريم بالعافية وطول العمر.”
ورد الرئيس عون بكلمة رحّب فيها بالبطريرك العبسي ووفد الاساقفة المرافق، معربا عن سعادته لاستقبالهم، وقال: “ان اللقاء بكم يفرحنا لأنه كلّما اجتمعت الكنائس الشرقية، سواء على مستوى كل طائفة او مجتمعة مع بعضها البعض، فذلك يضفي عليها حصانة. وانا مهتم بشكل خاص في هذا الموضوع. ونحن نتطلع الى ان تتم مثل هذه اللقاءات، وان تجري بصورة خاصة في لبنان، لأننا نؤمن بأن هذا هو المكان الوحيد في الشرق الذي فيه بعد مرجعية مسيحية في السلطات المدنية.”
واضاف: “انّ كافة الامور تهمّنا سواء كانت صغيرة ام كبيرة. وبالنسبة الى ما جرى في مخيم المية ومية، فلقد سارعنا بداية الى التهدئة وتاليا الى ايجاد حل. لكن الاحداث تتسارع اليوم من اجل حلول غير مقبولة منّا وغير عادلة، حيث يسعى البعض الى توطين الفلسطينيين حيث هم. وهذا الامر اذا ما حصل سيكون بمثابة اكبر مجزرة للعدالة في العالم. واليوم نحن في تباين مع الامم المتحدة، لأنها لا تشجع على اعادة اللاجئين السوريين الى بلدهم الا بعد ان يتساوى الحل السياسي مع الحل الامني، على الرغم من ان الامن قد استتب في سوريا، والحكم السوري يتصالح مع الذين حملوا السلاح ضده، في الوقت الذي نرى فيه ان معظم اللاجئين هم من الذين هربوا من السلاح ومن الحرب.”
وقال: “نحن نتطلع الى ان تسعوا جميعا، اينما كنتم، للتوصل الى الحل القائم على عودة اللاجئين الآمنة والطوعية. لكن ربط الحل السياسي بالعودة، هو امر خطير جدا. ونحن نستعيد دائما مثلين سبق ان عايشناهما: منذ العام 1974 مع الازمة القبرصية بين القبارصة الاتراك والقبارصة اليونانيين، حيث لجأ القبارصة اليونانيون الى لبنان. ولكن مع استتباب الهدؤ الامني عاد الجميع الى ممتلكاتهم ولم يبق منهم احد هنا، على الرغم انه، وبعد 44 سنة، لم يتم التوصل بعد الى حل سياسي لقضيتهم. فكيف بالاحرى بالنسبة الى الفلسطينيين الذين ينتظرون منذ 77 سنة الحل الساسي لقضيتهم ولم يعد اي احد منهم الى بلاده؟ من هنا فإن التسويف في اعادة اللاجئين السوريين الى سوريا مخيف، لا سيما وانهم يحاولون الانخراط في العمل في لبنان، وهذا امر يمنحم ترغيبا للبقاء حيث هم.”
وتابع: “امّا في موضوع تأليف الحكومة، فإننا لن نترك جهدا الّا وسنبذله في هذه المرحلة، من اجل حل تعقيدات تشكيل الحكومة. وهذا يتطلب شجاعة وصبرا لنصل الى الخواتيم. وبالنتيجة فإننا سنجد الحل لأن الانتظار هو خسارة للوقت، والوقت هو جزء من عمر الوطن كما من عمر الافراد. فعوض ان يكون هذا الوقت حيا وننتج في خلاله، يصبح ميتا ويضاعف من المشاكل.”
وختم بالقول: “أدعوا لنا بصلاتكم كي يوفقنا الله في هذه المسيرة ويوفقّكم جميعا ويتمّم اعمالكم بالنجاح.”