خبر

لبنان فوق فوهة اضطراب سياسي

وإذ شدّد على ان لا إيران ولا سورية لهما علاقة بعقدة توزير السنّة الموالين لـ حزب الله، توجّه بتهكّم الى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الذي كان اتّهم طهران بأنها “تعاقبنا” بتأخير ولادة الحكومة، قائلاً: “حين أخّرتم انتم والقوات اللبنانية الحكومة 4 و5 أشهر هل كانت إيران تعاقب؟ واذا كانت هذه قراءتك فـ ظبّط الانتينات يا وليد بك مش ظابطة معك. بدّك تروق شوي وتنتظر الى اين سيصل هذا الموضوع”.

وأضاف: “ليسمع الجميع سنبقى مع حلفائنا سنة وسنتين والف سنة والى قيام الساعة (…) ولسنا طرفا بالمفاوضات وحل المشكلة عند الرئيس الحريري، وبالامس التقيت الوزير باسيل وقلتُ إننا لا نطلب منه ولا من الرئيس عون شيئاً… الآن انتم تحاولون ايجاد حل، ممتاز، ولكن لسنا طرفاً بالتفاوض فالقرار عند النواب الستة وفاوِضوهم وحاوِروهم وما يقبلون به نسلّم به… ونقطة على اول السطر”، داعياً الحريري “إذا جنابك تريد حكومة فهذه الطريقة بالتحريض المذهبي والطائفي لا تغيّر موقفنا ولا التزاماتنا بل توتّر البلد… وعندما يتصل الاخوان الستة بنا ويقولون لنا “فيكم تعطوا الأسماء” نعطيها للرئيس المكلف ونقطة على اول السطر”.

وجاء كلام نصر الله غداة لقائه باسيل الذي كان أعلن “بدأنا العمل لإيجاد حلّ للعقدة السنية – الشيعية والحلّ يبدأ بالعودة الى المعايير والى مبدأ عدم احتكار الطوائف والمذاهب والأخذ بالاعتبار الكتل الفعلية وطريقة تمثيلها.. ولو أننا غير معنيين بحل العقدة السنية – الشيعية لكننا معنيون بالمساهمة في الحل”.

وتوقفت أوساط سياسية عند موقف باسيل الذي بدا من خلاله (في الشقّ الذي ربط فيه التمثيل في الحكومة بكتلٍ) وكأنه يحاول ان يوازِن بين عدم الانسحاب من دعم الحريري في رفْضه القاطع تمثيل اي من النواب الستة، وهو ما كان عبّر عنه بوضوح الرئيس عون حين اعتبر ان هؤلاء أفراد وتنتمي غالبيتهم الى كتل ممثَّلة في الحكومة، وبين الاقتراب من حزب الله في محاولة لتدوير الزوايا.

وفي رأي هذه الأوساط ان النبرة العالية جداً لنصر الله عكستْ صعوبة تَصوُّر إمكان إيجاد حل وسط قريباً في ظل ارتفاع منسوب التحدي المتبادل مع الحريري الذي كان نقل عنه تلفزيون “المستقبل” في مقدمة نشرته الإخبارية مساء الجمعة انه “لن يتراجع عن موقفه المعلن ولن يسلّم تحت اي ظرف بوجود أي وديعة للمخابرات السورية على طاولة مجلس الوزراء”.