تصاعد القلق لدى اللبنانيين من تفجر الاحتقانات في الشارع تكشف البلد على محاولات إشعال الفتنة. فمع تداعي كل المساعي والاقتراحات لفك الطوق عن التشكيلة الحكومية، أعربت أوساط سياسية مطلعة لـ”القبس” أنه بات يُخشى من أن تطال انعكاسات الأزمة المنظومتين السياسية والاقتصادية، إلى الوضع الأمني، الممسوك حتى الآن، ولكن انفلاش الأزمة قد يعرضه إلى بعض الاهتزازات.
وتضيف المصادر أن كلام النائب جهاد الصمد (سُنة 8 آذار) عن حل متاح لتأليف الحكومة عبر تنازل التيار الوطني الحر عن الثلث المعطل، حيث أعلن أن “الحكومة يمكن أن تتشكل اليوم إذا قبل جبران باسيل بـ10 وزراء بدلاً من 11، على أن نتمثل بوزير واحد”، افتتح معركة أخرى أطرافها هذه المرة من الحلفاء المفترضين أي التيار الوطني الحر من جهة وحزب الله من جهة أخرى، وإن تكن واجهتها عقدة توزير النواب السنّة، حيث كان الصمد أوضح أن رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا النواب السنّة المستقلين إلى عدم التصعيد وليس إلى التنازل، لافتاً إلى أن “ما سرب من مبادرات قديم ومرفوض”، وأن “النواب الستة لن يتنازلوا عن حقهم بتوزير شخصية منهم”، منبهاً إلى أنه “من الممكن أن يصعدوا للمطالبة بأكثر من وزير”.
وترى الأوساط أن تمثيل نواب سُنة 8 آذار الذين “يديرهم” حزب الله ويوظفهم في معركته خلفيتها على ما اتضح هي منع حيازة أي من الأفرقاء، ولو كان التيار الوطني الحر، حليف الحزب، على الثلث المعطل وحده. وتضيف الأوساط أن التيار الوطني الحر لم يخف امتعاضه من كلام الصمد و”معلميه”، ورأى فيه إطاحة بجهود باسيل، في وقت تستغرب أوساط التيار الهجوم المسبق على هذه الجهود من جهات لا تعرف مضمون الأفكار المطروحة للحل باستثناء رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وفي ظل تشدد حزب الله وصمود الرئيس المكلف سعد الحريري على موقفه، ترجح الأوساط أن الأمور سائرة نحو التصعيد، بدليل لجوء حزب الله إلى استخدام كل “خلاياه النائمة” في محاولة لتطويق الحريري.
وفي الإطار، علّق مصدر قيادي في “تيار المستقبل” على تكرار “سنّة حزب الله” معزوفة طلب اللقاء مع الحريري بالقول: “كيف يمكن للرئيس المكلف أن يستقبل مجموعة نواب وهناك في صفوفها من يتهمه بالعمالة للمحور الأميركي الإسرائيلي.. أشخاص من هذا المستوى لن يطأوا بيت الوسط”.