خبر

استشارات جديدة للتكليف؟

ظل الداخل يتخبط بأزماته المتعددة، في ظل استمرار التعثر في تأليف الحكومة، على رغم كل ما يطرح من حلول وأفكار.

وتشير المعلومات الى ان لا نتائج متوقعة لأي تحرك بغية حل العقدة الحكومية قبل حصول حلحلة ما في الوضع بين الولايات المتحدة الاميركية وايران.
وفي السياق، رأت اوساط سياسية “انّ كل الاتصالات الجارية هي لملء الوقت، ولكي لا يقال لماذا لا يتحرك المسؤولون في ظل الجمود الحكومي؟”، وقالت لـ”الجمهورية”: “انّ الحلول المطروحة، كتوسيع الحكومة لتصبح من 32 وزيراً أو من 36، ليست بحل، بل هي حلٌ أقبح من أزمة”.

وأضافت هذه الاوساط “انّ الرئيس المكلف سعد الحريري ليس ضد عدد الوزراء، إذا كانت الحكومة من وزيرين او من 100، فهو لن يقبل بتوزير النواب السنّة لأنه يعتبر ان في توزيرهم خرقاً من حزب الله وايران للبيئة السنّية ونقطة على السطر”. واعتبرت أنه مع إصرار حزب الله على توزيرهم ورفض الحريري لهذا التوزير، يتأكّد انّ القصة هي أبعد من كتلة نيابية أو وزارية، بل هي قصة صراع شيعي ـ سني في البلد. واستبعدت ان يقدّم أي طرف أيّ تنازل في الفترة الراهنة.

في الموازاة، لم يلمس من التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في الساعات الـ24 الاخيرة، تفاؤلا لديه بأي حلول قريبة، فهو يؤكد ان لبنان سيخرج في النهاية من المحنة الحالية، إلّا أنه لا يرى ان هذا الخروج سيكون سريعاً.

وفي الحراك الحكومي، زار رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل مساء أمس بيت الوسط، واكتفى بالقول بعد لقائه الحريري: لقد جرت متابعة الحلول المطروحة لتشكيل الحكومة، ولن نهدأ قبل ان نجد الحل المناسب.

وعلمت “الجمهورية” انّ الساعات المنصرمة شهدت حركة مكثفة حول الملف الحكومي، توزّعت خلالها المشاورات بين بعبدا وعين التنية وبيت الوسط.
وفيما لوحظ انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري ينتظر ما ستؤول إليه هذه المشاورات، برزت مواقف لافتة لعون عكست وجود ضيق شديد لديه من تأخير تأليف الحكومة. ونقل زواره عنه قوله “انّ الوضع لم يعد يتحمل، ولا يمكن البقاء على هذا المنوال”، وأكد انه لن يستمر في الانتظار طويلاً.

ولمس زوّار عون عتباً لديه على الحريري لأنه لم يُبد موقفاً نهائياً من اقتراحات حلول عُرِضت عليه لإطلاق العجلة الحكومية، ومن بينها اقتراح تشكيل حكومة من 32 وزيراً، الذي يشكّل أكثر من غيره حلاً للعقدة التي تعوق التأليف.

ونقل زوار عون عنه قوله “انّ الوضع شديد السوء، ولا يقبل أن تتأخر المعالجة”، مؤكداً انه لا يستطيع تحّمل وزر هذا الوضع وهذه الأزمة، وأنه يريد تأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن.

وأضاف هؤلاء الزوار انّ عون يحرص على تحقيق اختراق في جدار التأليف خلال الايام القليلة المقبلة، مُبدياً عدم رضىاه على سفر الحريري الى فرنسا في 9 الجاري، ومفضّلاً له البقاء في لبنان للتركيز بكل الطاقات على توليد الحكومة، وسائلاً كيف يمكن للرئيس المكلف ان يسافر بلا حكومة؟

وأكد عون امام زواره ايضاً أنه في حال استمر هذا الوضع على ما هو عليه، فإنه سينزل الى مجلس النواب ويوجّه إليه رسالة تفتح الباب امام إجراء استشارات جديدة للتكليف، الأمر الذي فَسّرته مصادر مطلعة على انه رَفع مفاجىء لصوت رئيس الجمهورية من أجل تشكيل الحكومة تجاه الرئيس المكلف.

وعلمت “الجمهورية” انّ موقف عون هذا، وخصوصاً لجهة توجيه رسالة الى المجلس واعادة فتح ملف التكليف، تلقّاه الحريري من مصادر عدة، وكان صداه سلبياً لديه، إذ انعكس توتراً بينهما، إمتد الى اللقاء المسائي بين الحريري وباسيل الذي لم يحقق اي خرق على جبهة التأليف، وفق معلومات توافرت لـ”الجمهورية” في هذا الصدد.