خبر

الوزير السني من حصة الرئيس وصديق حزب الله

 

بارقة أمل، لاحت بقرب ولادة الحكومة قبل نهاية هذا الشهر، بعد طول تأزم وانتظار، بحيث بدا أن العاصفة السياسية التي اجتاحت ‏الملف الحكومي كانت مقدمة للصحو الموعود.‏

وفي معلومات “الأنباء” أن رئيس الجمهورية ميشال عون وافق أن يكون الوزير السني المحسوب على فريق سنة 8 آذار من حصته، ‏وأن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وافق بدوره، شرط الا يكون احد هؤلاء النواب الستة وبدا أن حزب الله اعطى الضوء ‏الأخضر في هذا الاتجاه.‏

مصادر مواكبة، لفتت عبر “الأنباء” إلى شروط حزب الله إلى ما بعد تشكيل الحكومة، وبعضها صعب على الرئيسين ميشال عون ‏وسعد الحريري وبعضها الآخر مستحيل وذكرت بشروط عون ومضمونها تعهد حزب الله بعدم إطلاق عقدة جديدة في حال تم حل عقدة ‏توزير فريق 8 آذار السني، وخلصت المصادر إلى الإعراب عن الخشية من أن التوافق الحاصل مجرد “جرعة أمل” لتمرير الأعياد.‏

وكان عون مهد للأمر بالقول: “إذا بقينا على ما نحن عليه، فبالتأكيد نحن سائرون نحو المهوار”.‏

وقد لاقاه في نظرته التشاؤمية هذه رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي اعتبر أن الوضع لم يعد يحتمل لا سياسياً ولا اقتصادياً ولا ‏يجوز أبدا ان نكمل بهذه الطريقة.‏

وكان النواب الستة، ومن يقف وراءهم يصرون على اعتراف رئيس الحكومة المكلف بهم، من خلال استقبالهم والتشاور معهم الأمر ‏الذي يرفضه الحريري، الذي يرى ان وراء الأكمة ما وراءها، من شروط وتعقيدات، لا يستطيع القبول بها أو مماشاتها، لا هو ولا ‏حتى عون، الذي بدأت أوساط تياره السياسي تتحدث عن الكلفة المرتفعة لتفاهمه السياسي مع حزب الله وفريق ما يعرف بـالممانعة. ‏والشروط المسربة لتسيير الحكومة هي:‏ ”

‏- إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع النظام السوري، بمعزل عن قرار الجامعة العربية، ومن ثم دعوة الرئيس الأسد للمشاركة في قمة ‏التنمية الاقتصادية العربية في بيروت، الشهر المقبل.‏

‏- تحديد موقف حكومي لبناني رسمي واضح من العقوبات الأميركية على حزب الله.‏

– وضع استراتيجية دفاعية تشرعن «المقاومة» ودورها على غرار ما أصبح عليه «الحشد الشعبي» في العراق مادامت اسرائيل في ‏الوجود”.‏

طبعاً، هذه الشروط المسربة ستكون محور المراجعة والتقديم في اللقاء المنتظر بين الرئيسين عون والحريري، فور عودة الأخير من ‏لندن، حيث أجرى مباحثات حول الاستثمار في لبنان، وحضر حفل تخرج ابنه البكر حسام، من كلية «سانت هيرست» العسكرية ‏البريطانية الشهيرة.‏

واستبقت المصادر المواكبة لمبادرة الرئيس عون لقاءه الحريري بنفي ما يتردد عن مطالبة رئيس الجمهورية بالثلث المعطل في ‏الحكومة.‏

زوار رئيس الجمهورية ميشال عون نقلوا عنه قوله: ان “الضغوط هائلة علينا، والمخاطر التي تهددنا لا يمكن الاستهانة بها، أو ‏الوقوف مكتوفي الأيدي حيالها، حتى أننا اصبحنا امام خطر وجودي، وإن بقينا على ما نحن عليه فإننا سائرون إلى الهاوية، والمطلوب ‏أن نتعاون جميعا بأعلى مقدار من المسؤولية”.‏

من جهته، رئيس مجلس النواب نبيه بري، بدا أمس السبت أكثر قلقاً، وهو ابلغ زواره قوله: “البلد يسقط من بين أيدينا، لا أستطيع أمام ‏هذا الوضع إلا أن أكون مستاء إلى حد الغضب، الوضع لا يحتمل والكل يتفرج”.‏

رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، لاحظ كما يبدو، ثقل الحملة على الرئيس المكلف سعد الحريري، وخصوصاً اتهامه بالعناد ‏والمكابرة من قبل بعض الحلفاء، قبل الخصوم، ويمكن اختصار موقفه من قوله لصحيفة “الجمهورية”: ما حدا بيسترجي يستغني عن ‏الحريري”.‏