ألقت الممثلة الدائمة للبنان لدى الأمم المتحدة السفيرة أمل مدللي كلمة في نيويورك حول “الوضع في الشرق الأوسط”، قالت فيها: “اسمحوا لي في البداية أن أهنئكم، والكوت ديفوار على رئاستكم بجلسة هذا الشهر الذي من المفترض أن يجلب السلام للجميع على الأرض. ولكن للأسف، يبدو أن بلدي لبنان محكوم عليه بأن يكون ضحية للتهديدات المستمرة والصراع والألم. بينما اللبنانيون منشغلون بالتحضير لعيد الميلاد، والاحتفال بميلاد الأمل، هم اليوم قلقون وخائفون من المستقبل إذ يسترجعون ذكريات العدوان والغزوات الإسرائيلية والإحتلال المستمر لأراضي لبنانية. ويتساءلون ما إذا كان كل ما يجري مؤخرا مجرد تمهيد لعدوان آخر عليهم. لا ينبغي لأحد أن يلومهم سيدي الرئيس. لقد شهد لبنان 4 غزوات إسرائيلية مدمرة في السنوات الأربعين الماضية، ما أسفر عن مقتل الآلاف من المدنيين وجرح الآلاف منهم، فيما دمرت البنية التحتية للبلد، وعاش الشعب اللبناني سنوات صعبة ما زالت حتى اليوم ترمي بثقلها عليهم. وها نحن اليوم نشهد حالة متقلبة أخرى تتمحور هذه المرة حول الأنفاق. وقد أكد لبنان بشكل واضح وصريح أنه ليست نيته الدخول في صراع جديد”.
وأضافت: “وبالفعل، أكد الرئيس ميشال عون فور التداول بالخبر، وبشكل لا لبس فيه، التزام لبنان بالقرار 1701 حرفيا وكاملا. وهذه ليست مجرد كلمات لأن هذا الالتزام يصب في مصلحة بلدي وشعبي. ولهذا السبب أيضا عبر الرئيس عون عن اهتمام لبنان بالحفاظ على الأمن والاستقرار في الجنوب وعن استعداده للعمل مع المجتمع الدولي لمعالجة القضايا التي أثارها مجلس الأمن في اجتماعه الأخير حول لبنان. ولقد أوضح الرئيس عون أن لبنان ليس لديه أي نوايا عدوانية. هذا الالتزام نفسه كرره الرئيس المكلف سعد الحريري عندما قال لقائد قوة اليونيفيل الجنرال ديل كول خلال لقائهما أن لبنان لا يزال ملتزما بالتنفيذ الكامل للقرار 1701 وباحترام الخط الأزرق. وقد أكد الرئيس المكلف أن الجيش اللبناني هو السلطة الوحيدة المسؤولة عن الدفاع عن سيادة لبنان، وهو يتعاون مع اليونيفيل وسيسير دوريات لمعالجة أي خلل في تنفيذ القرار 1701 من الجانب اللبناني. بعد هذا التصريح، وبناء على طلب من الحكومة اللبنانية، انتشر الجيش اللبناني بكثافة في منطقة العمليات للتأكد من أن 1701 يلتزم به بشكل صارم”
وتابعت: “وقد أشار الرئيس والرئيس المكلف إلى أن إسرائيل تتحمل هي أيضا مسؤولية في إثارة الصراع من خلال انتهاكاتها اليومية للسيادة اللبنانية. وبالفعل، تكمن المشكلة الحقيقية بالانتهاكات المستمرة لسيادتنا عن طريق البر والجو والبحر، في تناقض تام مع القرار 1701، ولكن أيضا في انتهاك فاضح لميثاق الأمم المتحدة، المادة 2 (م 4)”.
وأردفت: “سيدي الرئيس، لم ترتكب الدولة اللبنانية أي انتهاكات، على عكس الحكومة الإسرائيلية. ويصل عدد الانتهاكات الإسرائيلية إلى 1800 سنويا. في الأشهر الأربعة الأخيرة، بلغت هذه الإنتهاكات معدل 150 في الشهر. علاوة على ذلك، اخترقت إسرائيل الأجواء اللبنانية خلال الأشهر الأربعة الأخيرة بمعدل 84 انتهاكا يوميا، وكلها موثقة من قبل اليونيفيل. هذا إضافة إلى انتهاك شبكة الاتصالات اللبنانية، وإرسال رسائل تهديد إلى المواطنين اللبنانيين وبث الخوف والذعر بين السكان. وقد أرسلنا التقارير إليك سيدي وإلى الامين العام في رسالة رسمية في 6 كانون الأول، فقط تخيلوا أعضاء المجلس الكرام، لو أردنا الدعوة إلى اجتماع مجلس أمن في كل مرة تنتهك فيها إسرائيل سيادة لبنان منذ عام 2006، لكنا احتجنا إلى العمل على مدار الساعة من أجل معالجتها. لقد تعامل المسؤولون اللبنانيون مع مشكلة الأنفاق بكل جدية خوفا من أن تستخدمها إسرائيل كذريعة لتهديد استقرار لبنان”.
وقالت: “أكد الرئيس المكلف لقائد قوات اليونيفيل أنه يجب على الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤوليتها في مواجهة الانتهاكات اليومية من قبل إسرائيل. وقد دعا الحريري المجتمع الدولي إلى “كبح التصعيد الإسرائيلي واحترام الخط الأزرق والتنفيذ الكامل للقرار 1701″. ونحن نكرر هذه الدعوة من على هذا المنبر، ونطالب بنزع فتيل الخلاف لمصلحة السلام والهدوء على حدودنا”.
أضافت: “سيدي الرئيس، ما يعتبره رئيس الوزراء الإسرائيلي دفاعا عن النفس، نراه نحن كتهديد للبنان. وعندما تحلق الطائرات الإسرائيلية على ارتفاع منخفض أو تخرق جدار الصوت، يشعر الناس بوطأة الانتهاكات الإسرائيلية. نحن جميعا نعرف تماما كيف أن ما يسمى بالحق الإسرائيلي في الدفاع الوقائي عن النفس – وهو أمر ليس له أساس لا قانونيا ولا دوليا، يستخدم لتبرير الأعمال العدوانية غير المشروعة والغزوات”.
وختمت: “سيدي الرئيس، هناك طريقة بسيطة للحفاظ على الهدوء على الحدود: الالتزام بالقرار 1701 من كلا الجانبين، وليس فقط من قبل لبنان. والانتقال من وقف الأعمال العدائية إلى وقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة ورفع اليد عن المياه الإقليمية المتبقية. الصحافة الإسرائيلية مليئة بالأسئلة حول توقيت وهدف هذه الحملة الإسرائيلية. لكن، رغم أن لبنان لا يهتم بالسياسة الداخلية الإسرائيلية، إلا أنه يرفض أن يستخدم كرهن في سياسة القوة الإسرائيلية. لبنان مهتم بالحفاظ على الهدوء على أراضيه والعيش في سلام وأمن. هل نطلب الكثير سيدي الرئيس؟ أشكرك سيدي الرئيس”.