رأى الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي أن هناك إيجابية خفيّة في كل المشهد السياسي السلبي وتعثّر تشكيل الحكومة، يتجسد في بداية تفكك ما يُعرف بـ”تفاهم مار مخايل” بين حزب الله والرئيس عون.
وقال في تصريح: “في الواقع، شكّل هذا التحالف خلفية دائمة وصلبة لكل الأحداث والتطورات التي خرّبت التوازنات والعلاقات بين القوى السياسية والطوائف، منذ الاعتصام وتطويق سراي الحكومة 2006 وحرب تموز وانقلاب الدواليب 2007، مروراً ب 7 أيار 2008 والتحالف مع النظام السوري وفراغات السلطة التنفيذية، وصولا إلى إسقاط حكومة الرئيس الحريري 2010، والتنصل من إعلان بعبدا 2012، وتفريغ الرئاسة الأولى لمدة سنتين ونصف من أجل فرض مرشح أوحد”.
وأضاف إن “كل هذه الانتكاسات والسلبيات حصلت لقاء ثمن واحد تمسك به حزب الله هو الغطاء المطلق لسلاحه المنصوص عليه في البند الأخير من ورقة التفاهم، والواضح الآن أن الأولوية لم تعد لهذا الغطاء بل للقرار الإيراني في مواجهة العقوبات والضغوط على نفوذ طهران في سوريا والعراق واليمن، فاختل توازن “التفاهم” بمنع عون وتياره من الحصول على الثلث المعطّل في الحكومة”.
وتابع: “فعلى قاعدة ربّ ضارّةٍ نافعة، هناك مصلحة وطنية عامة في اختلال ذاك التفاهم خصوصاً في بنده العاشر الأخير. وتقوم هذه المصلحة على أساس إعادة التوازن الفعلي بين المكونات اللبنانية خارج غلبة السلاح، ويتم إنتاج الحكومة وسائر السلطات بمنطق الدستور والأعراف المتبعة وغير المستحدثة”.