ألقت الانقسامات بين الدول العربية بشأن سوريا والنزاعات الداخلية في لبنان بظلالها على القمة التنموية التي ستعقد في بيروت مطلع الأسبوع مع إلغاء العديد من الزعماء لمشاركتهم بعد أن كانوا يعتزمون القدوم إلى بيروت.
وقال مصدر في اللجنة المنظمة إن ما لا يقل عن ثمانية رؤساء دول كانوا قد أكدوا مشاركتهم، لكن سينضم إلى الرئيس اللبناني ميشال عون رئيسا الصومال وموريتانيا فحسب.
وتتركز نقطة الخلاف الرئيسية في المنطقة على ما إذا كانت عودة سوريا إلى الجامعة العربية موضع ترحيب وذلك بعد نجاح الرئيس بشار الأسد في استعادة سيطرته على معظم أراضي بلاده.
ودعا وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية جبران باسيل الجمعة إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد تعليق عضويتها لمدة سبع سنوات.
وقال باسيل خلال الاجتماع المشترك، لوزراء الخارجية والوزراء المعنيين بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي، التحضيري للقمة العربية التنموية، “سوريا يجب أن تعود إلينا لنوقف الخسارة عن أنفسنا، قبل أن نوقفها عنها. سوريا يجب أن تكون في حضننا بدل أن نرميها في أحضان الإرهاب، دون أن ننتظر إذنا أو سماحا بعودتها”.
بالمقابل جدد الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط الجمعة القول إنه لا يوجد اتفاق عربي على عودة سوريا.
ولعبت هذه القضية دورا في الانقسامات داخل لبنان نفسه، بالإضافة إلى الخلاف حول حضور ليبيا القمة على خلفية اختفاء رجل الدين الشيعي اللبناني الإمام موسى الصدر هناك في سبعينات القرن الماضي.
وشكل غياب القادة العرب عن القمة صدمة في لبنان. وكتبت صحيفة الجمهورية في عنوانها الرئيسي “قمة الاعتذارات والخيبة العربية”. أما صحيفة النهار فكتبت “صدمة بيروت… قمة بلا رؤساء”.
وستوفد بعضا من الدول العشرين المشاركة في القمة إما رؤساء وزراء وإما وزراء خارجية وإما وزراء مالية. وقلل المسؤولون من أهمية أن الاجتماع سيكون ضعيف التمثيل.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي في مؤتمر صحافي ردا على سؤال حول غياب الرؤساء والملوك “القمة هي ذات أهمية بموضوعاتها وقراراتها”.
على الرغم من أن القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية ليست بنفس أهمية قمة جامعة الدول العربية، لكنها سبق وشهدت حضور العديد من القادة خاصة في دورتها الثالثة التي جرت في المملكة العربية السعودية في عام 2013.
وكانت الدول العربية آنذاك، مثلما هي الآن، منقسمة بشأن انتفاضات 2011 التي أطاحت بأربعة زعماء وأدت إلى اندلاع ثلاث حروب.
ويرى مراقبون أن هذا الغياب يحمل أبعادا سياسية في ظل اتهامات لميليشيا حزب الله المدعومة من إيران بسيطرتها على مفاصل القرار في لبنان، وهو بمثابة رسالة بأن الوضع السائد في لبنان غير مقبول عربيا.
وقال مصطفى شاتيلا، موظف في متجر شوكولاتة في بيروت، متحدثا عن إقفال الطرقات في العاصمة في إطار التحضيرات للقمة “لا أعتقد أن هذا ضروري. إنهم مجرد رئيسين أو ثلاثة رؤساء”.