لم تكد تمضي ساعات قليلة على تشكيل الحكومة حتى انهارت العلاقة تماماً بين “بيت الوسط”، مقر رئيس الحكومة سعد الحريري، و”المختارة” عرين الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.
وبعد ساعات من إبصار الحكومة النور، إثر مخاض الأشهر التسعة، أطلق جنبلاط الذي يتزعم الحزب “التقدمي الاشتراكي” شرارة المعارضة ضدها، مصوباً بشكل رئيسي في اتجاه الحريري.
وافتتح الزعيم الدرزي بكلامه مرحلة جديدة من التعاطي السياسي بين “المختارة” و”بيت الوسط”، فالحلف الذي جمعهما على مدى سنوات، والذي تعرض إلى مطبات كثيرة، يبدو أنه سقط نهائياً مع رفع جنبلاط سقف الانتقاد للحريري.
وشكل هجوم جنبلاط على الرئيس المكلف مفاجأة للوسط السياسي، على الأقل في الشكل، خصوصاً بعد نشر وزير الثقافة السابق غطاس خوري صورة تجمعه بالحريري وجنبلاط على طاولة العشاء في أحد مطاعم بيروت قبل 24 ساعة من تشكيل الحكومة.
وعزت مصادر سياسية متابعة لـ”الجريدة” أسباب توتر العلاقة إلى التالي:
1- خلفية ملابسات تأليف الحكومة وما رافقها من مداولات، خصوصاً محاولة الحريري الضعظ على جنبلاط للتخلي عن وزارة الصناعة من أجل اسنادها إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو ما اعتبره الزعيم الدرزي استهدافا مباشراً له، بعدما قدم تنازلات حكومية افضت إلى تخليه عن المقعد الدرزي الثالث في الحكومة لرئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال إرسلان.
2- كسر الاتفاق الذي كان سارياً بين الحريري وجنبلاط على عدم ملاحقة العقيد وائل ملاعب (محسوب على جنبلاط)، المتّهم من قوى الأمن بالفساد، من قبل المدير العام لقوى الأمن الداخلي عماد عثمان ومنح القضاء حق ملاحقته، ما دفع جنبلاط إلى الاعتقاد بأن الحركة جزء من حملة لتحجيمه.
3- تعيين صالح الغريب، الذي سماه أرسلان وزير دولة لشؤون النازحين، إلى جانب ابن بلدة دير القمر الشوفية غسان عطالله وزيرا للمهجرين، دون ابلاغ الحريري لجنبلاط خلال العشاء الأخير بينهما، قبل ساعات من ولادة الحكومة، وهو ما اعتبره الزعيم الدرزي محاولة لتطويقه ورسالة قوية له.