خبر

واشنطن تستعد لحملة عقوبات جديدة ضد حزب الله

جدد مسؤولون أميركيون مواقف إدارة الرئيس دونالد ترمب من لبنان، وأهمها أن واشنطن تريد هدوءاً في لبنان، وهي لا تدعو ولا تشجّع ما يثير أزمات أمنية وسياسية في البلد الصغير شرق المتوسط.

من الملاحظ أن المسؤولين الأميركيين يعبّرون عن هذه المواقف الرسمية بعد تشكيل الحكومة برئاسة سعد الحريري وقد حظي فيها حزب الله بمقاعد وزارية.

تبدو بذلك سياسة الرئيس الحالي مشابهة لسياسة سلفه باراك أوباما، فواشنطن كانت وما زالت توافق على انضمام حزب الله إلى الحكومة اللبنانية لكنها لا تريد أن تستفيد خزينة حزب الله من الوظيفة الحكومية.

وقال المسؤولون الأميركيون عندما تحدّثت إليهم “العربية.نت”: إن هذا الموقف عبّر عنه وكيل وزارة الخارجية الأميركي ديفيد هيل عندما زار لبنان الشهر الماضي، وأبلغ اللبنانيين، عندما سمع أن حزب الله سيحظى بحقيبة مهمة، أن واشنطن ستأخذ إجراءات لو حصل ذلك.

هذا الموقف عبّر عنه أيضاً بيان وزارة الخارجية الأميركية ولكن بلغة أكثر ليونة، عندما أعلن الحريري عن تشكيلة حكومته، وقد أوضح الأميركيون أكثر من مرة أنهم لن يتمكّنوا من التعاون مع أي وزير من حزب الله، خصوصاً أن التنظيم موضوع على لائحة الإرهاب، وواشنطن لا تفرّق بين أعضاء الجناحين العسكري والسياسي في حزب الله، وتعتبرهم جميعاً إرهابيين.

أمام هذه الصورة، تبدو الإدارة الأميركية في حالة مهادنة تجاه الأوضاع في لبنان وتجاه حزب الله، لكن المسؤولين الأميركيين الذين تحدّثوا إلى “العربية.نت” أكدوا عكس ذلك، وقالوا إننا سنرى المزيد من الضغوط الأميركية على التنظيم من خلال فرض عقوبات إضافية عليه وعلى عناصره في الداخل والخارج. كما اعتبروا أن العقوبات السابقة بدأت تعطي نتائج، وأن حسن نصرالله تحدّث عنها، وأن الإجراءات الأميركية تشمل تشدداً أكبر تجاه حزب الله وعقوبات وتصريحات، وكشفوا أن عقوبات أقوى أكثر ستقع على حزب الله.

ويضيف المسؤولون الأميركيون وقوفاً واضحاً إلى جانب مؤسسة القوات المسلحة اللبنانية وقطاع المصارف، ويتعمّد الأميركيون التأكيد، وفي كل مناسبة، أن واشنطن تدعم الجيش اللبناني وستتابع ذلك، وأن الإدارة الأميركية ترى القوات المسلحة اللبنانية المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان وليس حزب الله.

هذا الكلام كررته السفيرة الأميركية في بيروت اليزابيت رتشارد بعد لقائها رئيس الحكومة سعدالدين الحريري عندما عبّرت عن تصاعد نفوذ حزب الله في الحكومة “وهو تنظيم يحتفظ بميليشيات لا تخضع لسيطرة الحكومة ويتابع اتخاذ قرارات تتعلق بالأمن القومي وتعرّض للخطر باقي البلاد”.

في إيضاح من المسؤولين الأميركيين حول موقف واشنطن من تصريحات الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله عن حيازة تنظيمه صواريخ دقيقة وموجّهة ضد إسرائيل، أشاروا للعربية.نت إلى أن واشنطن “تعتبر أن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها، لكننا لا نريد أن نرى حرباً”.

أعطى المسؤولون الأميركيون مثالاً، ما حدث في جنوب سوريا عندما تمّ إطلاق صواريخ باتجاه الجولان وردّت إسرائيل على مصدر الصواريخ وقصفت مخازنها وقواعد التحكّم، وقد أيّدت الولايات المتحدة الرد الإسرائيلي.

يعبّر الأميركيون بشكل عام عن تفهّم لـ”تعقيدات” الأوضاع في لبنان، وفيما يحرصون على مواجهة حزب الله والتضييق عليه، يريدون السير بسياستهم بحذر وصوت عال. فوجود ديفيد هيل في منصب الرقم ثلاثة في وزارة الخارجية يساعد فريق وزارة الخارجية والوزير مايك بومبيو، ومن خلفه مجلس الأمن القومي، على تكوين رؤية دقيقة لهذه التعقيدات اللبنانية وما يجب أن تفعله واشنطن.

من علامات الحذر الدعوة للمحافظة على الهدوء والتأكد من أن العقوبات الأميركية تؤذي حزب الله ولا تضرّ بالاقتصاد اللبناني، كما يحافظ الدبلوماسيون الأميركيون على صمتهم عندما يسمعون أسئلة متكررة عن علاقة الإدارة الحالية وتقييمها لأداء ودور الرئيس اللبناني ميشيل عون.

من جهة أخرى، يريد الأميركيون أن يظهروا للبنانيين وغيرهم أنهم ينافسون على النفوذ في لبنان، خصوصاً النفوذ الإيراني والنظام السوري العائد إلى الساحة اللبنانية، كما أن الوزير مايك بومبيو يضع زيارة لبنان على لائحة أولوياته، فإدارة ترمب تتبع سياسة الحضور إلى الساحة، وإعلان المواقف في مكانها، وهذا ما فعله من قبل ريكس تيلرسون عندما جاء إلى بيروت وإعلان وقوف الولايات المتحدة إلى جانب الدولة اللبنانية، وقال إن حزب الله تنظيم إرهابي.

 

أخبار متعلقة :