اعتبرت بعض المصادر أن حزب الله ارتكب خطأ كبيرا اضطره إلى التأكيد أنه لم يسمِّ السنيورة شخصيا في اتهاماته، مستغربا شخصنة الموضوع من قبله. ورأت المصادر أن خطأ الحزب أتاح تعويم السنيورة وخطابه، خصوصا بعد فترة عاش فيها في الظلال. وأن الرجل الذي حافظ على موقفه ضد حزب الله وجاهر باعتراضه على صفقة الحريري لانتخاب عون رئيسا للجمهورية وعارض النظام الانتخابي ودفع ثمن ذلك خروجه من عضوية البرلمان، وجد في هذه المناسبة منبرا شرعيا لا يستطيع تيار المستقبل حرمانه منه.
وتقول بعض المصادر البرلمانية لصحيفة العرب إن حزب الله يود استمرار التعامل مع سعد الحريري، والاستمرار في الضغط عليه، وإضعافه، من خلال انتقاد السنيورة وما يمثله من روحية للحريرية السياسية بنسخة المؤسس رفيق الحريري. غير أن هذه المصادر لا تتوقع أي تصعيد جذري كبير، وترى أن مماحكات الحزب ستبقى محسوبة بما لا “يكسر الجرة” مع سعد الحريري طالما أن مصالح الحزب تحتاج له رئيسا للوزراء وتحتاج لرعاية التحالف مع رئيس الجمهورية وفريقه السياسي داخل البيئة المسيحية اللبنانية.
وتؤكد مصادر دبلوماسية في بيروت أن الحريري سيسعى إلى وقف التصعيد وتبريد الأجواء في هذا الملف واعتباره “حكيا سياسيا غير مفيد”، وفق ما يردد، وأن همه سينصب على الملفات الاقتصادية المرتبطة بمؤتمر “سيدر”.
وتضيف المصادر أن المجتمع الدولي مهتم برفد الحكومة اللبنانية وإنجاح خططها لإخراج البلد من مأزقه المعيشي والاقتصادي، وأن وجود موفد فرنسي في بيروت مؤخرا لمتابعة قواعد وشروط “سيدر” مع الحكومة اللبنانية، يعكس جدية دولية في متابعة الشأن اللبناني، كما يعكس عزما على التعايش مع معضلة حزب الله وتجاوزها لتنفيذ مقررات “سيدر”، بغض النظر عن السجال الداخلي للأطراف الحكومية وأجندات حزب الله وحسابات خاصة.