خلق نأي النائب وليد جنبلاط بنفسه عن مرشح الدامور، للمرة الأولى منذ عقود، دينامية نيابية، لم تشهدها عاصمة ساحل الشوف منذ ما قبل تهجيرها المدوي قبل 42 عاماً بالتمام والكمال.
وفيما تفتقد الدامور والشوف ثنائية كميل وكمال، وفِي ضوء عدم وجود رؤية موحدة للأحزاب المسيحية الاساسية (التيار، القوات، الكتائب) لخوض الاستحقاق النيابي، تبدو الدامور منقسمة حول ترشيح التيار الوزير السابق د. ماريو عون، مع بقاء تداعيات الانتخابات البلدية الاخيرة وخسارة اللائحة التي دعمها عون. ويعاني مرشح التيار من تفسخات في الجسم الحزبي للتيار وإحجام رئيس بلدية الدامور شارل غفري عن دعمه، وهو أحد أهم الناخبين في الدامور، والذي يحاول عدم الالتزام بأي موقف نهائي وواضح، قبل تمظهر مشهد التحالفات الكبير في دائرة الشوف وعاليه.
وإذا كان حزب "القوات اللبنانية" قد حسم قراره بترشيح النائب جورج عدوان عن دير القمر ضمن تحالف مع الوزير وليد جنبلاط، وبالتالي سيسعى قواتيو الدامور لمده بالصوت التفضيلي، قد يضاف إليهم دعم جزئي من الغفري كرد جميل لموقف عدوان الداعم له بلدياً.
وبدأ المنتج زياد الشويري منذ أسابيع نشاطه الانتخابي وأولم تكريماً لرئيس بلدية الدامور قبل ايّام، وهو يستند على دعم الوزير طلال إرسلان.
خارج الإطار الحزبي والسياسي العريض، وفي إطار الدينامية الانتخابية المستجدة بعد تخلي المختارة عن النائب ايلي عون وفتح مقعد الدامور للتفاوض مع التيار، إنطلقت حملة مشاورات دامورية يُحركها هاجس عدم تمثيل الدامور في الندوة البرلمانية مع تغيير القانون الإنتخابي وأحجية الصوت التفضيلي، لمرشح وحيد، وتوقع نزوح عدد غير قليل من الأصوات الدامورية لمرشحين من خارجها، حزبيين وغير حزبيين، مع وجود امتداد داموري للمرشح ناجي البستاني عائلي وخدماتي ، وتهدف تلك المشاورات الدامورية لتظهير مرشح داموري قوي قد يجمع المتناقضات ويُكرَّس حضور بلدته في الندوة البرلمانية . ومن المفارقات تزكية مسؤول التيار الوطني الحر في الدامور عميد عون المحامي ايلي قرداحي حيث دعا عبر فايسبوك لتشجيعه على الترشح ودعمه والالتفاف حوله، وقد لاقت دعوته استحسان بعض الناشطين دامورياً.
كما ينشط في الدامور تيار "المجتمع المدني" إكمالاً للتفاهم العريض على لائحة موحدة تخوض منازلة الشوف وعاليه بوجه العملاق الجنبلاطي وحلفائه المسيحيين (القوات وربما التيار) والسنة (المستقبل) ، وهنا قد لا تكون الكتائب مسيحياً واللواء اشرف ريفي سنياً بعيدين عن القوى التغييرية التي تبحث عن مرشح داموري يتمتع بالمصداقية والحضور، وهنا يحاول د. امين قزي، المرشح الدائم للإنتخابات، وبعد فشله في إقناع المختارة بتبني ترشيحه ومن خلال الإنضواء تحت لواء حزب "سبعة"، لركوب موجة المجتمع المدني الذي يبدو حريصاً على دقة وحسن الاختيار دامورياً وفِي دير القمر، اكبر ناخبين مسيحيين شوفياً. ويتردد أن نواة لائحة للمجتمع المدني في دائرة الشوف وعاليه بدأت بالتمظهر وتضم حتى الآن ٧ مرشحين من مختلف الطوائف والمذاهب ضمنها الصحافي مروان المتني عن الدامور، خصوصاً أنه سبق وترشح عام 2013 كمستقل عن دائرة الشوف قبل إلغاء الانتخابات والتمديد الاول للمجلس النيابي الحالي.
أخبار متعلقة :