أكد امين سر تكتل الجمهورية القوية النائب السابق فادي كرم ألا مراكز ترضية في حزب القوات اللبنانية، “فالجميع له مهماته وأدواره، أوقات نكون في الواجهة وأخرى نكون الجندي المجهول، ومرات عدة يكون الجندي المجهول فعالاً أكثر”.
وأشار كرم، في حديث الى “لبنان الحر”، الى أهمية دور كل شخص في القوات، “ونفتخر بانتمائنا الى القوات واليوم نحمل شعارًا مستقبليًا وهو الجمهورية القوية”، وهذا الشعار هو رؤية لبناء الجمهورية الحقيقية، الثغرة التي كانت في قانون الانتخاب، خلقت نوعًا من جرح عند القواتيين في الكورة الذي قاموا بدورهم، كان من الضروري ان يطرح رئيس الحزب سمير جعجع على القيادة الاستمرار بعملنا وكان نائب الكورة لا يزال موجودًا وهذه فكرة امانة سر التكتل”.
وتابع، “اتواجد مع التكتل في مجلس النواب وأشارك في اجتماعات للنواب كل ثلاثاء، واتابع التفاصيل التشريعية لكل النواب، أضطلع الى مواقف نوابنا في المجلس وأعطي أفكارا لكل القوانين المطروحة، أنا أقوم بعملي كأمين سر وهذا المنصب بالتأكيد ليس جائزة ترضية”.
وعن رؤية حزب القوات للبنان، أوضح كرم ان كل المجتمعات تقيم وضعها وتنظر الى ما ينقصها، “لبنان مر بظروف صعبة ولا يزال يمر بمرحلة بناء البنية التحتية، وأيضًا مرحلة بناء الأمن، اليوم وبعد 2005 وبعد خروج النظام السوري من الأراضي اللبنانية، أصبح طلب اللبنانيين بناء الدولة الفعلية بمؤسساتها، بدءًا من رئاسات الثلاث وصولًا الى أصغر مؤسسة في الدولة، الامر الذي فشلنا في تحقيقه على النحو المطلوب، من هنا جاءت هذه الرؤية للقوات اللبنانية، ففي الإجمال المواطن يقرأ المشكلة لذلك على المسؤول لن يقرأ الحل”.
وأضاف، “الفساد مستشرٍ في كافة القطاعات من الكهرباء والاتصالات وغيرها، المحاسبة يجب ان تسير على الجميع، والآن نسمع من تكلم بالإصلاح سابقًا يقول “طول عمرو البلد هيك” وذلك بعد ان استلموا زمام السلطة، اليوم نرى فتح ملفات الفساد، وهذه الملفات تنتهي بالأداء السياسي وليس بالتهجم على باقي الأفرقاء، وللأسف القضاء لا يلعب دوره بشكل كامل لأنه مسيّس، والمثال الأبرز على ذلك هو قضية “LBCI”، وكل ذلك يدخل ضمن مفهوم المزرعة وهذا ما علينا التخلص منه”.
وطمأن كرم كل من صوّت في الانتخابات لصالح القوات ان مشروع القوات مستمر “وحتى ولو لم تتمكن من ترجمة انتصارها الانتخابي في الحكومة، وهذا المشوار صعب ونواجه تحديات عدة تماما كتلك التي واجهناها سابقًا”، مشيرًا الى علم القوات بعدم تجانس الحكومة مسبقًا وذلك لا يعني ان دخولها يهدف الى المعارضة، “فهدف القوات الأول في الحكومة هو الإصلاح، بقدر ما يتمسك البعض بمفهوم المزرعة سيرون القوات لهم بالمرصاد”.
وتابع، “القوات يقوم بورش عمل تخصصية في كل القطاعات، وهناك تصور واضح لخطة القوات التي ستتبع في مجلس الوزراء والنواب، سنحاول إقناع باقي الأفرقاء باعتماد هذه الخطة لأن نتيجتها هي الجمهورية، القوات تكلم بلغة إصلاحية حقيقية في الحكومة الماضية”، متسائلًا، “متى رأينا دائرة المناقصات فعالة بهذا الشكل أو تشكيل هيئة لمحاكمة الرؤساء والوزراء؟”
وأوضح كرم انه لو بدأنا بخطة إصلاحية لن نستطيع إيقاف الهدر بوقت قصير، معتبرًا ان هناك العديد من الملفات التي هي بحاجة الى تخطيط وعلم، والخطة الإنقاذية تبدأ باحترام القوانين، وأشار الى ان الدولة بحاجة الى وقت طويل لتحويل نفسها من الانهيار الى البناء، “ولكن تحويل هذا الخط الى الإيجابية يعيد الثقة ويساعد في تحريك العجلة الاقتصادية اللبنانية، الإدارة هي التي تحسن الاقتصاد وليس أموال الخارج”.
وحول حزب الله، اعتبر كرم ان الحزب مدرك لتغير الظروف الإقليمية وهذا الامر سيدفعه الى العودة للداخل اللبناني، ويدرك ان الوضع الإقليمي يشكل خطرًا كبيرًا عليه، مشيرًا الى ان حتى ما يسمى بالانتصار في سوريا لا يستطيعون ترجمته على الأرض، سوريا تنتظر حلاً سياسيا لا يتم الا بموافقة الأميركيين والروس والسعودية، الانتصار العسكري لا يستطيعون ترجمته في السياسة، خصوصًا ان إيران تعيش أزمة سياسية واقتصادية، الأمر الذي يعيق تمويل إيران لأذرعها، “حزب الله عندما يطرح موضوع الـ11 مليارًا ونعلم كيف صرفت هذه الأموال نتيجة الشلل الذي كان خلفه حزب الله، عليه ان يعالج الفساد بشكل جدي وليس بشكل شعبوي، الإصلاح علم ولا يمكن للحزب ان “يتشاطر” على الإصلاح”.
ولفت الى ان تكتل الجمهورية القوية تفوق على باقي التكتلات بتقديم مشاريع قوانين إصلاحية في كافة المجالات، والمتابعة تكون داخل أروقة المجلس النيابي لذلك نرى حضورًا لافتًا لنواب القوات في اللجان النيابية، “كل قانون يطرح موجود بين أيدينا وندرسه في اجتماعات التكتل ويعطى آراء فيه”.
واعتبر كرم ان ضعف الأفرقاء السياسية بان ملفاتهم تحتوي على منفعة خاصة، “مثلًا أريد ان أعطي لبنان كهرباء 24/24 ولكن بمتعهدين تابعين لي وبمناقصات مبهمة وأرباح مبهمة، وحتى في أداء القوات يحاولون ان يحاسبوننا في وزاراتنا ولكن أداؤنا لا يشوبه أي شائبة”.
وحول ملف التوظيف، أشار كرم الى ان ما يثار عن توظيف في وزارة الصحة امر لا أساس له من الصحة، فمن تم توظيفه في الوزارة اتى بحسب الحاجة وبشكل قانوني وليس توظيفًا انتخابيًا كما فعل الآخرون، وهذا الملف سنتابعه حتى النهاية وإذا كان هناك من وزير قد قام بهذا التوظيف سيحاسب، معتبرًا ان الاستقالات المسبقة لا علاقة لها بالإصلاح والتغيير، العمل يجب ان يكون للشعب وليس للتكتل.
وحول ملف التطبيع مع سوريا، أشار كرم الى ان “مشكلتنا مع سوريا كبيرة جدًا أكبر من أن تحل بزيارة وزير، علينا الفصل بين إعادة النازحين وعملية التطبيع، عملية إنسانية وأخرى سياسية، والنظام السوري يريد التطبيع مع لبنان لفك العزلة عن نفسه، نتمنى أفضل علاقات مع سوريا ولكن للأسف هذا النظام يحكم قسم من سوريا وحتى لو حكمها لن يحكم الشعب واليوم النظام السوري لا يسعى لعودة الشعب الى بلده”.
وتابع، “من طرح عودة النازحين بشكل جدي هو وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان والرئيس عون وافقه الرأي، النظام السوري لا يريد عودة النازحين، دفعنا ثمن النازحين ويريد ان يدفعنا أيضًا ثمن عودتهم، ومن حاول التطبيع مع سوريا عليه ان يفهم ان هذا الامر لا يعيد النازحين، خطة قيومجيان هي بداية الطريق”.
“روسيا هي من تحكم سوريا اليوم بالإضافة الى النفوذ الإيراني وما بقي من نظام الأسد نتيجة الروس، روسيا تنتظر التسوية مع أميركا والسعودية لأنه لا يستطيع صرف الأموال لإعادة الإعمار، وهذا الأعمار لن يكون إلا بحل سياسي أميركي – سعودي الذي يضع شرطًا أساسيًا وهو عدم وجود بشار الأسد في السلطة، والوجود السوري في لبنان أتى نتيجة إرادة بعض الأفرقاء ومعروفون من هم، هناك العديد من النقاط الخلافية بيننا وبين سوريا منها المفقودين في السجون وترسيم الحدود وغيرها، فهل تحل هذه الخلافات الجوهرية بزيارة وزير الى نظام مرفوض عربيًا ودوليًا؟”.
وأكد كرم وجوب ان يكون البيان الوزاري مطبّقًا على الأرض وليس حبرًا على ورق وسنلاحق كل الأفرقاء ببنود البيان الوزاري وسنكون صوت الضمير، مشيرًا الى ان “وجودنا في الحكومة السابقة أنقذ العديد من الأمور التي تحمل فسادًا، ولو لم ندخل فيها لكان العديد من الملفات الفاسدة مُرّر، وهذا الأمر أقنعنا أكثر ان الصراخ من الخارج لا يوقف ملفات مشبوهة”.
أخبار متعلقة :