خبر

الراعي: لمكافحة المخدرات من دون تغطية

 

لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الى أنّه عندما نقرأ في مقدّمة الدّستور اللّبناني أنّ “لبنان وطن نهائيّ لكلّ أبنائه نعلن إيماننا بلبنان كوطن مطلق، وننفي الولاء لأيّ بلد آخر سواه نجعله في الممارسة بمثابة وطن”.

وأوضح في عظة قداس الأحد من بكركي، أنّ “هذا الإيمان بلبنان وطنًا نهائيًّا لكلّ أبنائه هو الذي جعله مستقرًّا سياسيًّا واقتصاديًّا، وصاحب علاقة وطيدة مع محيطه العربيّ والشّرق أوسطيّ، ومصدر عطاء للإنسانيّة تميَّزَ على كلّ صعيد ولاسيّما في حقول التّربية والثّقافة والطّبّ والهندسة والسّياسة والتّجارة والصّناعة؛ وأهّله ليساهم في تأسيس الجامعة العربيّة، وفي وضع الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، وفي نشر الحرّيّة والقيم الدّيموقراطيّة في هذا الشّرق؛ كما جعل منه مساحةً ونموذجًا للعيش المشترك بين المسيحيّين والمسلمين على أساس من المشاركة المتساوية والمتوازنة بينهم في الحكم والإدارة، وعنصر استقرار في بيئته المشرقيّة”.

وقال: “لكنّنا نرى اليوم أنّ هذا الإيمان بلبنان وطنًا نهائيًّا لكلّ أبنائه، يتزعزع من جرّاء ممارسة سياسيّة ولاؤها لغير لبنان، أكان هذا الولاء لدولة أخرى وكأنّها الوطن الأساس، أو لطائفة أو لحزب، ومن جرّاء خلافات ومواقف تتصلّب على حساب الوطن ومؤسّساته والصّالح العام. كما أنّه يتزعزع بنتيجة السّعي الدّؤوب إلى الاستفادة من المال العام بطرق غير مشروعة أو إلى تبذيره من دون أيّ إحساس بالضّرر الحال بلبنان الدّولة والوطن والشّعب، أو إلى بيع أراضيه من الغرباء، أو إلى توزيع جنسيّته بسخاء.

أضاف: “الأدهى من كلّ ذلك هو أنّ هذا الإيمان بلبنان يتزعزع عند شبابنا والأجيال الطّالعة بسبب عدم اكتراث المسؤولين السّياسيّين بمستقبلهم، والتّلكوء عن إجراء الإصلاحات في البُنى والقطاعات الكفيلة بالنّهوض الاقتصاديّ ووفرة الانتاج وتوفير فرص عمل، وبسبب قطع الطّرق أمام تحفيز قدراتهم على أرض الوطن”.

وشدد البطريرك الماروني على أنّ الإيمان بلبنان “وطنًا نهائيًّا لكلّ أبنائه هو إيمان، كالإيمان الرّوحيّ، ينبع من عمق كيان المواطن المرتبط بكيان الوطن، ويظهر في بناء الوحدة الدّاخليّة بكلّ الوسائل؛ وهو إيمان يعتقد به المواطن اللّبنانيّ اعتقادًا راسخًا أنّ وجوده مرتبط بمصير وطنه. عندئذٍ يعيش جمال الولاء للوطن، ويضحّي في سبيله، فينعم بغزير جودته”.

وعن هجوم نيوزيلندا قال: “لقد آلمتنا جدًّا، كما الكثيرين عندنا وفي العالم، مجزرة المسجديَن في نيوزيلندا التي ذهب ضحيّتها تسعة وأربعون شخصًا من الإخوة المسلمين الذين كانوا في واجب الصّلاة إلى الله، ومن بين القتلى نساء وأطفال، بالإضافة إلى خمسين مصابًا، بينهم عشرون في حالة خطرة. إنّها مجزرة وحشيّة ندينها أشدّ الإدانة. ونعرب عن تعازينا الحارّة لأهالي الضّحايا وللشّعب النيوزلندي والمسؤولين”.

وتابع: “نصلّي من أجل شفاء المرضى وتهدئة الخواطر ومعالجة الموضوع بالعدل والوعي والرّويّة”.

أخبار متعلقة :