توجّه وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان إلى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وقال: “هناك أحداث تحصل معنا في الحياة فنحتفظ بها لأنفسنا الى ان يأتي الوقت المناسب لنبوح بها. ففي عز الحرب لم أخفِ اعجابي بكمال جنبلاط، السياسي والمفكر والفيلسوف، ولو ان اختلفت معه سياسيا، انا الذي ترعرعت في منزل كان نموذجا في الانتماء الحزب اليميني الكسليكي الانعزالي، وفق التعريف الجنبلاطي آنذاك”.
وأضاف في خلال مؤتمر “لبنان والنازحون من سوريا: الحقوق والهواجس وديبلوماسية العودة” أن “القصّة أن والدي ضبطني بالجرم المشهود وأنا أقرأ لكمال جنبلاط! وما زاد الطين بلّة انه وجد بين كتبي كتابا لكارل ماركس وآخر عن السيرة الذاتية وفكر أنطون سعادة. انا فخور اليوم ان أقف هنا على منبر الحزب التقدمي الاشتراكي وقد يكون والدي انصفني اخيرا من عليائه ولكن الاهم اننا جميعا انصفنا كمال جنبلاط وها هي صورته ترفع في كل لبنان الى جانب صور بشير الجميل ورينيه معوض ورفيق الحريري والمفتي حسن خالد وجبران تويني وكل شهداء ثورة الارز. وها هو النظام الذي قتل كمال جنبلاط واللبنانيين، يقتل مئات الالاف من شعبه ويشرّد ويهجّر أكثر من عشرة ملايين نازح داخل سوريا وخارجها”.
وتابع قيوميجيان: “نعم ذهبنا الى بروكسل وطالبنا بمزيد من الدعم للبنان وللدولة اللبنانية لنتمكن من ملاقاة أزمة متأتية من وجود حوالي مليون ونصف مليون نازح على أرضها.”
واشار الى ان هذا التمويل كان قائما منذ ثماني سنوات حتى عندما لم يكن “القوات اللبنانية” مشاركة في الحكومة، سائلا: “على العكس حصل هذا التمويل وحصلت مؤتمرات بروكسل السابقة بموافقة حكومات شاركتم فيها بعشرات الوزراء فلماذا المزايدة الرخيصة اليوم؟”.
وأردف: لنفترض أننا لم نأتِ بأي تمويل وتركنا الغرب بشأننا، فماذا تفعلون للتخفيف عن لبنان اعباء النازحين ودعم مجتمعاته المضيفة؟ نعم ذهبنا الى بروكسيل وطالبنا بعودة النازحين الى ديارهم، في كل لقاءاتنا مع اعلى المسؤولين الدوليين في الاتحاد الاوروبي والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومع مساعدي الامين العام للأمم المتحدة، وطرحنا معهم سبل العودة والخطوات الواجب تحقيقها لإنجاح هذه العودة التي باتت اليوم في سلم اولويات الغرب، ولكن ماذا فعلتم انتم غير المزايدة والشعبوية واستغلال عوز اللبنانيين والبطالة واللعب على الغرائز الطائفية؟”.
وذكر بان “حزب القوات” طرح، في مؤتمر صحافي، مبادرة حل لعودة النازحين السوريين، فلم يسمع منهم لا انتقادا ولا تأييدا ولا حتى موقفا بل نعوتا صهيونية امبريالية بائدة.”
قيومجيان سأل: “تريدون عودة النازحين؟ ونحن نريدها. فعلوا مبادرة “حزب الله” الذي شكل لجانا للعودة لم تأت بأي نتائج بعد بل تبين بعد سنتين ان التغيير الديمغرافي قائم على قدم وساق في القصير والقلمون وكل غرب القلمون. فعّلوا مبادرة الأمن العام اللبناني وعند اللوائح التي رفعها باسم طالبي العودة الخبر اليقين عن اسلوب النظام في انتقاء نسبة عائدين صغيرة لا تتعدى العشرين بالمئة ممن يقبل بعودتهم”.
وقال: “تحركوا باتجاه المجتمع الدولي كما فعلنا نحن، واضغطوا على روسيا لتفعّل مبادرتها وهي الأولى بالضغط على نظام مدين لها بالبقاء، واضغطوا على صديقكم وحليفكم بشار، وللبعض ولي أمركم بشّار، وليبدي حسن النية وليدعو النازحين السوريين للعودة إلى ارضهم دون شروط وإجراءات وعوائق وقوانين تسرق الممتلكات والأراضي منهم”.
وشدد على ان كل الكلام حول عودة النازحين والتهديد بفرط الحكومة وكل التطبيل والتزمير ورفع السقوف لا يلغي حقيقة ساطعة يعرفها حلفاء النظام قبل أخصامه، وهي أن شروط العودة موجودة في سوريا وليس في لبنان، مؤكدا ان الظروف الافضل في سوريا تعني الشروط الافضل للعودة، وهذه الشروط ليست عند الحكومة اللبنانية ولا عند الأمم المتحدة أو الاتحاد الاوروبي بل عند النظام السوري الذي لا يريد عودة النازحين.
وختم بالقول: “لا تدعوه يأخذ منكم تطبيعاً يتيماً ليعطيكم بالمقابل عودةً زائفة، أو حتى لا عودة”.
أخبار متعلقة :