خبر

النائب جعجع: اتفاقية التوأمة مع “فال ديزير” ستطوّر بشري

أكدت النائب ستريدا جعجع أن “اهتمام فرنسا بلبنان لم يتوقف، لذلك، نحن على ثقة تامة بأن هذا التعاون بين “فال ديزير” وبشري، من خلال التبادل الثقافي والرياضي والتربوي، سيؤدي الى تعزيز العلاقات الانسانية واواصر الصداقة بين مجتمعينا. ونظراً لتشابه المنطقتين لناحية الثروة الطبيعية، يمكن لهذا المشروع أن يطوّر منطقة بشري، وبالتالي خلق فرص عمل جديدة لأهلنا في المنطقة “.

وشددت على أن “التعاون بين “فال ديزير” وبشري يهدف الى تبادل الخبرات، ما يعزز ايماننا وتصميمنا على مواصلة تطوير منطقة بشري كي تصبح الوجهة السياحية الاولى في لبنان”.

كلام جعجع جاء خلال رعايتها حفل توقيع اتفاقية التوأمة ما بين بلديتي ”فال ديزير” وبشري، في حضور السفير الفرنسي برونو فوشيه، رئيس بلدية “فال ديزير” مارك بوير، مدير الشؤون السياحيّة في منطقة “فال ديزير” ايمانويل كورديفال، مديرة النادي الرياضي في “فال ديزير” السيدة إنغريد جاكمود، النائب جوزاف اسحق، النائب البطريركي على جبة بشري المطران جوزيف نفاع، قائمقام القضاء ربى شفشق، رئيس اتحاد بلديات القضاء ايلي مخلوف، رئيس بلدية بشري فريدي كيروز والاعضاء، رئيس لجنة جبران الوطنية جوزيف فنيانوس، مخاتير وكهنة مدينة بشري، رئيس لجنة اصدقاء غابة الارز انطوان جبرايل طوق مدراء المدارس، رجلي الاعمال تادي رحمه وعميد بارودي وعقيلته، وحشد من الفعاليات الاجتماعية.

واستهلت جعجع كلمتها بالقول: “سعادة السفير الفرنسي برونو فوشيه، حضرة رئيس بلدية “فال ديزير” السيد مارك بوير والوفد المرافق، نود أن نعرب لكم حضرة السيد مارك بوير والوفد المرافق لكم، عن امتناننا العميق لوجودكم بيننا، وعلى اهتمامكم بهذه المنطقة. إن اي اتفاق للتعاون والتبادل بين مدينتي بشري و”فال ديزير”، يشجع على تعزيز العلاقات المجتمعية من أجل بناء الجسور الثقافية التي تربط الامم في ما بينها، كما يعزز الامل في إغناء وتمايز هذه المجتمعات “.

وأشارت الى ان “اتفاقية التعاون بين مدينتي بشري و”فال ديزير” التي تشمل المجالات الرياضية والثقافية والبيئية، وتهدف الى تبادل الخبرات، تعزز ايماننا وتصميمنا على مواصلة تطوير منطقة بشري كي تصبح الوجهة السياحية الاولى في لبنان “.

وشددت جعجع على ان “تقوية العلاقات الدولية بين المجتمعين اللبناني والفرنسي، تساعد على توسيع شبكة الصداقات القائمة على خبرات فرنسا هذا البلد الذي حافظنا معه على علاقات مميزة منذ ما يقارب القرن.

اما ذاكرتنا الجماعية، فهي تحيي بشكل مستمر المراحل المتعددة لهذه العلاقات مع بلدة بشري مثل: وصول الشاعر لامارتين الى غابة الارز عام 1832، ولا تزال احدى هذه الاشجار تحمل اسمه إحياءً لهذه الزيارة. زيارة الجنرال ديغول الى بشري والارز حيث حمله البشراويون على أكتافهم. انشاء مركز للحراسة والمراقبة على قمم جبل المكمل، والذي يعرف حتى يومنا هذا “بالغرفة الفرنسية”. ويشهد هذا المركز على وصول الجيش الفرنسي الذي استقر في الارز لضمان الامن والاستقرار في المنطقة، وساهم في بناء الطرق والشاليهات، وانشاء مدرسة عسكرية كبيرة للتزلج، ولا تزال هذه المدرسة تقوم بدورها حتى يومنا هذا”.

وتابعت: “حالياً تواصل فرنسا بمساعدة جمعياتها المختلفة، تحسين وتحديث البنية التحتية لمنطقتنا، في إطار العديد من المشاريع، نذكر منها مشروع تنقية المياه في بشري، مشروع معالجة المياه المبتذلة ومحطات التكرير في المنطقة. يتضح إذا، أن اهتمام فرنسا بلبنان لم يتوقف، لذلك نحن على ثقة تامة بأن التعاون بين “فال ديزير” وبشري، من خلال التبادل الثقافي والرياضي والتربوي، سيؤدي الى تعزيز العلاقات الانسانية واواصر الصداقة بين مجتمعينا”.

وقالت: “نظراً لتشابه المنطقتين لناحية الثروة الطبيعية، يمكن لهذا المشروع أن يطوّر منطقتنا في مجال النشاطات الرياضية الصيفية والشتوية وبالتالي خلق فرص عمل جديدة. اسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر بشكل خاص عائلة بارودي التي ساعدت في اقامة هذا التعاون، كجزء من التزامها العميق بهذه المنطقة”.

وختمت: “نأمل بتعاون مثمر ودائم بين “فال ديزير” وبشري، وسنتابع تطور هذا التعاون عبر وقوفنا الى جانبكم لتحويله الى نجاح باهر كما ارحب بكم بحرارة، باسم الموجودين هنا وباسمي، في بلدكم الثاني لبنان”.

من جهته ألقى السفير الفرنسي كلمة قال فيها: “بسرور كبير تقبلت دعوتكم لإحياء التعاون الجديد بين “فال ديزير” وبشري. من جهتي، إن صحة هذه المبادرة لا تقبل الشك بعيداً عن الروابط التاريخية العميقة بين بلدتي فرنسا ولبنان لهما تنوع وغنى في الطبيعة وبلدينا هما الشاهد على ذلك. هذا الغنى يشكل تحدياً لتأهيل وحماية المنطقة لهذا كل جهة تستفيد وتتعلم من الآخر، إذ عند اختلاف البشر والظروف فإن المراهنات تتشابه في أكثر الأحيان”.

وتابع: “إن المواضيع التي طرحت بالأمس فالحل يكمن في الرياضة والشباب وهم المثال على ذلك. في مناطق “الألب” كما في جبل لبنان هناك مسألة لا يمكن غض النظر عنها وهي الاهتمام بهذه المناطق عبر العمل الجماعي. هذا التعاون يوحي بالأمل. لذا أحيي اختيار فال ديزير للوادي المقدس حيث بلدة بشري”.

ولفت إلى أن “كل زائر لهذه المنطقة لبس صفاء وجمال ونور الطبيعة الممتدة بين الصخور وشجر الأرز. ولا عجب أن الشعراء، فرنسيين ولبنانيين وجدوا في هذا المكان أرضهم المنشودة. واسمحوا لي أن أذكر هنا كلمة جبران خليل جبران الذي مدح لبنان بوديانه الصامتة وجداوله التي تحتضن أصوات الأجراس ورعشة الينابيع، هذا الهدوء نجده اليوم أيضاً مصان وملفت للنظر ومدعاة حسد”.

وتابع: “إن العمل مع بلدة بشري يعني التعاون مع إحدى زهرات السياحة في لبنان. أستاذ كيروز باختيارك الشركة مع فال ديزير ربطت مدينتك بوجهة فرنسية وأوروبية من الطراز الأول ومشهود لها”.

وأضاف: “أصدقائي، نحن سعداء جداً بهذا النوع من الشراكة ونعد حالياً أكثر من 105 على كامل الأراضي اللبنانية وهي تعنى بمختلف المجالات المدنية. وهذا يترجم مدى أهمية وحيوية الشراكة على مختلف الصعد. كما تعلمون، نجاح أي مشروع تعاون لا مركزي ودور البلديات اللبنانية في تطور لبنان يعتمد بالدرجة الأولى على الموارد البشرية المحلية. ولخلق شروط هكذا تطور تسعى السفارة الفرنسية لدعم مشروع مركز موارد لتأهيل العمل بالأرض ولخطة عمل وطني للتدريب. يزاد عليه النداء الموجه في كانون الأول 2018 لمساندة التعاون اللامركزي والسماح للبلديات بالحصول على المساعدات كل 3 سنوات لتأمين تطور إشغالهم على صعيد الشراكة”.

وقال: “إننا ندعم مؤتمرات التعاون اللامركزي التي ستقام في أيلول في كراكاسون، وبهذه المناسبة أدعو بلدية فال ديزير الى المشاركة به لأن هذا الحدث هو مناسبة لخلق ارتباط بين مدن تتشارك ذات الاهتمامات والمصالح”

وختم: أذكر أخيراً بأن الوكالة الفرنسية للتطور سوف تمول مشروع تأهيل البنى التحتية لـ22 بلدية من الوادي المقدس ومنها بشري. القرض 34 مليون يورو يسمح بالحصول على حق حصري من اليونيسكو وكذلك تحسين حماية البيئة لهذا الموقع على كافة الصعد. وأخيراً أهنئكم على هذا العمل وأشجعكم لمتابعة عملكم في سبيل تطوير البلديات وهذا التعاون سيكون مثمراً لكل واحد منكم”.

وكان في مستهل الاحتفال ألقى رئيس بلدية بشري كلمة قال فيها: “تتلاشى أهمّيّة تنمية التقنيات الحديثة والمجتمعات الافتراضية. فلا شيء يضاهي السفر ولا شيء يضاهي التواصل بين البشر، ذلك أنّ اكتشاف العالم من جهة والتعرّف الى الآخر من جهة أخرى، أي إلى هذا الأخ المجهول الذي يعيش في طرف آخر من المعمورة، إنّما هما أبهى بكثير. وهنا يكمن سحر التوأمة، إذ يولد من رحمها تآخٍ جديد بين بلد وآخر. وبالتالي، اسمحوا لي أن أرّحب بكم في منطقة بشرّي-الأرز في بداية فصل الربيع”.

وتابع: “إنّه ليوم كبير لبلدتنا التي تستقبل ممثّلي “فال ديزير ” (Val D’Isère)، أي شقيقتها التوأم. ها إنّكم تزوروننا اليوم في بشرّي-الأرز بعد أن استقبلتمونا خير الاستقبال في “فال ديزير” (Val d’Isère) في تمّوز وكانون الأوّل. وبالتالي، نختتم أشْهُرَ طويلة من الإجراءات والاجتماعات واللقاءات، إذ تجتمع المدينتان أخيرًا لإضفاء الطابع الرسمي لتوأمتهما. ولذلك، يطيب لي أن أجدّد الترحيب بكم وأن أعبّر عن سرورنا لاستقبالكم من أجل توقيع الاتفاقيّة المقرّر عقدها”.

وقال: “إنّني حقًا على ثقة أن التوأمة تشكّل إحدى الوسائل المباشرة والأكثر فعالية لتوطيد روابط الصداقة القائمة بين بلْدتَيْنا، وللنهوض بالتنسيق في مختلف المجالات الرياضية، والثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية والترفيهية. وأكثر من ذلك، تمنح هذه التوأمة فرصةً لكلّ من منّا لتمثيل أفضل ما لديه من مهاراتٍ وقدراتٍ وابتكارات، وذلك بعيدًا كلّ البعد عن المنافسة، وإنّما بتناغم مع روح التبادل البنّاء والمتضامن. وتشكّل هذه التوأمة أيضًا فرصة نظهر فيها استعدادنا الخاص وانفتاحنا على الآخر، فنكتشف ما عايشه من تاريخ، وما ورثَه من عاداتٍ، وما تناقله من تقاليدَ، كلٌّ في بلدته”.

ولفت إلى أنه “يتطلّب نجاح هذه التوأمةِ المشاركةَ الفعّالة والمباشرة لسكّان البلدتين. فالبلديّتان ليستا سوى محرّكٍ لهذا المشروع ولا يجدر بالتوأمة أن تقتصر على التواصل بينهما فقط. وبالتالي يستدعي نجاح هذه العلاقة التزامًا ثنائيًّا يأتي من السلطات المحلّيّة من جهة، ومن المواطنين من جهةٍ أخرى. ونتيجة هذا الأمر، يصبح الجميع معنيًّا بهذا النجاح، أي أنّ لكلٍّ من المدارس والنوادي الرياضية والجمعيات والشباب دورًا أساسيًّا يؤدّيه في هذا الصدد. وفي هذا الإطار تبرز أهمّيّةُ تشكيلِنا لجنةَ التوأمة، التي من شأنها أن تبقى ناشطةً، لتبنيَ العلاقات في البلدتين، ولتعزيز الشراكة في المشاريع واستقطاب التمويل”.

وختم: “أشكركم لحضوركم معنا في احتفالنا بعقد التوأمة. فهذا الحدث ليس سوى الفصل الأوّل من قصّة طويلة جدًّا”.

ثم اعتلى المنبر رئيس بلدية “فال ديزير” مارك بوير والقى كلمة أكد فيها التشابه الكبير ما بين المنطقتين إن من الناحية المناخيّة او الطبيعيّة أو الثقافيّة”، مشيراً إلى أن هذه التوأمة ستفتح المجال أمام أهالي المنطقتين بالتقارب والتلاقي والتعاون.

وعقب انتهاء الكلمات جرى التوقيع على اتفاقية التوأمة ما بين رئيسي بلدية “فال ديزير” وبشري، ومن ثم جرى تبادل الهدايا التذكارية. ومن بعدها اقيمت مأدبة غداء في المناسبة في اوتيل شباط.

نشير الى أن الاعلامية مني سكر لبكي قدمت الاحتفال.