خبر

الراعي: المال العام يُسرق ووصلنا إلى شفير الهاوية

اقتبس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس من القديس البابا يوحنا بولس الثاني، ليضيء على الواقع في لبنان ويضع الاصبع على الجرح، حيث بات كثيرون يعيشون في “هيكلية خطيئة”.

وقال الراعي في عظة قداس الأحد من بكركي في أحد شفاء المخلّع: “عندما تكثر الخطايا الشّخصيّة ولا أحد يتوب عن خطاياه، تتراكم هذه الخطايا في المجتمع وتتّسع لتشمل الكثيرين، فتصبح عيشًا في “هيكليّة خطيئة” كما يسمّيها القدّيس البابا يوحنّا بولس الثاني. أليس هذا واقعنا في لبنان، عندما نرى تدنّي القيم الأخلاقيّة والفضائل المسيحيّة والدّينيّة؟ وعندما نسمع المسؤولين من وزراء ونوّاب يتشكّون من الفساد المتفشّي في الوزارات والإدارات العامّة؟ وعندما نشهد كيف يُسرق المال العام، ويُهدر، ويُسلب، بشتّى الطّرق؟ وعندما نرى شبيبتنا متهافتة على المخدّرات بسبب عدم السّهر الكافي من الوالدين والسّلطات المدنيّة، وبسبب دعم المروّجين والتجّار، على الرّغم من نشاطات الأجهزة المعنيّة مشكورة؟

وأضاف: “لا بدّ من أفعال توبة من قبل الجميع، إذ لا شفاء إلاّ بالتوبة إلى الله. فكما أنّنا نعيش في “هيكليّة خطيئة”، يجب أن نخرج منها والوصول إلى “هيكليّة توبة” تُجدّد كلّ شيء. وبات من الواجب أن تكون التوبة الشخصيّة إلى الله توبة اجتماعيّة الى الانسان والمجتمع والدولة، وبالتّالي مصالحة مع العمل السّياسيّ كفنٍّ نبيل لخدمة الخير العام، ومع الدّولة ومؤسّساتها ومع مالها العام، ومع الشّعب اللّبنانيّ ومع واجب النّهوض الاقتصاديّ والماليّ”.

وشدد البطريرك الراعي على أنه “يجب على المسؤولين في الحكومة والمجلس النيابيّ وضع الاصبع على الجرح بشكل فعليّ لا كلاميّ. فمن غير المقبول إطلاقًا التّمادي في عدم البدء بالإصلاحات التي يطالب بها المجتمع الدّولي الحريص على لبنان أكثر من السّلطات السياسية فيه، الغارقة بكلّ أسف، في نزاعاتها حول مصالحها وحساباتها وأرباحها. من غير المقبول عدم بتّ قضيّة الكهرباء وإيقاف الهدر الماليّ اليوميّ على كهرباء من دون كهرباء. من غير المقبول التّلكّؤ عن القرار الشّجاع في إعادة النّظر في القوانين الخاصّة بأجور موظّفين ومتقاعدين وخدمات تثقل الخزينة وتميل بها إلى الإفلاس. من غير المقبول عدم إنجاز موازنة 2019 وضبط نفقات الوزارات… هذه كلها خطايا ضد الشعب والدولة”.

وأشار إلى أن “البلاد وصلت إلى شفير الهاوية الإقتصاديّة والماليّة، فيجب على السّياسيّين والمؤسّسات العامّة والشّعب اللّبنانيّ بأسره، وعلى كلّ واحد وواحدة منّا، العيش في حالة تقشّف منظَّم تستفيد منه خزينة الدّولة”.

وسأل: “هل عندنا مسؤولون جريئون على اتّخاذ الخطوة اللّازمة في هذا الإطار؟ نأمل ذلك ونصلّي. إنّ مخلّع كفرناحوم هو اليوم لبنان بكيانه وشعبه ومؤسساته. والرّجال الأربعة هم المسؤولون في الدولة أوّلاً وفي الكنيسة والمجتمع كمعاونين”، مضيفا: ” نصلّي إلى الله كي يولّد كلامه فينا الإيمان الذي تولَّد عند أولئك الرّجال الذين لمّا سمعوا الكلمة، ذهبوا للحال وحملوا ذاك الكسيح إلى أمام يسوع. فلمّا رأى إيمانهم شفاه نفسًا بمغفرة خطاياه، وجسدًا بشفائه من الشّلل”.