فيما كانت الأنظار أمس الأحد على قمة تونس العربية وموقف لبنان الذي عبّر عنه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واللقاءات التي عقدها على هامشها وإيلائه قضية الاعتراف الأميركي بسيادة اسرائيل عليه أهمية كبيرة، اعتبرتْ أوساطٌ سياسية أن الانشغال المحلي بالعناوين المالية – الاقتصادية على أهميتها كانعكاسٍ لحراجة ما بَلَغَه وضعُ ماليةِ الدولة والعجلة الاقتصادية ينبغي ألا يُسْقِط الاهتمام بالوقائع الاقليمية المرشّحة لمزيد من الفصول الساخنة.
وتقول هذه الأوساط لجريدة الراي إنّ “ديبلوماسية المواجهة” التي تعتمدها الولايات المتحدة مع إيران وأذرعها وفي مقدّمها حزب الله تعتمد مساراً متدحرجاً لا عودة عنه، عَكَس مرتكزاته بوضوح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إبان زيارته لبيروت وما تخلّلها من “رسائل نارية” برسْم طهران والحزب، لافتة إلى ان هذه المواجهة تضرب موعداً مع رزمة جديدة من العقوبات من ضمن استراتيجية إحكام الطوق على إيران وصادراتها النفطية و”قطع الأوكسيجين” المالي عن حزب الله، الأمر الذي يؤشّر إلى أن أفق “المشكلة الإيرانية” محكوم في خواتيمه إما بـ ” DEAL ” اضطراري أو بحرب كبيرة.”
وإذ تلفت الأوساط إلى أن الإدارة الأميركية الحالية تعتمد خطاً ثابتاً في المعركة لإعادة إيران الى داخل إيران، وأن الرئيس دونالد ترمب نَزَع “صندوقة البريد” قاطعاً الطريق أمام أي رسائل ابتزازية تعوّدت عليها طهران باستخدامها ساحات المنطقة لليّ ذراع واشنطن وحلفائها، ترى أن العيون ستبقى شاخصة على الخطوات التي ستعتمدها إيران في التعامل مع “الهجوم” الأميركي لـ”خنْق” مشروعها ومطاردة أذرعها في أكثر من ساحة.