أكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بو عاصي أن التركيبة اللبنانية الاجتماعية السياسية دقيقة منذ نشوء دولة 1943 المستقلّة وفيها تحدٍ كبير للمحافظة على الدولة وتطويرها ومكافحة الفساد وتأمين اهتمامها بحاجات الناس من خلال العمل السياسي لتصبح قدراتها منسجمة مع طاقات مجتمعها.
وفي ندوة في جامعة “الحكمة” بدعوة من الهيئة الطالبية تحت عنوان “السياسة التزام وتحدي في حياة الشباب” شارك فيها الى جانب النواب الياس حنكش، الان عون، فادي علامة وفيصل الصايغ، قال بو عاصي: “لقد اعلنت وكرّرت من منبر هذه الجامعة بالذات وفي محاضرة سابقة أن لبنان ليس دولة فقيرة إنما منهوبة! وإدارتها لا ترقى على مستوى شعبها. الحل هو بالانخراط في العمل السياسي، كما من الضروري تأمين توازن بالسياسة وتداول بالسلطة والانخراط بالأحزاب لكي تصبح شبيهة بمجتمعها وعدم البحث عن حزب مثالي بالمطلق للالتزام به إنما الالتزام والنضال اليومي لطبعه ببصمات ناسه ومجتمعه فيزداد قناعة به”.
كما دعا بو عاصي الشباب للانخراط في الحياة السياسية والعمل الحزبي وطبعهما ببصماتهم حتى يصبح الوطن شبيها لهم ومنسجما مع طموحاتهم وطاقاتهم ومستوياتهم. وتوجّه لهم قائلاً: “أنتم اليوم بعمر تضجّ بكم روح الشباب وتتجاذبكم من جهة إرادة كبيرة ومن جهة أخرى شكوك كبيرة وتساؤلات عدة حول كل ما يدور من حولكم. فتسألون نفسكم ماذا عن الغد؟ أين ألتزم؟ كيف أومّن مستقبلي؟ لماذا لا توجد في بلادي المقومات المتوفّرة في بلدان أخرى؟ تشعرون أنكم تريدون تغيير الكون في حين ينتابكم شعور دفين أن وضعكم أنتم لا يزال متزعزعا أو على الأقل غير مستقر”.
وتابع: “ان أحد الشكوك الكبرى التي تشغلكم هي السياسة ومن هنا عنوان الندوة “السياسة التزام وتحدي في حياة الشباب” وهي كذلك للمجتمع ككل وليس فقط للشباب. لكن السؤال هو التزام بماذا؟ وتحدٍ لمن؟ الجواب انها التزام بالإنسان، التزام بالآخر، التزام بالمجتمع واعتراف أنني فرد في مجتمع مع احترامي لنفسي كفرد. إنها تحد للذات وليس للآخر، إنها بعيدة كل البُعد عن الأنانية، انها تحد بتكريس الوقت والجهد وأحيانا أكثر قد تتطلّب تقديم الحياة لأجل الآخر والمجتمع. السياسة موجودة في كل المجتمعات ولكن يبقى طبعاً هناك خيار عدم الالتزام. أما غياب الأحزاب والحياة السياسية فهو يسود في البلدان الديكتاتورية المتخلّفة، حيث تغيب الأحزاب ويعمّ التسلّط و”الدولة الشريرة” وإذا تخلّى الانسان عن دوره كمواطن فيعيش كمقيم في بلاده كما هي الحال في الكثير من البلدان لاسيما في المنطقة المحيطة. في حين ثمة ناس يموتون لاكتساب مواطنيتهم وحرية خيارهم، نرى في أماكن أخرى انخفاض في نسبة الاقتراع في الانتخابات وتخل طوعي عن صفة المواطنية”.
ولفت بو عاصي الى أنه صحيح أن الديمقراطية فيها لعبة سلطة ولكن ممنوع أن تكون الديمقراطية فقط لعبة سلطة إنما عليها أن تكون هادفة لتطوير المجتمع، مذكّراً بما قاله الفيلسوف السياسي دايفد هيوم أن الانتماء السياسي قناعة عاطفة ومصلحة ولكن نسبة كل منهما تختلف بين الأفراد.
كما أعرب عن أن أكثر ما يقلقه هو أن ينقاد الانتماء السياسي بشكل أساسي بالعاطفة بحيث ينكفئ المؤيد عن المحاسبة ويصبح ولاؤه مطلقاً للحزب الذي اختاره مهما كان أداؤه ناجحاً أو فاشلاً، شفافاً أو ملتوياً في السلطة، وأردف: “هذا الجانب العاطفي موجود بقوة في الشرق الذي ننتمي إليه وهنا أهميّة دور الشباب تحديدا في العمل السياسي، ومن هنا أيضا ضرورة انخراط الشباب في الأحزاب بشكل عام وحزبي “القوات اللبنانية” بشكل خاص لتصبح الأحزاب والحياة السياسية والوطن ككل يشببهم بعد سنوات أكثر فأكثر”.