خبر

الحريري: “النأي بالنفس” يجنبنا المخاطر

شدد رئيس الحكومة سعد الحريري على أهمية سياسة بالنأي بالنفس والاعتدال في تجنيب لبنان مخاطر ما يجري في الدول المجاورة، مؤكدا بالمقابل أن وحدة الصف القائمة اليوم في طرابلس بينه وبين الرئيس نجيب ميقاتي واللواء أشرف ريفي وأبو العبد كبارة والوزير محمد الصفدي، ليست من باب الرغبة في الوقوف بوجه أحد، وإنما من باب مصلحة طرابلس والشمال وعكار والضنية والمنية، من باب مصلحة نمو لبنان، من باب أننا في السياسة، حين نقف صفا واحدا نصبح أقوى.

كلام الرئيس الحريري جاء خلال مهرجان لكوادر الماكينة الانتخابية لتيار المستقبل أقيم في فندق “كواليتي إن” بحضور المرشحة ديما جمالي ونواب طرابلس والوزير السابق اللواء أشرف ريفي وشخصيات، وقال: “أنا اليوم هنا، ليس كرئيس حكومة بل كسعد الحريري قد يكون المجلس الدستوري اليوم جمعنا ووحد طرابلس، لمصلحة ديما جمالي. ربما أرادوا أو تكون النتيجة مختلفة، لكن النتيجة ستكون يوم الأحد بإذن الله، أننا سننزل جميعا إلى صناديق الاقتراع ونصوت لديما جمالي بكثافة”.

وأضاف: “هناك كلام كثير يحصل اليوم حول المنطقة الاقتصادية و”سيدر”، ونسمع منظرين يشرحون لنا ما قدمناه نحن في سيدر. ما تقدم في سيدر مشاريع حقيقية، لكل الشمال، ولطرابلس والضنية والمنية وعكار. حين ننشئ محطة كهرباء في دير عمار، من يستفيد منها؟ دير عمار فقط أو كل الشمال وطرابلس؟ حين نركب خطوط فايبرأوبتيكس في البلد، من يستفيد منها؟ فقط من مرت الخطوط أمامه أو كل البلد؟ حين نقيم مشاريع صرف صحي وطرقات وسكك حديد، من سيستفيد من هذه المشاريع؟ أليست طرابلس؟ من يتفذلكون بأنه لا حصة لطرابلس والشمال من سيدر نقول لهم: بالتأكيد هناك حصة، وحصة تفوق العشرين بالمئة”.

وقال: ” هذه الانتخابات بالنسبة إلي هي لكي نؤكد على وحدة الصف التي عملنا عليها، المصالحات التي أجريناها داخل طرابلس مع اللواء أشرف ريفي، والعمل مع دولة الرئيس نجيب ميقاتي، وبالتأكيد مع أبو العبد وسمير وديما، الذين هم الأساس في هذا التحالف. واليوم كريم بيننا، هذا الشاب الصاعد، والكل يعلم تمسكي بالشباب. هذا المشوار سنكمله معا إن شاء الله لمصلحة طرابلس واقتصادها”.

وأضاف: “أنتم تيار المستقبل، وأنتم من تعملون ليل نهار لكي يكون اسم التيار عاليا في طرابلس وكل لبنان. العمل الذي تقومون به والصورة التي تقدمونها للناس يجب أن تكون نفس الصورة التي ترونها عن رفيق وسعد الحريري. نحن علينا أن نخدم الناس ونستمع إليهم ونساعدهم ونتوحد من أجلهم، ففي النهاية، الناس أحبوا تيار المستقبل ورفيق الحريري لأنه آمن بهذه المسيرة. تيار المستقبل هو تيار الاعتدال، والاعتدال هو ما أنقذ لبنان من أتون التطرف الذي ترونه اليوم في سوريا وباقي الدول الأخرى في المنطقة. لذلك، نحن مستمرون في هذا المشروع، لأن الاعتدال هو الوحيد الذي يبني البلد، أما التطرف، إن كان إسلاميا أو مسيحيا، فلا يوصل إلا إلى انقطاع الحوار. ولا يمكننا أن نبني بلدا بالتطرف، وإنما بالاعتدال يمكننا أن نبني بلدا واقتصادا ونقيم حوارا. أما بالتطرف فكيف يمكنك أن تحاور شخصا عقله موجه باتجاه واحد؟ هذا التطرف ليس فقط إسلاميا، لأن في بلدنا هناك كل أنواع التطرف، وهذا يولد عنصرية وكراهية واستفزازا. من هنا قال رفيق الحريري: المسيحي المعتدل أقرب إلي من المسلم المتطرف، وهو عنى بذلك الاعتدال ثم الاعتدال ثم الاعتدال”.

وتابع: “اعملوا لهذه الانتخابات كأنها أساسية وليس فرعية. أريد منكم أن تعملوا ليل نهار، حتى يوم الأحد، وأنا أعتمد على السيدات أكثر من الرجال في هذا الموضوع. أنتم تعرفون أن سياسة لبنان الخارجية هي النأي بالنفس، ونحن، حين ننظر إلى ما يجري حولنا ونرى المصاعب والمواقف المتشددة كل يوم أكثر فأكثر، علينا أن نتمسك بسياسة النأي بالنفس أكثر من أي مرحلة مرت في السابق. اليوم النأي بالنفس هو الأساس. وأنا فخور بكل واحد وواحدة فيكم، أنتم الشباب والشابات، وكذلك بمن عملوا مع الوالد رحمه الله، فهم لديهم من الخبرة ما يجب أن نستفيد منها، وأنا أستفيد من خبرة من هم أكبر مني وحتى من هم أصغر مني، وعلينا جميعا أن نعمل يدا بيد لكي ننهض بطرابلس اقتصاديا وإنمائيا إن شاء الله”.

وختم الحريري: “أخيرا أود أن أتطرق إلى وحدة الصف التي تحدثت بشأنها وتحدث بشأنها أيضا الرئيس ميقاتي واللواء أشرف ريفي وأبو العبد والوزير الصديق والحليف محمد الصفدي. جميعنا تحدثنا بوحدة الصف، ليس من باب رغبتنا في الوقوف في وجه أحد، وإنما من باب مصلحة طرابلس والشمال وعكار والضنية والمنية، من باب مصلحة نمو لبنان، من باب أننا في السياسة، حين نقف صفا واحدا نصبح أقوى. هناك عقبات ستواجهنا، وإذا أردنا تخطي هذه العقبات منفردين فلن نتمكن، أنما إذا كنا صفا واحدا فإنها ستصبح مطبات صغيرة، نتخطاها دون أي إشكال”.