أكد نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني ان كل الجهود تنصب اليوم في لبنان للوصول الى حلول صحيحة، فلا مجال بعد الآن الى الدوران في حلقة مفرغة، مضيفا: “في السابق كنا نعطي انطباعا اننا نجد الحلول فنلقى الدعم من الخارج وتمر المرحلة لنكتشف بعدها الهدر والديون التي تراكمت علينا وتصعب الامور من جديد. وهذا قد تكرر مرات عدة”.
كلام حاصباني جاء خلال حفل عشاء اقامه على شرفه مركز نيو جيرسي ونيويورك في “القوات اللبنانية”، بحضور المندوب الدائم المعاون لدى الأمم المتحدة بشير عزام، القنصل اللبناني في نيويورك مجدي رمضان، الأب دومينيك حنا، رئيس المركز اللبناني للمعلومات د. جوزف جبيلي ومنسق أميركا في “القوات اللبنانية” ماجد ضاهر.
واشار حاصباني الى ان لبنان يواجه اليوم تحديات كبيرة اقتصادية، اجتماعية، مالية وغيرها ولا يمكن نكران ذلك، ولكن لطالما كان لديه القدرة على تخطي الصعاب مهما كثرت، مضيفاً: “لقد اعتدنا على النقاشات والتحديات بين الافرقاء في السياسة، وعند الوصول الى مراحل دقيقة يتم التوافق على طريقة لحلها”.
ورد سبب ذلك لان طريقة حل المشاكل كانت آنية ومبنية على النوايا والآمال من دون استدامة، معتبراً ان لبنان كان يفتقد لبناء المؤسسات التي تبقي مفاعيل الاستثمارات مستمرة. وقال: “لكن لا مجال اليوم لعدم بناء المؤسسات فهذا يشكل اساسا لاستدامة الاستثمارات وديمومتها، لذا تصر بعض القوى السياسية ومنها “القوات اللبنانية” على اعطاء الاولوية للإصلاحيات البنوية، التي تتضمن اعادة هيكلة القطاعات وحوكمتها ووجود ادارات متكاملة، وتفعيل المؤسسات التي يجب ان تقوم بعملها الرقابي والاجرائي والاداري بطريقة فعالة”.
كما اوضح حاصباني انه يجب عدم طرح استثمارات إذا لم توضع قواعد ودعائم اساسية تبنى عليها للاستفادة منها الى اقصى حد، لافتاً الى ان لبنان ليس بحاجة الى ديون اساسية إذا نجحنا في ادارة القطاعات وحوكمتها الانتاجية والخدماتية من خلال استقطاب الاستثمارات قبل الديون، فعندها تقوم الدولة باستدانة ما تبقى فتكون الكلفة اقل.
واشار نائب رئيس مجلس الوزراء الى ان هذه الخطة هي موقف “القوات اللبنانية” ونظرتها الشاملة للوضع المالي وهكذا ستتعاطى في ملف الموازنة الملح الذي سيبدأ بحثه قريبا فالأولوية انقاذ البلد ووضعه على سكة الصحيحة.
كما أكد الا يختلف اثنان على ان الوضع دقيق ويجب ايجاد حلول، مشددا على ضرورة الا تكون هذه الخطوات موجعة وغير عادلة ومضرة للشعب اللبناني، بل يجب ان تكون موجعة لصناع القرار الذين يخافون من اتخاذ القرارات الصحيحة خوفا على مصالحهم ومواقعهم وشعبيتهم.
حاصباني توجه للمغتربين اللبنانيين وطمأنهم ان ما يقومون به في بلاد الغربة أكثر من كاف لمساعدة اللبنانيين المقيمين في البلد معنوياً ونفسياً وفكرياً ليقوموا بدورهم ايضا، فالمغترب اللبناني يثبت علاقات لبنان مع الخارج، ويرفع اسم بلده ويجسده عند تحقيق ذاته وطموحاته ونجاحه.
واضاف: “انتم قنوات التواصل مع لبنان عبر الاقنية الرئيسية التنفيذية. من يستطيع منكم تقديم امر ما الى لبنان من معرفة وقدرات وطاقات فليساعد على طريقته الخاصة”.
كذلك أكد نائب رئيس مجلس الوزراء الترابط القائم بين اللبنانيين اينما وجدوا، متمنياً التوفيق والنجاح الدائم لهم، ومشيراً الى ان كل ما يقوم به اللبناني يوسع افاق وطنه في العالم ما يميز لبنان عن غيره ويساهم في تخطيه الصعوبات. وختم بالقول: ” لبنان ليس محدداً بالـ10452 كلم مربع بل منتشر حول العالم للمحافظة على هذه المساحة المقدسة في قلبنا وروحنا”.
وكان مركز “القوات اللبنانية” في واشنطن اقام ايضاً عشاء ترحبيا لدى بدء حاصباني زيارته الاميركية.
أخبار متعلقة :