أكدت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية مي شدياق شغف أبناء الكورة للعلم والثقافة، وقالت: “بالحديث عن الكورة وأهلِها، لا يمكن الّا أن نذكّر بمقاومتهم الباسلة في أحلكِ الظروف، بشغفِهم للعلمِ والابتكار وبتحقيقِهم للإنجازات في مختلف اقطار العالم. كما لا يغيب عن ذهني فيلسوف المقاومة اللبنانية، المفكر اللبناني العظيم شارل مالك، ابن هذه المنطقة العريقة”.
واردفت، خلال لقاء سياسي إنمائي عقده أمين سر تكتل الجمهورية القوية النائب السابق فادي كرم في قاعة مسرح “لاس ساليناس”، بحضور وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان، “نحن اليوم 13 نيسان أي ذكرى اندلاع الحرب، لا بدَّ لنا إلّا وأن نستذكرَ من قاومَ لأجلِ الكورة وأهلِها ولأجل كلِّ اللبنانيين، فألف تحيّةٍ وسلام لروح شهداء الكورة وشهداء كلّ لبنان.
ونقول في هذه الذكرى أيضاً: “تنذكر وما تنعاد” فنحن جيل الحرب شهِدنا ما شهدناه من ويلات ومآسي لا نتمنّى لجيلِ اليوم أن يعيشها بأيِّ لحظة. فعسانا أن نتكاتفَ سويّاً لكي نبنيَ وطن الحلمِ يدا بيد، فلننأى بأنفسِنا عن حروبِ الآخرين، ونضعَ المصلحةَ الوطنية أمامنا من دونِ الارتباط بمصالحَ اقليميّة وارتباطاتٍ خارج الحدود. أنتم تستحقّون كلّ الخير، لأنكم أهل خير. تستحقون دولة قوية عادلة، تستحقون بيئة نظيفة وكورة خضراء، تستحقون مجالس محلية وبلدياتٍ ناشطة ديناميكية. تستحقونَ أفضل تمثيل، ولو حتى خارج البرلمان، وما من تمثيلٍ أفضل من الرفيق الدكتور فادي كرم”.
وأضافت: “منذ استلامي لوزارةِ الدولة لشؤون التنمية الادارية، قررت الا أطلق وعوداً خيالية وكلمات رنانة شعبوية، بل قررت أن أعمل بجديةٍ في الوزارة وأُنجِزَ وأنجح. ولهذا الأمر، أقوم بدرسِ الملفات، وأضع الخطط، وأستمع لمختلف الطلبات، ومن ثم أقوم بالواجب بما يملي به ضميري والقانون. لكن الأسلوب الذي اتبعه وزراء القوات في الحكومة السابقة ونتبعه أنا وزملائي اليوم يختلف عن حسابات البعض الضيقة والتافهة أحياناً. لقد سعوا ما بوسعهم لتشويهِ صورة وزراء القوات قبل الانتخابات النيابية للنيلِ منها ووقف المدّ الشعبي الداعم لها، والذي تجلى بالنتيجة الناصعة التي حققناها. واليوم، يسعون مجدداً للنيلِ من صورتنا بأساليبَ خسيسة، لا تمت الى أخلاقياتِ العملِ السياسي بأي صلة. الاختلاف السياسي يا جماعة مشروع، بس “انتبهوا عالأخلاق” هيدا خط أحمر إلنا. العالم أجمع يشهد بأنّ القواتِ اللبنانية لا تطالب بأمر وتفعل العكسَ (كما هو حال سوانا) ونحن لسنا بحاجةٍ لبراءةِ ذمةٍ من أحد بهذا الخصوص. صورتنا بيضاء ناصعة كالثلج وستبقى كذلك، و”مين بيته من قزاز ما براشقنا بالحجار”. الجريء، صاحب الضميرِ المرتاح يتصرف بشفافية، ويتوجه بكلّ طلب ليعرضه على مجلس الوزراء جهارا، وليس كما يفعل خفافيش الليل، عندما يقومون بتعييناتهم وتوظيفاتهم ذات الخلفيات السياسية من تحت الطاولة ويحمّلون الدولة عبئاً هي غير قادرة على تحملِه لأغراض انتخابيةٍ بحتة. هذا هو التوظيف الفعلي الذي يرهق كاهلَ الدولة، وليس الاستعانةَ بخبراء من داخلِ وخارجِ الادارة لأيامٍ معدودة أو أشهر قليلة كحدٍّ أقصى ولمهام محدّدة بحسبِ الحاجة”.
واضافت: “الوزارات التي تولّتها القوات اللبنانية، هي الوحيدة التي قامت بعمليةِ تقليصِ أعدادِ للموظفين فيها في عزِ الحملةِ الانتخابية وفي وقتٍ لجأَ فيه وزراء آخرون الى توظيفِ الآلاف من الموظفين لأغراض انتخابية. لذا، أقول بكلّ جرأة لمن يحاول ممارسةَ النكد السياسي: “نحن لا نتخذ قراراً ولا نقوم بأي خطوة الا وهي قانونية 100%، ومين بدق الباب رح يسمع الجواب! نعم لن أتورع عن الرد على من يحارب طواحين الهواء ناسباً لنفسِه البطولات الوهمية! رح ضل قول للأعور أعور بعينه، والاتهامات الواهية السخيفة لن تحرجني ولن تسكتني، بل سأبقى أكثر من أي وقتٍ مضى بالمرصاد لكل من يحاول الغش، بكل ما لكلمة غش من معنى” وبالعودة الى الكورة، هناك العديد من الأمور التي أنوي العملَ عليها، لكنني لن أعدكم بشيء. فكما يقول المثل: “ما تقول فول غير ما يصير بالمكيول”. لذا سأعدد بعض الأمور التي اسعى للعمل عليها على أمل ان نحقق البعض منها.
وتابعت: “سأبدأ بالحديث عن اللامركزية التي ستعمل وزارتي عليها من خلال السعي لتعزيزِ دورِ المجالسِ المحلية، في حين سأترك العمل التشريعي بما خص اللامركزيةِ الادارية لمجلس النواب. نعلم جميعاً الوضعَ الصعب الذي تمر به مالية الدولة، لذا قمنا بالمطالبة منذ انطلاق عملِ الحكومة لإقرارِ موازنةٍ متقشفة تحاكي واقع الحال. وللأسف، بفعلِ مركزية الدولة وغيابِ الصلاحيّاتِ المطلوبة للبلديّات، بالإضافة لعدم دفع الدولة مستحقاتِها لها، تعاني البلديات من ظرف مالي صعب أيضاً. لكننا نسعى جاهدين لقلبِ الواقعِ الأليم الى فرصةِ تغييرٍ حقيقية ومحاولة لدفعِ البلديات الى تطوير نفسِها بمساعدات سعاة الخير. لذا، أقوم بالتواصلِ مع الجهاتِ المانحة، طالبة الحصول على مساعدات لدعم البلديات بمشاريع انمائية. لكن الدعم سيكون مشروطا بدعمٍ تقني من وزارةِ التنمية بالإضافة الى تعزيزِ البلدياتِ لمبدأِ الشفافية في عملهم ومساعدة كلّ مواطنٍ للوصولِ للمعلومة المطلوبة”.
وقالت: من ناحية أخرى، منذ انطلاقةِ الحكومة، تعهدت وضع التحول الرقمي للبنان على سلم أولوياتي، آملة بأن تكون الوزارة رائدة في نقل لبنان الى ما نحلم به جميعا، أي دولة شفافة متطورة، تحترم كرامةَ المواطن. لذا نسعى للوصول الى الحكومة الالكترونية التي تخفف الأعباء على المواطن وتفعل عمل الدولة. إن ايصال لبنان لهذه المرحلة لا يعني فقط التزامه بمندرجاتِ CEDRE ومكافحةِ الفساد، بل أيضاً خطو خطوةٍ أساسية نحو تخفيفِ الضغط عن المركز من خلال المعاملات الالكترونيّة. الحلم كبير، لكنّ النجاحَ يبدأُ بحلم. وهنا أيضاً، نتشاور مع الجهات المانحة للدفع باتّجاه مكننة البلديّات وخصوصا البلداتِ الصغيرة بموازنات صغيرة”.
وأردفت: أما بملف النفايات الصلبة، كما معظمكم يعلم، قامت وزارة الدولة لشؤونِ التنمية بتمويلِ الاتحاد الأوروبي بدعمِ عدد من البلدياتِ او اتحادِ البلديات في اقامةِ مطامرَ صحية ومعاملَ فرز للنفاياتِ وتسبيخِها. وطرح مشروع رائد يجمع ثلاثةِ أقضيةٍ عزيزة على قلبنا، أي الكورة وبشري وزغرتا، لكن للأسف توقفَ المشروع قبل استلامي مهامي الوزارية. لن أخفيَ عليكم أنني لا أُوفر أيّ جهد لإعادة تمويلِ هذا المشروع لما له من منفعة على أهلِ الكورة وزغرتا وبشري. وسأبقي الدكتور كرم دائما على علمٍ بالتطورات حيال الملف على أملِ الوصولِ الى خواتيم سعيدة في القريبِ العاجل ونهدي المنطقةَ ما تستحقه.
وختمت: “شكراً لكم على استضافتي في الكورة، أعتبر نفسي بمنزلي بين أهلي. لن نرتاح حتّى الوصول الى دولةٍ شفّافة متطورة، الى اداراتٍ عامة ديناميكية تشبه شبابَ الكورة ولبنان. لا بد من الحلم أن يصبحَ يوما حقيقة. عشتم وعاشت الكورة رائدة متطورة خضراءـ عاشت القوات اللبنانية وعاش لبنان”.
اقرأ ايضًا: كرم: مصير الوطن متوقف عند معركة “دولة المزرعة”
أخبار متعلقة :